سياسة دولية

الحكومة الهندية تلغي الحكم الذاتي لكشمير.. وباكستان تندد

سبق أن أرسلت السلطات آلاف الجنود إلى كشمير قبل المرسوم الرئاسي- جيتي

أعلنت الحكومة الهندية الاثنين، عن إلغاء وضع الحكم الذاتي الدستوري لكشمير، بمرسوم رئاسي، في قرار من شأنه أن يؤدي الى تصعيد كبير.

 

وقال وزير الداخلية أميت شاه للبرلمان، إن الرئيس وقع مرسوما يلغي المادة 370 من الدستور التي تمنح حكما ذاتيا خاصا لولاية جامو وكشمير، ذات الغالبية المسلمة والواقعة في الهيمالايا. 


ونص المرسوم على أن الإجراء دخل حيز التنفيذ "فورا".

 

اقرأ أيضا: بعد تصريح للظواهري.. الهند ترسل 10 آلاف عسكري لكشمير

 

ويأتي القرار بعد ساعات من فرض إغلاق أمني في المنطقة التي يعاني فيها المسلمون من التهميش والحرمان والقمع. 

 

واعتقلت السلطات الهندية في مدينة ساريناغار، رئيسي وزراء سابقين لولاية جامو وكشمير التابعة لسيطرة نيودلهي من إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان.

وذكرت قناة "إن دي تي في" الهندية، الإثنين، أنه تم اعتقال رئيسي الوزراء محبوبة مفتي، وعمر عبد الله، ووضعهما قيد الإقامة الجبرية.

وقالت إنه تم إلقاء القبض على رئيسي الوزراء السابقين من منزلهما في ساريناغار، مساء الأحد، ومن ثم نقلهما إلى دار ضيافة حكومي.

جاء ذلك بعد إعلان "مفتي" و"عبد الله" استنكارهما لقرار الحكومة الهندية إلغاء الوضع الدستوري الخاص الذي يمنح إقليم كشمير "حكما ذاتيا".

ووصفت مفتي، التي تشغل حاليا منصب رئيسة الحزب الديمقراطي الشعبي، يوم إلغاء نيودلهي الوضع الدستوري الخاص للإقليم بأنه "اليوم الأحلك في تاريخ الديمقراطية الهندية".

وقالت عبر تويتر "إلغاء المادة 370 من الدستور "غير قانوني وغير دستوري".

بدوره، أكد عبد الله عبر تويتر أن ما أقدمت عليه نيودلهي بمثابة "قرارات أحادية الجانب غير قانونية وغير دستورية، وأنه سيتم الطعن عليها من قبل المؤتمر الوطني (حزب معارض)".

وأضاف: "إنها معركة طويلة وصعبة تنتظرنا".

 

باكستان تعلق


من جانبه، ندد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، الاثنين، بقرار الحكومة الهندية إلغاء مادة في الدستور تمنح إقليم كشمير، حكما ذاتيا. 


وقال قريشي في تصريحات صحفية من مكة، حيث يؤدي فريضة الحج، إن هذه الخطوة تنتهك قرارا صادرا عن الأمم المتحدة (دون تحديده)، بحسب وكالة أنباء "أسوشيتد برس". 

وفيما لم يرد بعد تعليق أممي على القرار، أضاف قريشي أن باكستان ستكثف جهودها الدبلوماسية للحيلولة دون تطبيق ذلك. 

 

إلى ذلك شهدت عدة مناطق بباكستان احتجاجات اليوم الاثنين،احتجاجا على إلغاء الهند الحكم الذاتي بكشمير.

 

وفي مظفر أباد عاصمة الشطر الذي تديره باكستان من كشمير، على بعد نحو 45 كيلومترا من الحدود المتنازع عليها بين البلدين رفع عشرات المحتجين أعلاما سوداء وأحرقوا إطارات السيارات وهم يهتفون "تسقط الهند".


كما خرجت احتجاجات في كل من العاصمة إسلام أباد وفي كراتشي المركز التجاري لباكستان.

 

بدورها انتقدت منظمة "العفو الدولية" إعلان نيودلهي إلغاء مادة دستورية كانت تكفل الحكم الذاتي لولاية "جامو وكشمير".


وقال الفرع الهندي للمنظمة الحقوقية الدولية (مقرها لندن) في بيان، "قرار نيودلهي أحادي الجانب بإلغاء المادة 370 من الدستور دون استشارة سكان الولاية من المرجح أن يشعل التوترات السائدة".


وحذر من أن القرار "يعزل السكان المحليين ويزيد من مخاطر وقوع المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان وسط حملة قمع كاملة على الحريات المدنية وقطع الاتصالات".


من جانبه، قال المدير التنفيذي للفرع الهندي للمنظمة، آكار باتيل، إن النشر الإضافي لـ"الآلاف من قوات الأمن"، والحصار الشامل على خدمات الهاتف والإنترنت والقيود المفروضة على التجمع السلمي "دفعت أهل جامو وكشمير بالفعل إلى الحافة".


وأضاف: "ما يزيد من الوضع سوءا أن الأطراف السياسية الفاعلة الرئيسية وضعوا قيد الإقامة الجبرية".مشددًا على أن القرارات المهمة تتخذ من قبل البرلمان في غياب التشاور مع السكان المحليين.


وأكد أن "الانتهاكات في جامو وكشمير لا يمكن أن تنتهي دون تدخل من أهلها".

 

ويطلق اسم "جامو كشمير"، على الجزء الخاضع لسيطرة الهند، ويضم جماعات مقاومة تكافح منذ 1989، ضد ما تعتبره "احتلالا هنديا" لمناطقها. 


ويطالب سكانه بالاستقلال عن الهند، والانضمام إلى باكستان، منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسامهما الإقليم ذي الغالبية المسلمة. 


وفي إطار الصراع على كشمير، خاضت باكستان والهند ثلاث حروب أعوام 1948 و1965 و1971، ما أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص من الطرفين. 


ومنذ 1989، قُتل أكثر من 100 ألف كشميري، وتعرضت أكثر من 10 آلاف امرأة للاغتصاب، في الشطر الخاضع للهند من الإقليم، بحسب جهات حقوقية، مع استمرار أعمال مقاومة مسلحة من جماعات إسلامية ووطنية.

 

وكان زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، قد طالب المقاتلين في كشمير، في وقت سابق من الشهر الجاري، بالتركيز على توجيه "ضربات مستمرة" ضد الهند. 

 

وبعد تصريحاته، قررت الحكومة الهندية نشر عشرة آلاف عنصر من القوات شبه العسكرية في الشطر الخاضع لإدارتها من إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان.