صحافة دولية

الغارديان: مبارك "ديكتاتور" حكم مصر 30 عاما

في خطاب مبارك الأول تعهد بقمع الفساد، وتحدث عن الإصلاحات الديمقراطية- تويتر

سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على مراحل صعود الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك إلى السلطة وسقوطه عقب المظاهرات الشعبية الحاشدة عام 2011، وصولا إلى وفاته محاطا بزوجته وولديه.

وجاء في المقال المعنون بـ"وفاة حسني مبارك: الحاكم المستبد القاسي الذي أمسك بالسلطة في مصر لأكثر من 30 عاما"، أن أحدا لم يكن يتوقع استمرار مبارك في الحكم إلى هذه الفترة إبان توليه منصب الرئاسة عقب اغتيال الرئيس أنور السادات.

ويصف المقال مبارك بأن كان "ديكتاتورا عنيدا، وغير ملهم، تمسك بالسلطة لثلاثة عقود" واجه خلالها تهديدات متكررة من قبل خصومه، ونجا من ست محاولات اغتيال على الأقل، إلى أن تنحى أخيرا في ذروة احتجاجات الربيع العربي في شباط/ فبراير 2011، وواجه المحاكمة والسجن.

ويرى المقال أن مبارك عندما تولى الرئاسة عام 1981 كان عدد قليل فقط من المصريين وأقل من المراقبين الأجانب يتخيلون أنه سيتمكن من حكم البلد العربي الأكثر اكتظاظا بالسكان.

 

اقرأ أيضا: WP: لماذا لم يتعلم ترامب والسيسي من فشل مبارك؟

وحينذاك، كانت صورة مبارك هي "نائب الرئيس المجتهد الدؤوب، القابع في الظل وخلف الكواليس". لكن مبارك استمر على رأس نظام مستقر، وأعاد مصر إلى موقعها في العالم العربي بعد أن خسرته بسبب معاهدة السلام مع "إسرائيل" عام 1979.

وبحسب المقال فإن مبارك "في خطابه الأول تعهد بقمع الفساد، وتحدث عن الإصلاحات الديمقراطية، الأمر الذي بدا أفضل من أن يكون حقيقيا".

 

وفي الواقع "لم يكن لمحاولاته في الإصلاح الاقتصادي تأثير يذكر بالنسبة للفقراء. كما أنه لم يقض على الفساد المستشري"، إلى جانب سيطرة ولديه علاء وجمال على عالم الأعمال والمقاولات وبطانة الأثرياء المحيطة بهما، والحديث المستمر عن توريث الرئاسة لابنه جمال.

ويتابع المقال: "لم يكن حديث مبارك الغامض عن السير نحو الديمقراطية سوى سراب"، كما أنه "لم يكرس للشأن الداخلي الاهتمام نفسه الذي أولاه لمناوراته الدولية".

وجاء في المقال أن مبارك كان "عرضة للسخرية"، سواء من شكله أو من لهجته الريفية، "لكن خلف اللهجة الريفية والابتسامة الجامدة كان هناك ذكاء حاد وطموح كبير".

وورث مبارك نظاما لا يحظى بشعبية كبيرة، وكان مدعوما من جهاز المخابرات المكروه، "لكنه امتلك ميزتين هامتين: لم يكن هناك منافس حقيقي له في الرئاسة، وعلى عكس سلفه المتهور (السادات)، كان مستقرا وحذرا بطبيعته".

ويختتم المقال بأنه بالنسبة للذين خرجوا للإطاحة بمبارك كان خروجه من السجن "لحظة قاتمة"، وفي النهاية توفي مبارك محاطا بزوجته وولديه.