ملفات وتقارير

وزير إسرائيلي سابق يدعو لإلغاء مؤتمر البحرين الاقتصادي

بيلين: مؤتمر البحرين يؤكد أن طاقم ترامب لا يفهم الفلسطينيين والعرب بمن فيهم زعماء الخليج- تويتر

دعا وزير إسرائيلي سابق إلى "إلغاء مؤتمر البحرين الاقتصادي؛ لأنه من الواضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يفهم الفلسطينيين جيدا، بدليل أن تفكيره بإيجاد فاصل بين السلام الاقتصادي وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي جزء من أحلام اليقظة، ما يعني إمكانية التنازل عن لقاء عابر في البحرين إلى موعد آخر يتم تحديده، حتى يتم إعلان الخطة السياسية الأمريكية".


وأضاف يوسي بيلين، في مقاله على موقع يسرائيل بلاس، ترجمته "عربي21"، أنه "ليس كافيا أن تجمع قمة البحرين وزراء المالية في المنامة أواخر حزيران/ يونيو القادم، فقد شهد عالمنا كثيرا من القمم والمؤتمرات، لكن الخطورة أن هذه القمة قد تسبب كثيرا من الأضرار بعد الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها إدارة ترامب فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي".


وأكد بيلين، الذي شغل مهام عديدة في الكنيست والحكومات، ومنها وزير القضاء، أن "ترامب الذي تتلخص تجربة حياته وخبرته في التجارة والأعمال، يعتقد أنه حين يخنق الفلسطينيين اقتصاديا، ثم يعرض عليهم مغريات مالية، سيسارعون إليه، ويأخذوا من يده كل ما يعرضه بالتنسيق مع إسرائيل، لكنه يخطئ بذلك خطأ مريرا، ومعه يخطئ صهره جيراد كوشنير ومستشاره جيسون غرينبلاث".


وأوضح أن "هناك حالة من الغضب الفلسطيني على المعاملة المهينة التي تواصل واشنطن توجيهها إليهم، مع إسرائيل وبعض الدول العربية، وكأن لسان حال الإدارة الأمريكية للفلسطينيين: نحن نعطيكم المال، وأنتم تتنازلون عن مبادئكم، لكن هذه السياسة من شأنها زيادة مواقف الفلسطينيين إصرارا وتطرفا، ورفع مستوى الغضب بين الجانبين، وتقريب العناصر البراغماتية الراغبة في الحل من الأوساط الرافضة لأي تسوية سياسية".


وشرح بيلين، أحد رموز حزب العمل، ورئيس حزب ميرتس، ومن رواد مسيرة أوسلو مع الفلسطينيين، أنه "في سنوات التسعينات، فور توقيع اتفاق أوسلو بذلت الأطراف ذات العلاقة الكثير من الجهود لإيجاد اختراق في المسار السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال قمم اقتصادية عديدة، بمشاركات عربية لم تكن لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل".


وذكر أن "القمة الأولى كانت في الدار البيضاء في 1994 بمشاركة زعماء عرب وإسرائيليين، الوفد الإسرائيلي كان كبيرا جدا، وشمل رجال أعمال، ما أصاب بالذهول الوفد الفلسطيني والوفود العربية، لكني رفضت السفر؛ خشية أن يفسر على أنه غزو إسرائيلي لقمة اقتصادية عربية خالصة، وهو ما حظي بانتقاد في وسائل الإعلام العربية، لكن القمة كانت حدثا إعلاميا أكثر من كونها واقعية على الأرض".


وأشار إلى أن "المجتمع الدولي اندهش لرؤية زعماء عرب بالعبايات والدشاديش مع زعماء إسرائيليين بالبدل وربطات العنق يتحدثون مع بعضهم كأصدقاء قدامى، لكن النتيجة جاءت مخيبة للآمال، فالقمة لم تسفر عن صفقات تجارية جوهرية بين الجانبين، وفي الوقت ذاته أصابت بالذهول العرب الذين يخشون توجهاتنا الإمبريالية".


وأضاف أن "القمة الاقتصادية الثانية جاءت بعد عام واحد في عمان في 1995، حيث ترأست طاقم التحضير الإسرائيلي للقمة مع نظيرتي وزيرة الاقتصاد الأردنية، وبذلنا جهودا حثيثة لإنجاحها بتخفيض سقف التوقعات، وتمكين رجال الأعمال من الجانبين من عقد لقاءات مهنية مقلصة، تم ترتيبها مسبقا، وعرض مشاريع اقتصادية حكومية".


وأوضح أن "قمة القاهرة في 1996 عقدت في بداية الولاية الأولى لبنيامين نتنياهو، وفي نوفمبر 1997 عقدت القمة الاقتصادية السنوية في الدوحة، لكن هذه القمم جميعها أثبتت أنها لا تؤدي إلى اختراق سياسي لحل الصراع، فقد كان المندوبون الإسرائيليون المشاركون فيها معزولين، ولم تجر فيها صفقات أو مشاريع ثنائية".


وأكد أن "بعض المبادرات الاقتصادية كالبنك الإقليمي في القاهرة والسكرتاريا الاقتصادية في المغرب لم تنجح، وسرعان ما تفككت، لغياب المسار السياسي، وقد طوت قمة الدوحة صفحة القمم الاقتصادية بالمنطقة".


وأشار إلى أن "مؤتمر البحرين يؤكد أن طاقم ترامب لا يفهم الفلسطينيين والعرب، بمن فيهم زعماء الخليج، لأنهم في اللقاءات المغلقة يتحدثون بقسوة عن الفلسطينيين، وتضييعهم الفرص التاريخية، والأخطاء التي ارتكبوها، ويذكرون زعماءهم بغضب واستهزاء".


وأوضح أن "المستمع غير المجرب لهذه الأحاديث العربية الرسمية الداخلية يظن أنه أمام قرار عربي بالتخلص من الفلسطينيين، وعدم الوقوف بجانبهم، لكن المجرب يعتقد أنه ليس من صلة بين الحديث العلني والسري، لأن الرأي العام العربي والشعوب العربية تدعم الفلسطينيين، وليس بإمكان الحكام العرب تجاهل هذه الحقيقة".


وختم بالقول إنه "يجب منع حصول قمة البحرين إلى حين إعلان ترامب لخطته السياسية، وتقديم أفكار ومشاريع اقتصادية كجزء منها، أو نتيجة لها، وليس منفصلة عنها، وإلا فسنكون أمام خطأ كبير من خلال قمة اقتصادية دون خطة سياسية، وفي غياب اللاعبين الرئيسيين لها".