طب وصحة

5 تحولات جذرية.. هكذا تمكنت "كورونا" من تغيير العالم

من المستبعد أن يعود العالم إلى طبيعته قبل عام 2024- جيتي

سلّط تقرير الضوء على التغييرات الحاصلة في العالم، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، ومحاولة العديد من الدول تجاوز الجائحة بأقل الخسائر الممكنة.

 

وتحدث التقرير الذي نشرته "فرانس برس"، أن العالم من الآن فصاعدا سيكون مقسوما إلى مرحلتين، الأولى ما قبل كورونا والثانية ما بعده.


القطاع السياحي


أدّى عامان من انتشار فيروس كورونا إلى دوامة من عدم اليقين، وآمال في إعادة تسيير الرحلات الجوية، وإلغائها.


وسمحت معايير مقبولة إلى حدّ ما خلال العامين، بدءاً من وضع الكمامات وحيازة شهادة صحية معترف بها في كل أنحاء أوروبا، باستئناف جزء كبير من الرحلات، ولكنّ شركات الطيران تكبّدت خسائر بلغت مليارات الدولارات.

 

اقرأ أيضا: الصحة العالمية تقلل من خطورة "أوميكرون" رغم سرعة انتشاره

 

واستبعد التقرير أن يعود الوضع إلى طبيعته قبل العام 2024 في أحسن الأحوال، في رحلات القطارات أو الطائرات، حيث يعتبر النقل الجوي هو الأكثر تضررا، بينما كان هناك ازدهار ملحوظ لركوب الدراجات الهوائية وعودة قوية للسيارات الخاصة.

ازدهار التجارة الإلكترونية


نقل التقرير عن شركة الاستشارات وتحليل البيانات البريطانية "كانتار"، قولها إنه "كان للأزمة الصحية تأثير كبير على مشترياتنا. بين عمليات الإغلاق وإغلاق المطاعم، بدأ الجميع تناول الطعام في المنزل، ما أدى إلى زيادة مبيعات متاجر السوبرماركت".


وهذا الاتجاه بقي مستمراً مع الإبقاء على العمل عن بعد بدرجة لم يسبق لها مثيل قبل الجائحة.
وأصبح في أوروبا والولايات المتحدة، المستهلكون معتادين على التسوق بوتيرة أقلّ، لكن باستخدام سلات أكبر. كذلك، ارتفعت نسبة التسوق عبر الإنترنت خلال الأزمة الصحية، ما دفع تجار التجزئة للتحول إلى التجارة الإلكترونية.


وقالت غاييل لو فلوش، المتخصصة في التوزيع لدى مجموعة "كانتار": "لاحظنا وصول زبائن جدد، كبار في السن، وقد أصبحوا عملاء دائمين الآن".


وبحسب شركة "أدوبي" للبرمجيات، ازدادت المبيعات عبر الإنترنت في كل أنحاء العالم بنسبة 38 بالمئة في الربع الأول من العام 2021 مقارنة بالربع الأول من العام 2020 عندما انتشرت الجائحة في الكوكب.


وتقدّر المجموعة أنّ الإنفاق عبر الإنترنت قد يصل إلى 4,2 تريليونات دولار بحلول نهاية العام 2021.

العمل عن بعد


تسببت أزمة كورونا باضطرابات في عادات العمل، ما ساعد على انتشار ظاهرة العمل من البيت على نطاق واسع، حتى لو أنّ الدول الغنية تمكّنت من تبنّيه بسهولة أكبر من الدول الأخرى.


وبحسب شركة "غارتنر" للبحوث، مثل العاملون عن بعد 32 بالمئة من العدد الإجمالي للموظفين في كل أنحاء العالم بحلول نهاية 2021، في ارتفاع وصل إلى 17 بالمئة عن العام 2019.


وأظهر تقرير لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي نشر في سبتمبر، أنّ 47 بالمئة من إجمالي أعداد الموظفين في فرنسا عملوا عن بُعد في العام 2020، بارتفاع يزيد عن 25 نقطة في عام واحد. أما في اليابان، فارتفع معدل العمل عن بُعد من 10 إلى 28 بالمئة.


إغلاق المدارس


اعتبرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" أن الاضطراب العالمي للتعليم الناجم عن الجائحة هو أسوأ أزمة تعليمية شهدها العالم على الإطلاق.

 

وفي مواجهة الجائحة، أغلقت معظم البلدان مدارسها ومعاهدها وجامعاتها، لكنّ العواقب كانت وخيمة: في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وصلت نسبة الأطفال المتأثّرين بسوء التعليم إلى 70 بالمئة، علماً أنّها كانت 53 بالمئة قبل الجائحة.


من ناحية أخرى، تسجّل أجزاء من البرازيل وباكستان وريف الهند وجنوب أفريقيا والمكسيك، من بين دول أخرى، خسائر كبيرة في تعلّم الرياضيات والقراءة. ويخاطر جيل الشباب الملتحق بالمدارس حالياً بخسارة 17 تريليون دولار تقريباً من الدخل بسبب إغلاق المدارس المرتبط بالجائحة، وهو أكثر مما كان متوقعاً في البداية، كما حذّر البنك الدولي ووكالات تابعة للأمم المتحدة.

 أزمة المجاعة


وحذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" من أنّ جائحة كورونا ستكون لها آثار طويلة الأمد على الأمن الغذائي العالمي، بعدما أدّت في 2020 إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يواجهون خطر الجوع.


ويهدّد تفاقم الجوع في العالم (+18 بالمئة العام الماضي خلال عام واحد)، وهو الأكبر منذ 15 عاماً على الأقلّ، أكثر من أي وقت مضى الهدف الذي حدّدته الأمم المتحدة والمتمثل في القضاء عليه في 2030.


وألقت الجائحة بـ20 مليون شخص في براثن الفقر المدقع خلال العام 2021 بحسب أحدث تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.


كما أنه أغرق العديد من الأنظمة الصحية في الفوضى، وكان له تأثير ضار على مكافحة آفات أخرى مثل فيروس نقص المناعة البشرية والسل والملاريا. وهذا العام، لم يتمكن 23 مليون طفل من تلقي اللقاحات الأساسية.


من جانب آخر، واصلت أعداد الإصابات بفيروس كورونا حول العالم الارتفاع، على وقع انتشار متحور أوميكرون شديد العدوى بشكل غير مسبوق، لا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية التي سجلت أكثر من مليون إصابة خلال يوم واحد فقط.


وتجاوزت حصيلة الإصابات حول العالم حاجز الـ 296 مليونا منذ رصد أول إصابة في مدينة ووهوان الصينية عام 2019، في حين بلغ إجمالي حالات الوفاة حول العالم نحو 5 ملايين و477 ألف حالة.