ملفات وتقارير

هل تتغير سياسية السعودية تجاه إيران بعد تعيين ابن فرحان؟

ما هي المهمة التي أتى بها وزير الخارجية السعودي الجديد؟ - واس

فجر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، مفاجأة، الخميس، حين قال إن بلاده تحاول عقد اجتماع سعودي-إيراني على مستوى وزراء الخارجية، لكن المفارقة هي أن السعودية كانت أعلنت الأربعاء تغيير وزير خارجيتها، وعينت أميرا من آل سعود في المنصب.

وبحسب صحيفة "ديلي تايمز" الباكستانية، فقد قال خان للصحفيين في إسلام أباد، بعد زيارات للسعودية وإيران، بهدف التقريب بين البلدين، إن حكومته تحاول ترتيب اجتماع لوزراء خارجية البلدين، لتخفيف حدة التوتر.

ويعرف عن وزير الخارجية السعودي الجديد، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، نبرته الحادة تجاه إيران، خصوصا بعد الهجمات الأخيرة على منشآت أرامكو، إذ تشير أصابع الاتهام السعودية إلى إيران.

ولا يعلم إذا ما كانت ستتغير السياسة الخارجية السعودية تجاه الملف الإيراني، سلبا أم إيجابا، إلا أن التغيير الوزاري الذي سبق تصريحات خان لا يبدو أنه إيجابي بالنسبة للإيرانيين على الأقل.

وقرأ آخرون تعيين الوزير الجديد بعيدا عن الملف الإيراني، بأنه يأتي في محاولة لتحسين صورة السعودية لدى الغرب، خصوصا بعد حادثة اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي.

الخبير في الشأن الإيراني، حسن راضي، قال لـ"عربي21" إن التغيير الوزاري الأخير لا علاقة له بزيارات خان إلى إيران والسعودية، ولا علاقة له بمحاولات التقارب بين السعودية وإيران.

وأكد راضي أن السعودية ودول عربية أخرى تؤمن أن سياسيات إيران ثابتة، ولا تعبر عنها التصريحات الإعلامية، لأن من يحدد السياسيات هم من في الحرس الثوري الإيراني، ولا يلقون بالا إلى تصريحات الرئيس حسن روحاني وحكومته.

ولفت إلى أن السعوديين لا يؤمنون بما يقوله الرئيس الإيراني ولا وزير خارجيته، لأنهم يريدون خطوات على الأرض وليس مجرد دعوات.

ولفت راضي إلى أن سياسات إيران لا يمكن أن تتغير طالما أن الدستور الإيراني ينص على تصدير الثورة تحت غطاء دعم المستضعفين.

وتوقع أن الأمور بشكل عام تتجه إلى التصعيد، بسبب وضع إيران الداخلي السيئ، والعزلة الدولية، ولذلك تنتهج سياسة الهروب إلى الأمام، باستهداف الملاحة الدولية وغير ذلك.

وختم بأن ما يجري في العراق ولبنان ضد الطبقة الفاسدة، المتأثرة بنفوذ إيران وسياساتها تجعل الأمور تتجه إلى التصعيد بسبب الخوف من انتقال نيران الاحتجاجات إلى الداخل الإيراني.

 

اقرأ أيضا: لماذا يرفض الخليجيون دعوات إيران المتكررة لـ"السلام"؟

وكانت إيران عبرت مرارا عن استعدادها للحوار مع دول المنطقة، وعلى رأسها السعودية.

وأخيرا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي إنه "في حال تقليل الخلاقات بين إيران والسعودية، وانتهاج المفاوضات، وإزالة سوء الفهم، فإن كل ذلك سيعود بالفائدة على البلدين والمنطقة وربما العالم أيضا".

وتابع أن إيران "مستعدة للتفاوض مع السعودية من أجل حل المشاكل الموجودة"، مشيرا إلى أن ما تعرف بـ"مبادرة هرمز للسلام" التي أعلنتها إيران مؤخرا "تشمل السعودية أيضا، وبإمكانها دراسة الخطة بشكل دقيق".

الخبير بالشأن الإيراني، محمد حيدر، أشار لـ"عربي21" إلى أن عدة عوامل خارجية وداخلية ربما تكون وراء تعيين ابن فرحان وزيرا للخارجية.

ولفت إلى أن وزير الدولة لشؤون الخارجية، عادل الجبير، كان في الفترة السابقة فعالا أكثر من وزير الخارجية المقال، إبراهيم العساف، الذي تمت تنحيته قبل أن يتم عامه الأول في الوزارة.

وأكد أن تعيين الفرحان بهذه الطريقة، يدل على أن هنالك نية لتقوية جانب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ودعمه بأشخاص يرضى عنهم، ويرضون هم عن سياساته.

وعن دور وزارة الخارجية السعودية في الفترة الماضية، قال حيدر إن السياسة الخارجية السعودية في الفترة الماضية لم تكن فاعلة، وإن الوزارة لم تتمكن من الاستفادة من أي فرصة على المستوى الخارجي، أو على مستوى ترتيب الأوضاع في المنطقة.

ولفت إلى أن ضعف وزارة الخارجية يعود إلى أنها مرتبطة بوجهة نظر حكام البلاد، وهذا لم يساعدها على اقتناص الفرص في المنطقة، خصوصا فيما يتعلق بحماية أمن الخليج، عبر دول الخليج نفسها.

وتابع: "ربما هنالك من يهمس في أذن السعودية، أو أنها غير واثقة من أنها قد تكون ندا للإيرانيين إذا ما حصل تقارب وجلوس إلى طاولة حوار".

 

اقرأ أيضا: ترامب والشرق الأوسط.. استراتيجية جديدة أم تكتيك مؤقت؟

وأضاف أنه لا بد أن يأتي يوم يجلس فيه الطرفان إلى الحوار، مشيرا إلى أن على السعوديين الرد على المبادرات، بمبادرات، وهذا ليس معيبا في السياسية.

وطالب السعودية بالإفصاح عن مخاوفها إذا كان لديها مخاوف.

وقال إن هنالك مشكلة جديدة على مستوى الخليج، وهي أن دولة بعيدة، وهي دولة الاحتلال الإسرائيلي، تأتي إلى البحرين وتقول أنا أولى بدول الخليج من إيران، رغم أن الأخيرة هي من المنطقة الجغرافية ذاتها، وجارة الدول الخليجية.

وعلى الجانب الإيراني، قال حيدر إن الرد الإيراني على التعيين الجديد، يعتمد على النهج الجديد للسعودية، وإن القيادة الإيرانية ستنتظر المواقف الجديدة من السعودية وهو ما سيتبلور قريبا.

وختم بأن الكرة الآن في ملعب السعوديين، مستبعدا أن يصعد الإيرانيون في المنطقة، طالما لم يستفزهم أحد.

يذكر أن الباحث في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية البريطانية، نيل كويليام، قال معلقا على تعيين ابن فرحان: "انظر إلى الفريق الذي يجري تشكيله في واشنطن ولندن والآن وزير الخارجية الجديد...الترسيخ يزداد ويتولى المهمة الآن طاقم مؤيد للغرب".

وأضاف قائلا "إنها خطوة تنطوي على دهاء للتغلب على إيران في كل العواصم وفي الأمم المتحدة. هذا شكل جديد من أشكال التصدي لها".