ملفات وتقارير

بعد مرور شهر.. هذه نتائج حملة حفتر على طرابلس؟

المعارك شهدت تراجعا ملحوظا لقوات حفتر- جيتي

دخل العدوان الذي شنه اللواء الليبي، خليفة حفتر على العاصمة الليبية شهره الأول، دون فرض السيطرة كما أعلن في بداية عمليته، ليطرح تساؤلات حول سر تعثر حملته رغم الدعم الدولي والإقليمي، والخسائر التي جناها "حفتر" من مغامرته التي راها البعض أنها كانت غير محسوبة المخاطر.

 

ورغم أن المعركة شهدت عمليات "كر وفر" بين قوات "حفتر" وقوات حكومة الوفاق التي وصفت الأمر بأنه محاولة "إنقلاب" عليها بدعم إقليمي ودولي، إلا أن المؤكد حتى الآن هو تراجع قوات الأول وانتقال قوات الحكومة من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم.


"تعثر رغم الدعم"

 
ورأى مراقبون للعملية منذ انطلاقها، أن "عدوان "حفتر" على العاصمة تعثر وأوشكت خطته على الفشل وتراجعت قواته إلى أماكنها السابقة بعدما فشل في حسم المعركة لصالحه رغم الدعم المادي والمعنوي واللوجستي المقدم من قبل داعميه وعلى رأسهم: "فرنسا والسعودية والإمارات ومصر".


في حين أشار بعضهم إلى أن "أسباب فشل الحملة حتى الآن هو وحدة القوات المسلحة في الغرب الليبي رغم الخلافات فيما بينها، وصمود قوات الحكومة بعد دعم مدن بعينها وكشف الخلايا النائمة في الغرب الليبي، وقوة خطاب الحكومة من أول العدوان ووصفه بالانقلاب والتمرد ما أحرج العالم"، وفق رأيهم.

 

اقرأ أيضا: تجدد الاشتباك بطرابلس.. والوفاق تسعى لجلسة طارئة "للجامعة"

وفي محاولة للإجابة عن سؤال: هل يستمر عدوان "حفتر" على "طرابلس" ويحسم المعركة أم سيخسر مكانه في المشهد السياسي والعسكري حال تراجعه؟.. تواصلت "عربي21" مع المركز الإعلامي لقوات المنطقة الوسطى التابعة للحكومة والمشاركة في صد عدوان "حفتر" عن العاصمة.


"حصاد المعركة"

 
وقدم عضو المركز الإعلامي لقوات الوسطى (حكومة)، محمد الشامي ما يشبه "حصاد للمعركة"، ذكر فيه أن ""حفتر" استعمل في محاولة غزوه للعاصمة أكثر من 5 ألوية "مجحفلة" قادمة من الشرق الليبي بالإضافة إلى اللواء التاسع من مدينة "ترهونة" وكتيبتين من مدينة "غريان"، وأنه استطاع بالفعل دخول "غريان وترهونة" وهي مدن مجاورة لـ"طرابلس"، ثم أقام قواعد عسكرية له هناك نفذ منها هجماته على ضواحي العاصمة".


وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "قوات "حفتر" استخدمت عنصر "المباغتة" وسيطرت على مناطق في ضواحي طرابلس الغربية والجنوبية مثل: بوابة 27 وقصر بن غشير وامتد قدومه للعاصمة حيث سيطر على خلة الفرجان ومعسكرات صلاح الدين وهم في ضواحي طرابلس"، وفق معلوماته.


"وقف الإمداد"

 
وأضاف عضو المركز الإعلامي والصحفي الليبي، أن "قوات المنطقة العسكرية الوسطى والغربية وقوات "طرابلس" استطاعت بأسلحة من خردة سلاح الثورة إيقاف الإمداد لقوات "حفتر" لمدة أسبوع، تمكنت خلالها الغرفة العسكرية استعادة مناطق سيطر عليها "حفتر" كبوابة 27 وامتدت حتى وصلت إلى مدينة الزاوية الغربية بالكامل وأمنت كامل الطريق الساحلي الممتد من طرابلس إلى معبر "رأس جدير" في تونس".


وتابع: "تمترست قوات "حفتر" في قصر بن غشير كونه يعتبر خط دفاع عن المنطقة الدفاعية "ترهونة"، وشهدت المعارك حالات كر وفر وتقدم وتراجع، لكن حتى الآن لازالت قوات "حفتر" تسيطر على بعض المناطق في ضواحي طرابلس الشمالية مثل: طريق الخله وضواحي "عين زارة"، ومما ساعد في تحقيق ذلك هو استعانة "حفتر" بطيران "إماراتي" بدون طيار تقلع من مهبط "راس لانوف"، وبذلك أوقفت نوعا ما تقدم قوات حكومة الوفاق"، كما صرح.


"حصيلة القتلى والجرحى"

 
وأوضح "الشامي" أنه وفقا لوزارة الصحة الليبية فإن ىآخر إحصائية للقتلى والجرحى هي: 82 "شهيد" من العسكريين و 105 مدنيين من سكان طرابلس، أما الجرحى وصل عددهم 2112 جريح من عسكريين ومدنيين".

 

اقرأ أيضا: البعثة الأممية: تنظيمات إرهابية ستستغل هجوم حفتر لتوسع نفوذها

وأكد أن "هناك تراجع لبعض الدول الداعمة لـ"غزو حفتر" للعاصمة، ومنها "فرنسا"، لكن الدولة الوحيدة التي تصر على دعمه هي دولة الإمارات، ولا تزال المدرعات التي يستعملها حفتر إلى يومنا هذا هي صناعة إماراتية منها 2018 و منها 2019 وأيضا الطائرات"، حسب كلامه.


وتوقع الصحفي الليبي أن "تتغير مواقف عدة دول نظرا لفشل "حفتر" في حسم المعركة التي أعلن انها ستكون خلال 48 ساعة ثم قال خلال أسبوع وها نحن وصلنا إلى شهر ولم يحقق شيئا، أما الحكومة فلن تقبل مرة أخرى بالمساومة أو المفاوضات، ما يعني أن الجنرال الليبي هو الخاسر في الحرب"، وفق تقديراته.


"جمود وكسر عظم"

 
أما الناشط السياسي الليبي المتابع للحملة منذ انطلاقها، محمد خليل فرأى أن "الوضع الميداني يشهد حاليا حالة جمود من ناحية التقدم الكبير رغم اشتداد المعارك وسقوط القتلى يوميا، وباعتقادي أننا دخلنا في مرحلة كسر العظم وكل الأمور مفتوحة على مصراعيها بما فيها تصعيد أكبر واتساع رقعة المعارك في محاور أخرى تبعد كثيرا عن العاصمة".


وعن نتائج المعركة سياسيا وعسكريا، قال لـ"عربي21": "أهم ما تحقق هو أن العاصمة استيقظت من سباتها ومن المؤامرة التي كانت تلف في عنقها وكانت في المستوى سواءا الحكومة أو الشعب الذي التحم بحكومته الشرعية رافضا العدوان ومؤكدا مدنية الدولة، أما "حفتر" فهو الآن "مجرم حرب" في نظر الحكومة وغالبية الشعب ولا مكان له ولا مستقبل"، حسب تعبيره.