صحافة إسرائيلية

هآرتس: غياب رد ترامب على هجوم أرامكو سيدخل إسرائيل بمشكلة

أكدت "هآرتس" أن "طرح الهجوم كشأن سعودي وتغريدات ترامب، يجب أن يثير القلق في إسرائيل"- جيتي

سلّطت صحيفة إسرائيلية الجمعة، الضوء على حجم رد الرئيس الأمريكي على مهاجمة منشآت النفط في السعودية.


وقالت صحيفة "هآرتس" في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، إن "رد ترامب يدل على أنه بالنسبة له، الأمر لا يتعلق بمس مباشر بالمصالح الأمريكية"، مستدركة بقولها: "غياب الرد سيدخل السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل في مشكلة".


وأوضحت الصحيفة أنه بصورة قاطعة، اعتبرت إسرائيل الهجوم على منشآت النفط السعودية، هجوما إيرانيا، وهذا يخدم سياستها، لأنها تستهدف التأثير على الدول الأوروبية من أجل الانسحاب من الاتفاق النووي، ولكن حتى الشريكة الواقعية لإسرائيل (السعودية)، مترددة جدا في القول بأن الطائرات دون طيار والصواريخ انطلقت من الأراضي الإيرانية".


وأشارت الصحيفة إلى أن تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال زيارته للسعودية بأن هذا الهجوم إيراني، يضع أمام الولايات المتحدة والسعودية معضلة صعبة، مبينة أنه "يجبر السعودية على شن حرب أو على الأقل الرد بصورة شديدة على الهجوم".


وتابعت: "بهذا تكون المسؤولة عن مواجهة يمكن أن تجر المنطقة إلى حرب شاملة، كما هددت إيران"، مؤكدة أن "السعودية تسمع وتقرأ بحرص شديد صيغ التغريدات الملتوية لترامب، التي تؤكد أن الهجوم تم في أراضٍ سعودية، والسعوديون هم الذين يجب عليهم الرد".

 

اقرأ أيضا: كاميرا تتجول داخل "أرامكو" وترصد آثار الهجوم الأخير (شاهد)


ورأت الصحيفة أن هذا يمكن تفسيره بأن "ترامب لا يعتبر ما جرى مساسا بالمصالح الأمنية والقومية الأمريكية، التي لا ترتبط بالنفط من الخارج"، مضيفة أن "هذه الأقوال تطرح سؤالا حول اعتبار الدفاع عن مصادر النفط في الشرق الأوسط مصلحة أمريكية".


وأكدت "هآرتس" أن "طرح الهجوم كشأن سعودي وتغريدات ترامب، يجب أن يثير القلق أيضا في أوساط متخذي القرارات في إسرائيل"، متسائلة: "هل إسرائيل يمكنها حقا الاعتماد على الولايات المتحدة، في قيادة حرب ضد إيران؟ أو أنها ستقول بارتياح، إن هذا شأن إسرائيلي؟".


واستدركت بقولها: "صحيح أن مكانة إسرائيل في أمريكا تختلف عن السعودية، وعلاقات نتنياهو وطيدة مع ترامب والكونغرس، لكن لا يوجد لإسرائيل أي ضمانات لتخليد مكانتها كمدللة بالنسبة لأمريكا"، مضيفة أنه "حتى لو كان هناك حلف مع أمريكا، فإن ذلك قد يقيد إسرائيل، إذا قررت مهاجمة إيران بنفسها".


ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن غياب الرد من ترامب لا يقتصر على إدخال إسرائيل في مشكلة، وإنما تطال السعودية وأمريكا نفسها، مبينة أن "الهجوم سواء نفذ من قبل إيران أو من قبل مليشياتها بالعراق أو من قبل الحوثيين، فهو يوضح طبيعة التحدي العسكري الذي يقف أمام من سيقرر مهاجمة إيران".


ونوهت إلى أن "إيران لا تملك سلاح جو مهم ولا قوات بحرية وبرية لمواجهة أمريكا، لكنها قادرة على ضرب أهداف استراتيجية مثل منشآت نفط وقواعد عسكرية وصهاريج نفط وسفن عسكرية، وإدارة حرب استنزاف غير متناظرة دون حسم وتكلفة منخفضة نسبيا".


وقالت الصحيفة إن "الاعتبارات الأمريكية والسعودية العلنية، تصعب تقدير طبيعة الهجوم التكتيكي والاستراتيجي الذي سيخدم إيران في تطلعها لرفع العقوبات، خاصة مع تبيان موقف الاتحاد الأوروبي وواشنطن من إيران".


وختمت بقولها إن "النتيجة هي أن رواية غربية بسيطة قابلة للاستيعاب ومنطقية، هي التي تحدد السياسات تجاه إيران، وهي أيضا يمكن أن تشعل الحرب القادمة".