مقابلات

عربي21 تحاور "بن قرينة" مرشح الإسلاميين لانتخابات الجزائر

بن قرينة قال إن العلاقة مع المغرب ستكون على رأس أولوياته- صفحته الشخصية فيسبوك

يعتقد عبد القادر بن قرينة المرشح للانتخابات الرئاسية الجزائرية، بأن هناك أحزابا وأطرافا تسعى لتشويش على الحملة الانتخابية ودفعها للعنف لأنها لا تريد رئيسا منتخبا للبلاد.

 

ويقول المرشح الوحيد القادم من التيار الإسلامي، بأنه مرشح كل الجزائريين ولا يعتمد على تيار معين في الحصول على الأصوات.

 

ويشير رئيس حركة البناء الوطني، إلى أنه سيفتح صفحة جديدة في العلاقات مع المغرب في حال انتخابه رئيسا.  

تعرضتم لبعض الهتافات المناوئة في اليوم الأول للحملة الانتخابية من رافضي الانتخابات.. هل كنتم تتحسبون لمثل هذه الأجواء؟


الحملة الانتخابية هي حالة تواصل مع كل المواطنين على اختلاف توجهاتهم وآرائهم، وعبد القادر بن قرينة سيكون رئيس كل الجزائريين وليس فصيلا منهم أو جهة أو ولاية فقط. 


ولذلك حرصنا على أن نبدأ حملتنا من موقع الحراك التزاما منا بتبني مطلب الحراك واستكمال مسيرته السلمية التغييرية المباركة مع شعبنا الذي يتميز بأخلاقه السلمية ووعيه السياسي المميز..


وقد كانت انطلاقتها من باب البريد المركزي أولا سياسية وسط التجمع الشعبي الحاشد ووسط هتافات نوفمبرية عبّر من خلالها المواطنون عن تمسكهم بمسيرة الحراك المليوني التغييرية ثم كانت الخطوة الثانية ذات دلالة ورمزية اقتصادية وسط المواطنين أمام بوابة الميناء تعبيرا منا على هدف استراتيجي هو تحويل الموانئ الجزائرية من الاستيراد إلى التصدير إن شاء الله.

 

اقرأ أيضا : قائد الأركان الجزائري يجدد: لا طموحات سياسية للجيش


وأما ما تكلمت عنه فلم نره إطلاقا ولكننا سمعنا بأن بعض المأجورين من أحزاب وجهات أزعجها نجاحنا توجهوا إلى أحد مقراتنا وضربوا الباب بالحجارة وهذا عمل جبان لأن من يضرب الأبواب هو نموذج للعنف السياسي الذي ندينه ولا يعبر عن سلمية مسار الحراك الشعبي.

الحراك الشعبي متشبث بموقفه الرافض للانتخابات التي يرى أن الهدف منها إعادة استنساخ النظام. هل يمكن في رأيكم تجاوز الحراك الشعبي في هذه المرحلة؟


الحراك الشعبي لا يرفض الانتخابات والحراك ليس له جهة تمثله أو تتكلم باسمه لكن هناك بعض الأحزاب التي فشلت انتخابيا وتريد أن تبقى في السلطة عبر المراحل الانتقالية وهي تتكلم بأسمائها وليس باسم الحراك لان هناك عدة أحزاب في الحراك ومنها حركة البناء الوطني، وهذه الأحزاب لا ترفض الانتخابات وإنما تحرص على استمرار الحراك لحماية الديمقراطية والحرية، وللأسف بعض الجهات التي لم يسعها الحوار والتنافس الشريف تدفع نحو التعفين والعنف اللفظي واليدوي ضد حرية الآخرين .

هذه الانتخابات تتعلق بالشعب الجزائري دون سواه، ونحن على يقين وثقة في وعي شعبنا ووطنية الجزائريين ورفضهم العصابة المستنسخة، كما رفضوا العصابة الأصلية وستكون الانتخابات هي بداية رفع الغبن والتهميش عن الشعب الجزائري وتمتين عرى الإسلام والوحدة الوطنية والانطلاق في مرحلة الحريات الحقيقية ورفع الاستبداد وإيقاف الفساد.

كيف تنظرون إلى موقعكم التنافسي في هذه الانتخابات ؟

 
نحن ندخل الانتخابات بروح الشرف وحب الشعب وتغليب مصلحة الوطن ولذلك فإننا نتقدم يوما بعد يوم في كسب الأنصار ودعم المواطنين والتفوق على المنافسين في ساحة المنافسة لأننا نقدم خطابا صريحا واضحا ومباشرة ووسط الساحات والمقاهي والشوارع ومن خلال النقاش مع المواطنين كلهم بغض النظر عن مواقفهم السياسية لان الجزائر لا تضيق بأبنائها 


هل أنتم مطمئنون إلى نزاهة الانتخابات أم لديكم مخاوف من التلاعب في نتائجها لصالح أحد المرشحين؟ 

 
هناك ضوابط لنزاهة الانتخابات أولها المنظومة القانونية ثم الرقابة الشعبية ثم استمرار العدالة في معاقبة المزورين ثم الرقابة السياسية ثم  يضاف إليها مرافقة الجيش للعملية الانتخابية في هذه الرئاسيات التي  تجري  في ظروف غير طبيعية .


