سياسة عربية

الأمن اللبناني يشتبك مع أنصار لحزب الله وأمل وسط بيروت

الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أقر مؤخرا بحصول "حالات انفعال وغضب خارج السيطرة"- الأورومتوسطي

قالت وكالة الأناضول التركية إن اشتباكات وقعت، السبت، بين قوات الأمن اللبناني وأنصار لجماعة "حزب الله" وحركة "أمل"، وذلك عقب اقتحامهما "ساحة الشهداء" وسط العاصمة اللبنانية بيروت، ما أسفر عن إصابة عنصر من قوى الأمن الداخلي.

وأضافت، في تقرير لها، أنه لم يتسن لها على الفور الحصول على تعقيب من "حزب الله" و"أمل"، لكنهما عادة ما تنفيان أي ارتباط بين الحركتين وشباب يعتدون من آن إلى آخر على مشاركين في احتجاجات شعبية مناهضة للسلطة، يشهدها لبنان منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وذكرت أن حوالي عشرين شابا قدموا من منطقة "الخندق الغميق"، متاخمة لوسط بيروت، إلى "ساحة الشهداء"، ومزقوا وأحرقوا لافتات للحراك الاحتجاجي، وهتفوا: شيعة.. شيعة.

وأوضحت الأناضول أن هؤلاء المناصرين لـ"حزب الله" و"أمل"  أقدموا على تلك الخطوة اعتراضا منهم على وقفة تضامنية مع خيمة "الملتقى"، التي أحرقها غاضبون، الأربعاء الماضي؛ بزعم أنها شهدت ندوة روجت للتطبيع مع إسرائيل.

وتابعت أن المهاجمين رشقوا عناصر من قوات مكافحة الشغب بالحجارة وبألعاب نارية، خلال اقتحامهم الساحة.

ويعتصم في الساحة محتجون يرفعون حزمة مطالب، أبرزها حاليا: تسريع عملية تشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.

وقالت قوى الأمن الداخلي، عبر "تويتر": "تتعرّض عناصر مكافحة الشغب لاعتداءات ورمي حجارة ومفرقعات نارية من قبل بعض الأشخاص".

وأضافت: "قوى الأمن تطلب وقف هذه الاعتداءات وإلا ستضطر لاتخاذ إجراءات إضافية وأكثر حزمًا".

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني، عبر حسابه في "تويتر"، أن عنصرا من قوى الأمن الداخلي أصيب في المواجهات، وتم نقله إلى المستشفى. ولم يحدد طبيعة ولا مدى خطورة الإصابة.

ونقلت قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال التلفزيونية أن إمام حسينية الحي وجّه نداءات عبر مكبرات الصوت باسم حزب الله وحركة أمل لـ"الانضباط"، مطالباً الشبان بالعودة إلى منازلهم.

 

اقرأ أيضا: قطر تعلن استعدادها الوقوف إلى جانب لبنان بأزمته الحالية

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أقر، في خطاب متفلز له، الجمعة، بحصول "حالات انفعال وغضب خارج السيطرة". وأكد توافق قيادتي حزب الله وحركة أمل على وجوب "أن نحفظ الهدوء، يجب ألا ننجر إلى مشكلة، إلى أي توتر".

وتابع "الانفعال يجب أن يُضبط، ويجب أن نكون على مستوى عال جداً من ضبط النفس، وأن لا نعطي لا لأعدائنا ولا لخصومنا ولا للمتربصين بنا مادة للاساءة أو للاستفادة السيئة منها".

وأجبرت الاحتجاجات، في 29 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، سعد الحريري على تقديم استقالة حكومته، وهي تضم "حزب الله" وحركة "أمل" مع قوى أخرى.

ومن المقرر أن تبدأ الإثنين المقبل مشاورات نيابية ملزمة لتسمية رئيس وزراء جديد، في ظل خلافات بين القوى السياسية.

وبجانب حكومة التكنوقراط، يطالب المحتجون بانتخابات نيابية مبكرة، واستعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين، ورحيل ومحاسبة بقية مكونات الطبقة الحاكمة، التي يتهمونها بالفساد والافتقار للكفاءة.