صحافة دولية

الغارديان: بوتين في الرياض يحتفل بخروج أمريكا من سوريا

الغارديان: رحيل أمريكا عن سوريا ترك آثارا على الشرق الأوسط الذي بات يعيش في الظل الروسي- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط مارتن شولوف، يقول فيه إن رحيل الولايات المتحدة عن سوريا ترك آثارا على الشرق الأوسط، الذي بات يعيش في الظل الروسي. 

ويبدأ شولوف تقريره بالقول إن "اللحظة التي غيرت الشرق الأوسط جاءت بصمت مفاجئ، فقبل الساعة السابعة مساء الأحد، قطعت شبكة الإنترنت في سوريا كلها، حيث بدأ الأكراد يبتلعون الأخبار العاجلة التي باتت تلمع على الشاشات، وبدأت قوات نظام الأسد تعود إلى مدن منبج وكوباني".

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "الشوارع في القامشلي فرغت من المارة، وأصبحت الشوارع الصاخبة بالحافلات الصغيرة والمتسوقين هادئة وصامتة، ودون إنترنت لم يعرف أحد ما يجري، ولا المسؤولين الذين تلاشوا مثل حركة السيارات في الشوارع، وبدا وكأن الهواء قد شفط من المدينة، ومن تبقى من الناس كانوا يعرفون ماذا يحدث: هذه لحظة تغير السلطة، وهو وقت يثير الخوف". 

وتورد الصحيفة نقلا عن رجل، قوله: "عليك المغادرة الآن.. هناك حواجز للجيش، والبقاء هناك لم يعد آمنا"، مشيرة إلى أنه وغيره من الأكراد عاشوا طوال حياتهم، باستثناء الأعوام السبعة الماضية، تحت ظل النظام، وهو ما جعله يشعر بالخوف ويبدو شاحبا. 

ويرى الكاتب أن "الجيش السوري احتفظ بوجود في مركز القامشلي منذ منح بشار الأسد الأكراد الحكم الذاتي عام 2012، لكنه لم يكن قويا مقارنة مع منافسه المجهز بشكل أفضل، فهل سيشعر بالجرأة الآن، خاصة أن قاعدته لا تبعد سوى 200 متر عن المركز؟". 

ويلفت التقرير إلى أنه كانت هناك سحابة سوداء تغطي الطريق إلى الحدود والأضواء اللامعة التي تركها القصف التركي، فيما ترك الأكراد الذين يراقبون الحواجز بشدة أماكنهم، أو بدوا منشغلين بأمور أخرى، مشيرا إلى أنه كانت هناك سيارة وحيدة مسرعة وشاحنة دون أضواء في الطريق، وربما كانتا آخر من وصل قبل دخول "الغزاة"، على حد وصف شولوف. 

وتفيد الصحيفة بأنه بعد يوم من قرار الأكراد السماح للقوات السورية بالدخول إلى مدنهم، بعد أسبوع حافل لم تفهم بعد تداعياته في سوريا وخارجها في الرياض وبغداد ودول الخليج، فإنه كان هناك شيء أكبر يحدث، وهو نهاية التأثير الأمريكي في سوريا. 

ويجد شولوف أن تسليم المدن كان بين الأكراد والنظام في دمشق، لكن التغيير الحقيقي في القوة كان بين الولايات المتحدة، التي غادرت قواتها العراق بعد 16 عاما، وروسيا، التي عززت تأثيرها وحضورها في الشرق الأوسط الآن.  

وينوه التقرير إلى أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الرياض كأنه يريد الاحتفال بهذه اللحظة، وهو في زيارة رسمية هي الأولى له منذ 12 عاما، وباستضافة ولي العهد محمد بن سلمان، الذي شعر قبل ثلاثة أسابيع بالإهانة، بعد تخلي الولايات المتحدة عنه، فبعد أن شنت إيران هجمات على مراكز إنتاج النفط في المملكة، توقع ولي العهد ردا انتقاميا من الولايات المتحدة، ولم يحصل هذا، فشعر في هذه الحالة بالنبذ من حليف تعهد بالدفاع عن المصالح السعودية". 

وتنقل الصحيفة عن ولي العهد السعودي، قوله للقادة العراقيين قبل أسبوعين: "هل شاهدتم ما فعلوه معنا؟.. هذا أمر لا يصدق". 

ويذكر الكاتب أن قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من شمال سوريا، والتخلي عن الأكراد الذين ساهموا في هزيمة تنظيم الدولة، أدهش السكان المحليين، ولم يترك لهم أي خيارات، مشيرا إلى قول القائد في قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي: "من الأفضل التنازل بدلا من الإبادة". 

وبحسب التقرير، فإن الأكراد بقيادة حزب العمال الكردستاني عقدوا محادثات مع الروس في مدينة القامشلي قبل عدة أيام، وتباحثوا حول شروط الصفقة مع دمشق، ووجد الأكراد، الذين خسروا الحماية الأمريكية، أنهم في موقع ضعيف لمواجهة القوات التركية. 

وتورد الصحيفة نقلا عن أرشان أحمد، قولها: "اتهمنا الروس بإدخال الأمريكيين إلى المنطقة ونحن ندفع الثمن الباهظ بسبب هذا.. سنعمل ما باستطاعتنا لحماية مصالحنا". 

ويقول شولوف إنه "لم يبق من سلطة الولايات المتحدة سوى صوت مقاتلاتها التي كانت تحلق فوق عين عيسى، ومع مرور الوقت على آخر أثر للحكم الكردي، وصل الجنود السوريون في شاحنات للمواشي إلى بلدة تل تمر".

ويشير التقرير إلى أن الأيام الأخيرة للحرب ظهرت صورها على الشاشات في مناطق الأكراد، حيث راقب سائقو الشاحنات بنوع من التسليم سكان بلدة ديرك وهم ينثرون الأرز على أقدام الجنود السوريين. 

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول أرشان: "إيران وروسيا هما القوتان المسيطرتان في المنطقة، وهما من تمليان الشروط في هذه المنطقة، لقد تغير الوضع".


لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)