ليبيا أمام مفترق طرق جديد وطريق الأزمة للحل السياسي يبدو أقرب من أي وقت مضى.. وقد يجد الليبيون ضالتهم وما افتقدوه في المجلس الرئاسي القديم في مجلسهم المكلف بناء على توافق وطني وأممي.
يصول رئيس الوزراء المكلف عبد الحميد دبيبة بين المدن الليبية بجنوبها وشرقها وغربها وأطرافها المتنازعة ويصل إلى محطته الأخيرة في سبها للاطلاع على أوضاعها، وبالتزامن مع إعلان عن أسماء مقترحة لتشكيلة الحكومة مقدمة إلى مجلس النواب الذي اختار مدينة سرت لعقد جلسة الثقة للحكومة الجديدة؛ رغم التحذيرات بأن المدينة قد لا تكون جاهزة بسبب التواجد الأجنبي هناك.
في نفس التوقيت يتحرك القائم بأعمال رئيس
حكومة الوفاق الوطني الرئيس المؤقت للمجلس الرئاسي أحمد معيتيق، ويكلل نشاطه بسلسلة اجتماعات مع مسؤولين من شرق وغرب ليبيا حول قضايا توحيد المؤسسات، والعيون تراقب وتتنظر إعلانه عن اندماج أكثر من 20 مؤسسة من المنطقتين المتنازعتين سابقا الشرقية والغربية بحسب وسائل إعلام محلية ليبية.
وهو حدث بارز يترقبه الشارع الليبي، فبعد انفصال دام أكثر من سبع سنوات منذ العام 2014 قد يلتئم شمل المؤسسات الليبية بشرقها وغربها، وهو حدث إن كان سياسيا بالدرجة الأولى فهو للتأثير الاقتصادي على سعر الدينار الليبي المنهار منذ سنوات.
ويأتي الحديث عن اندماج المؤسسات الشرقية والغربية في ليبيا بعد قرابة شهر من اتفاق تاريخي مسجل بتاريخ 8 شباط/ فبراير، حين اتفقت الأطراف الليبية من حكومتي الوفاق وطبرق على ميزانية دولة واحدة لمدة شهرين، وهو الأمر الذي سمح لحكومة الوحدة الوطنية المشكلة باتخاذ قرار بشأن ميزانية عام 2021.
ها هي ليبيا اليوم بثوب جديد أبيض يرفع راية السلام والتوافق، وقد ارتدت منذ سنوات ثوب يوسف أو أرادت لها القوى الدولية والإقليمية ذلك، وها هي تلملم جراحها ويسعى قادتها الجدد لخلق دولة جديدة متصالحة مع ذاتها وشعبها.. بشرقها وغربها، منفتحة على كل أطياف الشعب ويتبادل فيها المسؤولون الزيارات وتشملهم القرارات جميعا.. فللمرة الأولى يُسمح لنائب المجلس الرئاسي أحمد معيتيق بزيارة الجزء الشرقي من ليبيا برفقة وزير المالية فرج البمتري، للمصادقة على الميزانية الموحدة، وفي نفس الوقت يجري رئيس حكومة المنطقة الغربية محادثات مع وكيل وزارة الحكم المحلي والمكلف، ويتفقان على مشروع التقسيم الإداري الجغرافي للبلديات.
أيام بيضاء يستبشر بها الليبيون للخروج من مأزقهم السياسي؛ إلى دولة جديدة تكون أقوى وترسخ مفهوم التعايش والوحدة الوطنية.