صحافة إسرائيلية

تحقيق إسرائيلي يكشف علاقات "مميزة" مع نظام الشاه

تشير الوثائق إلى عمق العلاقات بين طهران وتل أبيب- الإعلام الإسرائيلي

كشف تحقيق إسرائيلي مطول ما قال إنها "شبكة العلاقات السرية بين إسرائيل ونظام الشاه الإيراني السابق، والتحالف الذي جمعهما، من خلال الاطلاع على وثائق وزارة الخارجية الإسرائيلية التي رفع الحظر عنها مؤخرا.


وتشير هذه الوثائق إلى "عمق العلاقات بين طهران وتل أبيب، وتضمنت اعترافات بدعم إسرائيل للشاه في قمع معارضيه، والتعاون العسكري والاستخباري، والخشية من الغضب الجماهيري".


وأضاف التحقيق الذي أعده المحامي إيتاي ماك، ونشره موقع "محادثة محلية" وترجمته "عربي21" أنه "حتى اللحظات الأخيرة من حكم الشاه فقد تأملت إسرائيل أن تحافظ الثورة على العلاقات معها، لكنه لم يحدث، مع أن هذا العام هو الذكرى السنوية الأربعين لنشوب الثورة الإيرانية التي نجح فيها الخميني ورفاقه في الإطاحة بالشاه، بعد اضطهاده للمعارضة، وانتشار الفساد، وشيوع الأيدولوجيا الدينية بين الإيرانيين المناهضة له".


وأشار ماك، الناشط في القضايا الحقوقية، الذي يقود حملة لمراقبة تصدير الأسلحة إلى دول العالم، إلى أن "السنوات الماضية شهدت إصدار العديد من الكتابات والدراسات حول العلاقات السرية التي ربطت إسرائيل مع دكتاتورية الشاه، رغم أنه كان محظورا الكتابة فيه بسبب الرقابة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، لكن الكشف مؤخرا عن بعض الوثائق الدبلوماسية أضاءت جانبا من هذه العلاقات المعتمة".


وكشف أن "وثائق وزارة الخارجية الإسرائيلية بشأن علاقاتها مع إيران زادت على 10 آلاف صفحة، تغطي الأعوام 1953- 1979، وتوضح أن العلاقات التي جمعت الدولتين وصلت مرحلة استراتيجية ومركزية من النواحي الأمنية والاقتصادية والسياسية".


وضرب الكاتب على ذلك أمثلة من هذه العلاقات، ومنها "الجوانب الاقتصادية، حيث اشترت إسرائيل جزءا كبيرا من احتياجاتها النفطية من إيران الشاه، وفي بعض السنوات اعتمدت كليا عليه، فيما استخدمت إيران إسرائيل لبيع نفطها إلى دول ثالثة، ما دفعها للحفاظ على ممرات تدفق النفط".

 

اقرأ أيضا: 40 عاما على الثورة الإيرانية.. ماذا تحقق من شعاراتها؟

وأوضح أن "العلاقات الاقتصادية الإسرائيلية الإيرانية جعلتهما يزيدان تعاونهما في التصدي لمحاولات جمال عبد الناصر في مصر لإقامة تحالفات أيديولوجية وعسكرية في الشرق الأوسط معادية لتل أبيب وطهران، خاصة في دول الخليج وشبه الجزيرة العربية، فقد عملت الكثير من الشركات الإسرائيلية في إيران، ومنها شركات خاصة وحكومية، في مجالات: الزراعة، المنسوجات، الكهرباء، المياه، البناء، المطارات، السفن، الغاز".


وأوضح أنه "في بعض السنوات كانت إيران هي الدولة الأولى في الصادرات الإسرائيلية، كما أنه نشأ تعاون وثيق بين الأوساط الأكاديمية بين الجانبين".


وأكد أن من "اللافت أن كل هذا التعاون بينهما تم دون أن يعترف الشاه رسميا بإسرائيل، بل اعتبرها أمرا واقعا منذ مارس 1950، سواء بسبب الضغوط الداخلية أو العربية المحيطة، لكن نظام الشاه أقام له ممثلية سرية في تل أبيب منذ العام 1961، وأنشأت إسرائيل قنصلية دائمة في طهران، تحولت مع مرور الوقت إلى سفارة، بما فيها من ملحق عسكري".


وأوضح أنه "رغم السرية والحساسية، فإن الممثلين الإسرائيليين في إيران أداروا شبكة علاقات قوية مع نظام الشاه، بعيدا عن الإجراءات البيروقراطية والروتينية الطويلة، سواء في وزارة الخارجية وباقي المكاتب الحكومية، وإنما من خلال دائرة ضيقة تتعلق بالحلقة المحيطة بالشاه، سواء في الاتصالات السياسية أو المستويات الأمنية والعسكرية".


وختم بالقول إنه "رغم أن إسرائيل أخفت طوال السنين الماضية اتصالاتها الأمنية الوثيقة مع نظيرتها الإيرانية، لاسيما في ما يتعلق بقمع المعارضة الإيرانية، لكن الشعب الإيراني كان يعلم تماما حجم التنسيق الأمني بين تل أبيب وطهران، خاصة مع قوات السافاك المسؤولة عن الملاحقة السياسية وقتل المعارضين".