سياسة دولية

تقدير إسرائيلي: زيارة حماس لإيران ستؤثر على التهدئة بغزة

معهد إسرائيلي: لقاءات حماس مع قادة إيران من المتوقع أن تضع حدا لحالة الفتور التي سادت علاقات الجانبين بعد اندلاع الثورة السورية- جيتي

توسعت الصحافة الإسرائيلية في الحديث عن زيارة وفد حركة حماس إلى إيران، وتبعاتها المتوقعة على الساحة الفلسطينية، والعلاقة مع إسرائيل. 


وتحدث كاتب إسرائيلي أن "هذه الزيارة قد تتسبب بنسف ترتيبات التهدئة الجارية مع إسرائيل بوساطة مصرية، الأمر الذي سيجعل المستوى الأمني الإسرائيلي في بحث جاد لمعرفة ما الذي يجري داخل حماس بعد هذه الزيارة". 


وأضاف شلومي ألدار، في مقاله على موقع المونيتور، ترجمته "عربي21"، أن "صالح العاروري نائب زعيم حماس منذ أن تم انتخابه قبل عامين في أكتوبر 2017، وضع لنفسه هدفا أساسيا يتمثل في توثيق العلاقات مع طهران، صحيح أن العاروري زار طهران عدة مرات، لكنه في هذه الزيارة التاريخية قوبل بما يناسب لقاء الحلفاء، حيث اجتمع بالزعيم الروحي لإيران خامنئي، وتلقى منه وعودا باستمرار تلقي الدعم المالي والعسكري".

 

وأشار ألدار، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، إلى أن "زيارة قيادة حماس إلى طهران تمت رغم عدم تمكن زعيمها إسماعيل هنية من الانضمام إليها في ظل المنع المصري له، مع أنه كان ينوي القيام بجولة إقليمية لجمع التبرعات المالية في قطر وإيران وتركيا". 

 

وأوضح أن "هنية الحريص جدا على العلاقة مع طهران يدرك أن لهذه العلاقة ثمنا، وقد يتعلق بمستقبل التهدئة مع إسرائيل التي تبذل فيها مصر جهودا حثيثة لإنجاحها، ما دفع مسؤولا أمنيا إسرائيليا كبيرا للقول إن المخابرات الإسرائيلية ستفحص تبعات هذه الزيارة على سلوك حماس الميداني تجاه

إسرائيل، لأن استمرار الدعم المالي لها سيحمل إمكانية استجابة الحركة للمطالب الإيرانية". 

 

وأكد أن "الدعم الكبير الذي تقدمه طهران للحركة، لا سيما في المجال العسكري، يتمثل في مشروع الأنفاق الهجومية، والصواريخ بعيدة المدى والدقيقة منها، وتدريب عشرات المقاتلين على الوسائل العسكرية وجمع المعلومات الأمنية". 

 

وختم بالقول إن "هذه الزيارة تتزامن مع التوتر الحاصل في الخليج بين إيران والدول المجاورة وأجواء الحرب التي تنتشر في المنطقة، مع أن إسرائيل تعلم جيدا أن حماس بعد زيارة طهران ستختبر مدى بقاء علاقاتها قائمة مع مصر التي تمسك بزمام معبر رفح والتسهيلات الاقتصادية والمعيشية الحاصلة في القطاع، كما أن إسرائيل قد لا تواصل تقديم هذه التسهيلات، في الوقت الذي يعلن فيه قادة حماس أنهم باتوا حلفاء وثيقين لطهران".

 

المعهد المقدسي للشؤون العامة والدولة كتب عدة تقارير عن هذه الزيارة، لا سيما الرسالة التي نقلها العاروري من هنية إلى خامنئي. 


وقال المعهد في تقرير ترجمته "عربي21" إن "زعماء حماس وإيران تبادلا عبارات الإطراء والإشادة، في حين أعلن العاروري أن حماس هي خط الدفاع الأول عن إيران، فقد عبر خامنئي أن حماس تعدّ قلب فلسطين". 


وأضاف أن "لقاءات حماس المتواصلة مع قادة إيران تعبر عن مستوى التنسيق الكبير بينهما، ومن المتوقع أن تضع حدا لحالة الفتور التي سادت علاقات الجانبين بعد اندلاع الثورة السورية".