ملفات وتقارير

ضربة قوية ضد حفتر بالجنوب.. ما سر اختفاء "الحراسة الخاصة"؟

حكومة الوفاق تنفي اتهامات حفتر.. وتنظيم الدولة يتبنى الهجوم - جيتي

تعرضت قوات تابعة إلى اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، لضربة موجعة في الجنوب الليبي أسفرت عن مقتل عدة جنود وجرح العشرات.

 

وتسبب هجوم شرس بمختلف الأسلحة، تعرضت له الكتيبة "160" ومقرها جنوب مدينة "سبها"، فجر اليوم السبت، في هروب أغلب أفراد الحماية ومقتل ما يقرب من 15 جنديا وجرح العشرات.


وذكر مصدر في الجنوب الليبي، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، لـ"عربي21" أن "المقر الذي تعرض للهجوم هو مكان تدريب لقوات "حفتر" وهو مقر إقامة للحاكم العسكري للجنوب التابع لحفتر، ويسمى "مبروك الغزوي"، وفجأة اختفى كل هؤلاء ما يوحي بأنه إما أنهم يعرفون الهجوم مسبقا أو هناك تواطؤ"، كما قال.


تنظيم الدولة يتبنى الهجوم


من جهته، تبنى تنظيم الدولة الهجوم، وأعلن أن مقاتليه قتلوا أكثر من 16 جنديا، وقاموا بتحرير جميع العناصر التابعة لهم المحتجزة داخل المعسكر، وأحرقوا عددا من الآليات، واستولوا على كمية من السلاح والذخائر، بحسب وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم.


ومن جانبها، اتهمت غرفة عمليات "الكرامة" التابعة لحفتر، حكومة الوفاق الليبية بعلاقتها بالهجوم وأن ذلك يثبت ارتباط هذه الحكومة بتنظيم الدولة ودعمها للإرهاب، وفق زعمها.


في المقابل، أدانت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الهجوم الذي وقع في الجنوب الليبي، مؤكدة أنها مستمرة في حربها على "الإرهاب" وتحقيق الاستقرار في البلاد.

 

اقرأ أيضا: معارك طرابلس تتواصل.. ومقتل 9 يتبعون لحفتر في سبها

وأشار بيان، وصل "عربي21" نسخة منه، إلى أن "العدوان الذي شنه "حفتر" على طرابلس هو ما سمح بوجود "فوضى أمنية" سمحت للتنظيمات الإرهابية بالنشاط مرة أخرى كونها وجدت المناخ المناسب لها.

 

وشددت حكومة الوفاق على قدرتها على محاربة هذه التنظيمات وحماية مؤسسات الدولة"، وفق البيان.


والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا سارع "حفتر" باتهام الحكومة وتنظيم الدولة بالهجوم؟ وكيف ستؤثر هذه العملية في حملته على العاصمة؟


أين قوات "حفتر"؟


وأكد الناشط السياسي من الجنوب الليبي، إسماعيل بازنكة أن "حادثة الهجوم على مركز التدريب شرق مدينة سبها هي عملية "إرهابية" مكتملة وأن الأمر لا علاقة له بقوة "حماية الجنوب" (قوة مناوئة لحفتر في الجنوب)، وأن هذه المنطقة بالكامل تحت سيطرة "حفتر" ومعززة بحراسات مشددة كونها مقر إقامة الحاكم العسكري".


وتساءل في تصريحات لـ"عربي21" عن "سر اختفاء قوة الحراسة الخاصة بالمقر وكذلك غياب الحاكم العسكري، وعن سر عدم وصول أي دعم للقوات هناك فور وقوع الهجوم، والأهم لماذا ظهرت المجموعات الإرهابية في الجنوب بعد قدوم "حفتر" وقواته"، حسب كلامه.  

 

اقرأ أيضا: وزير الخارجية الإيطالي: هجوم حفتر أنعش الإرهاب

لكن الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد أشار إلى أن "انشغال "حفتر" بحرب طرابلس جعل القبضة الأمنية له في الجنوب ترتخي نوعا ما، وأن دخوله أصلا للجنوب تم بتفاهمات مع عصابات تعتاش على الحرابة والهجرة غير الشرعية وأن هذه المجموعات ستعود إلى الصدام فيما بينها مع تردي الخدمات هناك".


وأضاف لـ"عربي21" أن "محاولة ترويج "حفتر" للهجوم على أنه عملية "إرهابية" هدفه لفت النظر إليه مرة أخرى على أنه يحارب الإرهاب، ولا أعتقد أن هذا سينجح خاصة وأن أنظار العالم اليوم تركز على ما يرتكب من جرائم في العاصمة"، وفق وصفه.


قوة "حماية الجنوب"


وبدوره قال المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار إن "قوة حماية الجنوب التابعة لحكومة الوفاق أصبحت تتحين الفرصة لبدأ عملياتها ضد قوات "حفتر" المرفوضة من أهالي الجنوب، ومع تشتت "ميليشيات حفتر" وانهزامها وإنهاكها في مغامرتها الغير محسوبة ضد "طرابلس"، سنحت هذه الفرصة لتحرك القوة ضده".


وتابع: "المواجهات في الجنوب الليبي، هي بين قوات وأبناء الجنوب من جهة وبين "ميليشيات" حفتر المحتلة للجنوب من جهة أخرى وأنه ليس للأمر علاقة بتنظيم الدولة نهائيا"، وفق زعمه.


عضو المركز الإعلامي لقوات المنطقة العسكرية الوسطى (حكومة)، محمد الشامي أكد لـ"عربي21" أن "قوات حكومة "الوفاق" ليس لها أي علاقة بهجوم سبها، وأن الأرجح حسب المعلومات الأولية أن يكون الهجوم من تنفيذ مقاتلي تنظيم الدولة الذي ظهر زعيمهم مؤخرا يثني على قواته في الجنوب الليبي".


وأوضح أن "حفتر ليس لديه قوة لكي يسيطر على الجنوب كما يشاع، لكن تواجده هناك كان لسببين: الأول استغلاله للتناحر بين قبائل المنطقة، والثاني: استغلاله لتجار البشر والمهربين الذين يقاتلون من أجل المال وفقط، وبعد ذلك أشاع "حفتر" أن قواته هي من تسيطر هناك"، كما صرح.