ملفات وتقارير

هكذا يلاحق الأسد أصحاب الثروة في مناطق سيطرته.. لماذا؟

تسربت أنباء من داخل النظام عن نية الأسد ملاحقة الأشخاص الذين آثروا الوقوف على الحياد من الثورة السورية- جيتي

تتواصل الإجراءات الجديدة التي يتخذها النظام السوري، بحق أصحاب رؤوس الأموال والتجار في مناطق سيطرته، تحت ذريعة محاربة الفساد.


وفي جديد هذه الإجراءات، التي تتكشف تباعا، تسربت أنباء من داخل النظام، عن نية الأخير ملاحقة الأشخاص، الذين آثروا الوقوف على الحياد منذ اندلاع الثورة السورية.


وتفيد الأنباء الأولية، بأن أجهزة النظام الأمنية بدأت بفتح ملفات أصحاب رؤوس الأموال الذين لم يكن لهم موقف واضح داعم للنظام، وتحديدا الأشخاص الذين لم يقوموا بتمويل المليشيات المحلية "الشبيحة" التي قاتلت إلى جانب قواته.


وأكد الكاتب الصحفي زياد الريّس أن "النظام بدأ خلال الأشهر الأخيرة بفتح ملفات كل أصحاب رؤوس الأموال، من الموالين والمحايدين، على حد سواء".


التحكم بالمرحلة


وأضاف الريس لـ"عربي21"، أن أجهزة النظام الأمنية بدأت باستدعاء العديد من أصحاب الثروة، وأبلغتهم بقرار منع السفر خارج البلاد، لأمرين، الأول: إقصاء أي جهد لهؤلاء في المرحلة اللاحقة التي سيكون عنوانها الأبرز إعادة الإعمار، حتى يضمن النظام عدم ظهور أي مؤسسات خاصة خارجة عن سيطرته، وسيطرة إيران.


والأمر الثاني، هو بهدف إبعادهم عن المشهد خوفا من دعمهم لأي شخصية سياسية معتدلة قد تصل لاحقا إلى المراكز الحساسة، سواء على مستوى المجالس المحلية، أو مجلس الشعب، أو الحكومة.
وقال الريّس، بمعنى آخر النظام يحاول إغلاق بوابات الدعم، مستبقا الحل السياسي الذي قد يأتي بشخصيات وطنية، معتقدا أن "النظام لا يريد ظهور وجهاء في الاقتصاد والسياسية على المستوى المحلي خارج سيطرته".


اقرأ أيضا: صحيفة روسية: هل تتدفق أموال دول عربية إلى نظام الأسد؟


ويرى الخبير المالي، والمفتش المالي المنشق عن النظام، منذر محمد، أن النظام السوري يعيش مخاض ولادة، موضحا لـ"عربي21" أن "النظام يدرك أن استمراره في المرحلة اللاحقة، مرهون بمدى تحكمه بكل مناحي الحياة السورية".


وتابع: "لم يعد سرا، أن روسيا اليوم تضع شخصيات موالية لها في كل المناصب والمفاصل الحساسة في الدولة، وذلك سيكون على حساب سلطة النظام، ما استدعى من الأخير أن يبحث عن طرق لعرقلة المخطط الروسي بالسيطرة على كل شيء".


وقال محمد إن "النظام اليوم يخشى أن تتبع روسيا أصحاب رؤوس الأموال بنفوذها، وتحديدا أصحاب الشركات الصناعية والتجارية"، مشيرا إلى "قيام النظام بالحجز على بعض الشركات الخاصة مؤخرا، وآخرها مجموعة فرعون التجارية، الشركة المعنية بتطوير وتحديث معمل أسمنت عدرا، بضواحي دمشق".


وأكدت صحيفة "تشرين" الحكومية، إصدار قرار بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة، لمجموعة فرعون، ضمانا لسداد مبلغ لإسمنت عدرا بقيمة 2.570 مليار ليرة سورية.

 

امتصاص غضب


وسبق ذلك أنباء عن وضع رئيس النظام السوري بشار الأسد، لابن خاله، رامي مخلوف، الذي يتربع على واحدة من أكبر الإمبراطوريات المالية في سوريا، تحت الإقامة الجبرية.


لكن وبالمقابل، شكك مصدر خاص لـ"عربي21" بمصداقية هذه الأنباء، معتبرا أنها من ضمن الإشاعات التي يطلقها النظام من حين لآخر، لتحقيق أهداف عدة.


وأوضح المصدر، المنحدر من الطائفة "العلوية" أن "قيام ابن رامي مخلوف محمد بنشر صور منزله في دبي وسياراته الفارهة في أواخر شهر تموز/ يوليو الماضي، أجج غضب الشارع العلوي الموالي للنظام"، مضيفا أن "ذلك تزامن مع حديث فراس رفعت الأسد ابن عم بشار، عن خسائر الطائفة العلوية في سبيل حماية عائلة الأسد، ومخلوف زاد من حدة الغضب الشعبي العلوي"، على حد قوله.


ورأى أن "ذلك استدعى من النظام السوري، أن يبحث عن وسائل لامتصاص غضب أبناء طائفته"، مؤكدا أن "هذا ما حصل ويحصل للآن"، وفق تقديره.