صحافة دولية

FT: حكومة الوفاق تحذر من نقل مرتزقة "فاغنر" كورونا لليبيا

فايننشال تايمز: المرتزقة الأجانب يمكن أن يجلبوا فيروس كورونا إلى ليبيا- تويتر

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا أعدته مجموعة من مراسيلها في القاهرة وبيروت ولندن وأربيل في العراق، يقولون فيه إن ليبيا حذرت من إمكانية نقل المرتزقة الذين يقاتلون في الحرب الأهلية لفيروس كورونا المستجد.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة اتهمت مرتزقة شركة "فاغنر" الأمنية الروس، الذين يقاتلون دعما لأمير الحرب خليفة حفتر، بنقل عدوى كورونا إلى الليبيين. 

 

وتذكر الصحيفة أن حكومة الوفاق الوطني اتهمت شركة نقل جوي سورية بتعريض البلد الذي مزقته الحرب لنقل فيروس كورونا من خلال نقل المرتزقة الروس إلى مدينة بنغازي في شرق ليبيا، التي يسيطر عليها حفتر.

 

ويلفت التقرير إلى أن الحكومة في طرابلس قالت إن رحلات جوية تديرها شركة "شام" السورية جلبت متعهدين من روسيا يعملون لصالح شركة "فاغنر"، بالإضافة إلى أعضاء من جماعة حزب الله اللبناني للقتال في الحرب الأهلية، والمساعدة في الهجوم الذي يشنه حفتر على العاصمة طرابلس. 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن وزير الداخلية في حكومة الوفاق، قوله إن وجود المرتزقة في ليبيا قد يتسبب بالموت والكارثة، خاصة بسبب نشاطاتهم الأخرى في الشرق الأوسط، مثل إيران، التي تعد بؤرة انتشار فيروس كورونا. 

 

وبحسب التقرير، فإن ليبيا لم تعلن في الوقت الحالي عن أي حالة إصابة بالفيروس، لكن الدول العربية والغربية طالبت طرفي الحرب بالتوقف عن الأعمال العدوانية حتى يستطيع البلد مواجهة الفيروس، مشيرا إلى أن حكومة الوفاق في طرابلس تدافع عن المدينة منذ نيسان/ أبريل 2019 عندما حاصرت قوات أمير الحرب العاصمة، وأصبحت المعركة من أكثر المعارك تدويلا، حيث تحظى حكومة الوفاق بدعم تركي، فيما تدعم الإمارات والسعودية ومصر وروسيا حفتر.

 

وتعلق الصحيفة قائلة إن مخاوف حكومة الوفاق من انتشار الفيروس تقدم مثالا آخر على تعمق العلاقات الدولية، خاصة التحالف الجديد بين الرئيس السوري بشار الأسد وموسكو والجنرال حفتر، ففي محاولة للخروج من حالة العزلة يحاول نظام الأسد، وبدعم من روسيا، بناء علاقات مع حفتر في وقت أصبح فيه النزاع في سوريا وليبيا مترابطين، مشيرة إلى أن حفتر افتتح سفارة له في دمشق هذا الشهر، فيما افتتحت شركة "شام" فرعا لها في بنغازي، وزادت الرحلات بين سوريا وليبيا، بحسب ما تظهر بيانات متابعة الطيران. 

 

وينوه التقرير إلى أن الشركة المملوكة بشكل خاص، وفرضت عليها الخزانة الأمريكية عقوبات في عام 2016 لمساعدة النظام السوري، تقدم على أنها شركة ملاحة جوية تجارية، مشيرا إلى أنها لم ترد حالا على أسئلة الصحيفة للتعليق على اتهامات بأنها نقلت مرتزقة إلى ليبيا، وقالت يوم الأربعاء إنها علقت الرحلات بسبب فيروس كورونا. 

 

وتنقل الصحيفة عن المتخصص في الشأن الليبي في المعهد الهولندي "كلينغديل" جلال الحرشاوي، قوله إن "فاغنر" أرسلت مئتين من مقاتليها في سوريا إلى ليبيا هذا العام، وجندت 300- 400 سوري للقتال إلى جانب حفتر، فيما وفرت الإمارات العربية الآلاف من أطنان الأسلحة للجنرال، لكنه يفتقد الجنود، ما يعني أنه بحاجة للمزيد و"للقتال والموت على الجبهة". 

 

ويفيد التقرير بأن حياة المقاتل المرتزق أصبحت جذابة للكثير من السوريين، فبعد 10 أعوام من الحرب الأهلية ودمار الاقتصاد، فإن الكثيرين منهم يبحثون عن فرصة للعمل.

 

وتقول الصحيفة إن مقاتلا سابقا من جنوبي سوريا أخبرها أنه جند للقتال في ليبيا بوعده بتلقي ألف دولار لحماية المنشآت، وزيادته إلى 1500 دولار "للمهام"، وقال المقاتل السابق، وعمره 29 عاما، إنه يخضع لتدريب ما قبل الانتشار، وأشار إلى أنه سيقاتل مع "الجيش الوطني الليبي"، وستدعم المهمة "شركة روسية"، مع أن الضابط السوري الذي جنده لم يشر إلى "مجموعة فاغنر"، وقال: "لا أحب القتال، لكن هذا هو ما فرضته الحياة علينا"، وأضاف: "لا فرص عمل مناسبة هنا" في سوريا. 

 

ويشير التقرير إلى أن لدى شركة "فاغنر" وجودا كبيرا في سوريا، حيث قاتلت إلى جانب القوات الموالية للأسد للسيطرة على حقول النفط من الجماعات الجهادية، لافتا إلى أنه يدير الشركة رجل الأعمال يفغيني بريغوجين المعروف بـ"طاهي بوتين"؛ بسبب العلاقة القوية مع الرئيس الروسي.  

 

وتذكر الصحيفة أن الشركة استخدمت تجربتها في سوريا للحصول على تعهدات في ليبيا ودول أخرى، يمكنها خدمة المصالح الروسية الخارجية. 

 

وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن بريغوجين وصف تحذيرات حكومة الوفاق الوطني بأنها مثل "شغب طفيف"، وأشار إلى النفي السابق عن علاقته بالجماعات المسلحة أو المرتزقة.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)