وهنا اعتقد أن العديد من عوامل الأمان الانتخابي متوفرة أفضل من السابق، ورغم توفرها أقول أن العصابة التي استطاعت أن تنهب الثروة واختطاف الدولة سنوات طويلة، ستحاول مرة أخرى تزوير الانتخابات، لدفع البلد نحو الانزلاق لكن الشعب أصبح واعيا  بمآلات التعفين ولذلك لن تنجر الجزائر مرة أخرى إلى الانزلاقات ان شاء الله. 

يعتبر السيد بن قرينة المرشح الوحيد المنتمي إلى التيار الإسلامي في حين رفضت باقي الأحزاب الإسلامية (حمس - العدالة والتنمية والنهضة) الأخرى تقديم مرشح عنها. هل يناسبكم هذا الوضع في استقطاب الصوت الإسلامي؟

الرئاسيات حالة شعبية تتجاوز الاصطفاف الحزبي التقليدي، ولذلك فأنا أسعى لتمثيل شعبى والحرص على التكفل بتطلعات كل المواطنين، والذين يدعمونني في برنامجي وحملتي، ينتمون لكل التوجهات. رسالة برنامجي هي إزالة الفساد والاستبداد، ومن هنا فإن التيارات السياسية التي عانت من التهميش والإقصاء وكل الشرائح الشعبية التي مستها أضرار الفساد، ستجد نفسها فيه. 


كيف ستتعاملون مع ملف ما يعرف بسجناء الرأي .. وهل ستصدرون عفوا على المسؤولين السابقين المسجونين؟

 
كنا نسمع أن هناك سجناء رأي، ولكننا اكتشفنا الحقيقة يوم الثلاثاء الماضي حين قام بعض من يدعون حرية الرأي بمهاجمة امرأة تحمل لافتة انتخابية وحاولوا ضربها ولم تصدر ضدهم أية بيانات تنديد للأسف من طرف أدعياء الدفاع عن الرأي وحرية المواطنين والمدافعين عن حقوق المرأة، فقط لان هذه المرأة تخالفهم في الرأي.

 

ولهذا فمن يسجن لأنه اعتدى على حرية الآخرين بالعنف لا يمكن أن نسميه سجين رأي وأنا ملتزم أنه لن يكون في عهدي أي سجين رأي مهما كان رأيه .


أما من أفسد الممارسة السياسية واعتدى عليها و نهب الثروة واغتصب حقوق المواطنين وأرزاقهم، فهؤلاء لا يملك العفو عنهم إلا الشعب وحده ، والعدالة يجب أن تستمر في الحرب على الفساد.

كيف سيتعامل السيد بن قرينة مع المؤسسة العسكرية بعد الانتخابات، في ظل اعتقاد البعض بأنها تهمين على القرار؟

 
الجيش الوطني الشعبي هو سليل جيش التحرير والمؤامرة ضده كانت كبيرة، ولكن الحراك احتضن جيشه والجيش رافق الشعب في مسلسل التغيير.   


والجيش مؤسسة دستورية قوية لها الفضل في تأمين البلاد، وقد حدثت فيها تطورات تحمي استقرار الجزائر وهويتها.

 

هذه المؤسسة ليس لها مطامع في الهيمنة على الحكم، ولذلك حرصت على انتخابات وفق المسار الدستوري الذي يفرض مدنية الدولة، ولم يفعل الجيش الجزائري مثلما فعلت جيوش أخرى انقلبت على شعوبها وسيطرت على الحكم  بالانقلابات.


ولهذا فأنا ساعمل على بناء جزائر جديدة بالتعاون مع كل القوى الوطنية لترتفع الجزائر إلى مستوى الدولة المحورية في المتوسط وشمال أفريقيا.

 

وبناء دولة قوية يحتاج إلى شرعية شعبية وقوة اقتصادي تنافسية وجيش قوي يؤمن الوسط والشعب.

ما هي أبرز القرارات السياسية التي سيتخذها السيد بن قرينة في حال انتخابه لتجاوز الاحتقان الحاصل في الشارع؟

أنا ملتزم بخارطة طريق واضحة تبدأ من الحوار الواسع والورشات المتخصصة. وانطلاقا من تلبية مطالب الحراك، سأعمل على إجراء التعديل الدستوري والمبادرة بالانتخابات المسبقة لكل المجالس، لإعادة تأسيس مؤسسات الدولة المنتخبة بما يرضي المواطن، ومن هنا يزول الاحتقان ان شاء الله. 

تواجه الرئيس المقبل أزمة اقتصادية بتراجع احتياطي الصرف وانخفاض مستوى إنتاج البترول. هل لديكم خطة لإنعاش الاقتصاد الجزائري؟


نعم وبالتأكيد. سيكون لنا خطط استعجالية، تنطلق من ورشات متخصصة تجيب على المشكلات  الاقتصادية الملحة، وسيكون تحرير الاقتصاد من الفساد أهم ركائز تجاوز الأزمة لان الجزائريين شرفاء عزيمتهم قوية عندما يرتفع لديهم منسوب الثقة والأمل .

كيف تنظرون إلى العلاقات مع المغرب وهل لديكم نية لفتح ملف الحدود المغلقة بين البلدين منذ سنة 1994؟


العلاقات الجزائرية المغربية أكبر من ملف الحدود وما يربط الشعبين الشقيقين من أواصر كبيرة نُقدرها عاليا، سنعمل على رفع مستوى العلاقات بين كل دول المغرب العربي لنكون قوة إقليمية واحدة في التعامل مع القوى الدولية والاتحادات المجاورة لنا او التي نحن شركاء معها في الجغرافيا والسياسة والبيئة والأمن المشترك والهجرة وغيرها من ملفات الراهن الشائكة.