سياسة عربية

الأمم المتحدة تعلق على التصعيد باليمن.. وتنتقد قادة العراق

مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث قال إن "طاولات المفاوضات أكثر فعالية من ساحات القتال"- جيتي

دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف اليمنية إلى وقف التصعيد العسكري، وتوجيه طاقاتهم نحو السياسة، بعيدا عن الجبهة العسكرية، مؤكدة أن "طاولات المفاوضات أكثر فاعلية من ساحات القتال في حل النزاع".

وأدان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، في بيان له، الأحد، تصاعد الأنشطة العسكرية في البلاد، منوها إلى أن "مما يثير القلق بشكل خاص الهجوم الذي قيل إنه استهدف معسكر الاستقبال العسكري في مدينة مأرب (شرقا)، ما أسفر عن مقتل 80 جنديا على الأقل، حسب الإحصاءات الأولية".

وأضاف غريفيث: "لقد قلت من قبل إن التقدم الذي أحرزه اليمن بصعوبة في ما يخص خفض التصعيد هش للغاية. مثل تلك الإجراءات قد تعرقل هذا التقدم".

ومساء السبت، أسفر هجوم صاروخي على معسكر للجيش اليمني في محافظة مأرب، شرق البلاد، عن سقوط 87 قتيلا وأكثر من 30 جريحا، بحسب مصدرين عسكري وطبي.

وقال مصدر عسكري لوكالة الأناضول، الأحد، إن هجوما صاروخيا استهدف تجمعا للجنود، بعد صلاة المغرب في مسجد داخل معسكر الاستقبال شمال غرب مدينة مأرب، التي تحمل اسم المحافظة نفسه.

وأضاف المصدر، مفضلا عدم نشر اسمه، أن عدد الضحايا ارتفع إلى 87 قتيلا وأكثر من 30 جريحا، بعضهم في حالة حرجة.

 

اقرأ أيضا: سفير يمني: هناك خلل بمواجهة "الحوثي" والتحالف جزء منه

وأكد مصدر طبي في مستشفى الهيئة بمأرب (حكومي) هذه الحصيلة، وأوضح أنه لم يتم التعرف بعد على هوية الكثير من الجثث.

ولم تتبن أية جهة الهجوم، غير أن وزارة الدفاع اليمنية اتهمت جماعة الحوثيين، المدعومة من إيران، بالوقوف خلفه، انتقاما لمقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني، في غارة جوية أمريكية ببغداد، في 3 كانون الثاني/ يناير الماضي.

ولم يتسن على الفور، الحصول على تعقيب من الحوثيين.

وبدعم أمريكي يتخطى الغطاء السياسي، ينفذ تحالف عربي، تقوده السعودية، منذ عام 2015 عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الموالية للحكومة، في مواجهة الحوثيين، المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء جنوبي المملكة منذ 2014.

وتبذل الأمم المتحدة جهودا متعثرة للتوصل إلى حل سياسي ينهي هذه الحرب المستمرة منذ 5 أعوام.

وخلفت الحرب أكثر من 70 ألف ضحية بين قتيل وجريح، وجعلت 8 من كل 10 يمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

 

وفي سياق آخر، انتقدت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جنين بلاسخارت، الاثنين، القادة السياسيين في العراق قائلة إنهم لا يزالون "غير قادرين على الاتفاق على طريق المضي قدما"، منوهة إلى أن "أية خطوات اتخذت حتى الآن لمعالجة شواغل الناس ستبقى جوفاء إذا لم يتم إكمالها".

وقالت، في بيان لها: "في الأشهر الأخيرة، خرج مئات الآلاف من العراقيين من جميع مناحي الحياة إلى الشوارع للتعبير عن آمالهم في حياة أفضل، خالية من الفساد والمصالح الحزبية والتدخل الأجنبي، كما أن مقتل وإصابة متظاهرين سلميين إلى جانب سنوات طويلة من الوعود غير المنجزة قد أسفر عن أزمة ثقة كبيرة".

وتابعت بلاسخارت: "بعد شهرين من إعلان رئيس الوزراء استقالته، فلا يزال القادة السياسيون غير قادرين على الاتفاق على طريق المضي قدما، في حين كان هناك إقرار علني من جميع الجهات الفاعلة بالحاجة إلى إصلاح عاجل، فقد حان الوقت الآن لوضع هذه الكلمات موضع التنفيذ وتجنب المزيد من العرقلة لهذه الاحتجاجات من جانب أولئك الذين يسعون لتحقيق أهدافهم الخاصة، ولا يتمنون الخير لهذا البلد وشعبه".

ولفتت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق إلى أن "التصعيد الأخير في التوترات الإقليمية قد أخذ الكثير من الاهتمام بعيدا عن العمل المحلي العاجل غير المنجز"، مشدّدة على ضرورة ألا "تطغى التطورات الجيوسياسية على المطالب المشروعة للشعب العراقي، فلن يؤدي ذلك إلا إلى المزيد من غضب الرأي العام وانعدام الثقة".

ودعت المتظاهرين إلى "الالتزام بالسلمية، وتجنب العنف الذي يؤدي إلى نتائج عكسية وتدمير للممتلكات"، مطالبة الحكومة ببذل قصارى الجهد لحماية المتظاهرين السلميين، مضيفة أن "القمع العنيف للمتظاهرين السلميين لا يمكن قبوله، ويجب تجنبه بأي ثمن؛ فليس هناك ما هو أكثر ضررا من مناخ الخوف والمساءلة. والعدالة للضحايا أمر حاسم لبناء الثقة والشرعية والقدرة على الصمود".