ملفات وتقارير

حفتر يعلن انتهاء المفاوضات.. ماذا عن مؤتمر برلين؟

متحدث باسم حفتر قال إن قواته تخوض معركة إقليمية وليست محلية- ا ف ب (أرشيفية)

في ظل حالة الحراك الدولي والتحضيرات لمؤتمر "برلين" من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية، يأتي قرار اللواء المتقاعد، خليفة حفتر بإعلان انتهاء وقت المفاوضات وبدء وقت "البندقية" ليطرح تساؤلات حول تحدي الجنرال الليبي للمجتمع الدولي ومجلس الأمن ويؤكد عدم جدوى أي حدث دولي حول ليبيا.
وأعلن المتحدث باسم "حفتر"، أحمد المسماري أن "وقت المفاوضات السياسية انتهى وأنه حان الآن وقت "البندقية"، مشيرا إلى أن الدعم التركي لـ"ميليشيات طرابلس" أصبح في العلن، وأن قواتهم تخوض معركة إقليمية وليست محلية فقط"، حسب تصريحات لقناة "العربية".


تحضيرات برلين


وجاءت مزاعم "المسماري" وتصريحاته في وقت تواردت أنباء عن وصول وفود من دول أوروبية وعربية والمبعوث الأممي إلى ليبيا إلى العاصمة "برلين" من أجل التحضير للقمة الخاصة بالأزمة الليبية، ولقاء المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل".
كما جاءت بالتزامن مع تقارب تركي كبير مع حكومة الوفاق الليبية وإعلان "أنقرة" أنها مستعدة لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا حال طلبت الحكومة الشرعية في "طرابلس" ذلك.
والسؤال: هل نسف قرار "حفتر" بانتهاء المفاوضات أي جهود دولية راهنة؟ ومن يوقف جموح الجنرال الليبي؟.

 

اقرأ أيضا: قوات حفتر تهدد بإغراق أي سفينة تركية تقترب من سواحل ليبيا

من جانبه رأى الناشط السياسي الليبي، محمد خليل أن "قرار "حفتر" وتصريحات المتحدث باسمه لاجديد فيها كون أصوات المدافع والصواريخ لم تتوقف منذ 4 نيسان/ أبريل الماضي، لذا هو يحاول شحذ همم قواته التي أصابها الإحباط جراء الفشل الذريع من عملية اقتحام "طرابلس"، حسب رأيه.
وأضاف في تصريح لـ"عربي21" أن حفتر "يريد التأكيد للدول الداعمة له أنه ماض قدما في معركته حتى لو أدى ذلك لتدمير العاصمة على رؤوس ساكنيها، خاصة أن فرص حفتر لحكم ليبيا بدأت تتضاءل شيئا فشيئا، لذا هو بهذه التصريحات يستجدي الدول الكبرى لإعطائه مكانا في السلطة في ليبيا"، كما قال.

 

صراع دولي


الناشط الليبي من أقلية "الطوارق"، عيسى مدريكو أكد أن "البندقية التي هدد بها "حفتر" لافائدة منها ولن تكون حلا وأنه سيأتي اليوم الذي يعرف فيه الجميع أن السلاح لم يكن أبدا هو الحل وأن كل هذه الحروب تغذيها أطراف دولية"، وفق كلامه.


وأشار إلى أن "فشل أو نجاح مؤتمر "برلين" مرتبط فقط بمواقف الدول الكبرى المتصارعة في ليبيا، إذا تفاهموا على المؤتمر ومحاوره سوف ينعقد وإذا لم يتفاهموا لن يتم"، كما صرح لـ"عربي21". 

 
الباحث السياسي السوداني المهتم بالملف الليبي، عباس صالح أوضح أن "هذه التصريحات من قبل "حفتر" هي مجرد تصعيد كلامي، وهي محاولة لابتزاز الخارج الذي ظل يوفر الغطاء لعمليات الجنرال الليبي العسكرية، بل نفد رهان بعض مكونات المجتمع الدولي على الأخير وقواته في تحقيق حسم عسكري".

 

اقرأ أيضا: أردوغان يلوح بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا (شاهد)

وأضاف لـ"عربي21": "كذلك توظيف الاتفاق البحري بين حكومة الوفاق في طرابلس وتركيا باعتباره التطور الأهم سياسيا وإقليميا، كغطاء لإثارة الحمية الوطنية لدي قطاع الشعب الليبي، ولكن تظل هذه التصريحات من قبل شخص مثل "المسماري" مجرد لغو سياسي تعود عليه"، حسب تعبيره.


على خطى القذافي

 
الصحفية من الغرب الليبي، وداد الدويني أشارت إلى أن "حفتر" يسير على نفس خطى "القذافي" ويحاول أن يثبت للعالم أنه الرجل الأقوى في ليبيا لكن ربما ستكون نهايته مثل قائده، لذا تصريحاته الأخيرة حول إنهاء المفاوضات تؤكد ضعفه وأنها مجرد رقصة "الديك المدبوح"، كما عبرت.
وتابعت: "ما قاله المتحدث باسم "حفتر" لا يشكل أي شيء بالنسبة للقوات المدافعة عن العاصمة والتي تؤكد مرارا أنها مع التسويات السياسية لكنها أيضا جاهزة للحرب وصد أي معتد"، وفق قولها لـ"عربي21".