حقوق وحريات

أسرة مينا دانيال تناشد "سول" عبر "عربي21" عدم ترحيلها لمصر

قتل مينا دانيال بقذيفة نارية اخترقت صدره ونفذت من ظهره، أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون (ماسبيرو)

كشفت أسرة مينا دانيال، أحد أبرز وجوه شباب ثورة 25 يناير بمصر، والمحتجزة الآن بإحدى مطارات كوريا الجنوبية، أنهم يواجهون وضعا مزريا وحصار أمنيا ومخاوف من ترحيلهم إلى مصر، بعد أن قرروا مغادرة كوريا الجنوبية بعد عامين ونصف العام من التعنت في منحهم حق اللجوء والعمل.

وفي تصريحات خاصة لـ"عربي21"، استهجنت ماري دانيال، الشقيقة الكبرى للأسرة، موقف السلطات الكورية في التعامل مع اللاجئين، ووصفته بأنه "مخز وعار وغير إنساني، مثلهم مثل الدول الديكتاتورية"، مشيرة إلى أن وضعهم في "إنتشون" في سيول "في غاية الصعوبة".

ونشرت ماري على صفحتها الرسمية في "فيسبوك" صورا ومقاطع مصورة تظهر آثار الضرب والتعدي على أفراد الأسرة، المكونة من ثلاث أسر وتسعة أطفال، قائلة: "إحنا مش معانا فلوس حتى لغداء الأطفال، وفضينا كل البيوت، ويا ريت أي حد عارف يتواصل معنا".



 


 

"مينا دانيال"

وكان مينا دانيال ناشطا بحركة "شباب من أجل العدالة والحرية"، وقد نجا من الرصاص عندما قاد مسيرة خرجت من أحد مساجد الجيزة في "جمعة الغضب" إبان ثورة 25 يناير، وكذلك من رصاصة أخرى أصابته يوم "موقعة الجمل"، لكن دون أن تقتله.

وقاد مينا المتظاهرين في المسيرة التي انطلقت من دوار شبرا في اتجاه (مبنى التلفزيون)، على خلفية أزمة كنيسة "الماريناب" بأسوان، والاحتجاج على فض قوات الجيش لاعتصام الأقباط بالقوة، إلا أن الشرطة العسكرية (جيش) أمطرت المشاركين في المسيرة بالرصاص الحيّ.

وقتل مينا دانيال بقذيفة نارية اخترقت صدره، ونفذت من ظهره، أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون (ماسبيرو)، في 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، وأسفرت الأحداث، التي عرفت لاحقا "بأحداث ماسبيرو"، عن مقتل 27 مواطنا من الأقباط.

القصة كاملة

وأعربت ماري عن مخاوفها الحقيقية، قائلة: "لدينا مخاوف من كل نوع، مخاوف أمنية، ومعيشية، فالأطفال نائمون على الأرض دون غطاء أو طعام، ولا نعلم إلى متى يظل الوضع معلقا هكذا".

وعن أسباب تواجدهم بالمطار، قالت: "حجزنا تذاكر طيران للخروج من كوريا الجنوبية، من خلال ترانزيت في ألمانيا لمدة ثلاث ساعات، وغير مطلوب الحصول على تأشيرة، وهو ما أكده لنا مكتب الطيران، وبناء عليه حجزنا التذاكر، وأخلينا بيوتنا من كل شيء، ووضعنا كل ما نملك في التذاكر".

وأضافت: "اقترضنا لاستكمال ثمن التذاكر وثمن ركوب الحافلات للمطار، وفوجئنا بمنع السلطات الكورية لنا من السفر، دون إبداء أي سبب، وأن قواعد الهجرة الألمانية لا تسمح لنا بذلك، وأنهم غير مسؤولين عن منعهم، لكن ما يحدث لنا يفوق الوصف".

واشتكت من أنهم "هنا لليوم الثاني دون طعام أو شراب، ونحن هنا ثلاث أسر، تسعة أفراد بينهم أطفال، لا يجدون ما يأكلون أو يشربون".

مخاوف من النظام والكنيسة

وبشأن مطالبهم الآن وهم ما زالوا في المطار، قالت: "نطالب بحقوقنا كلاجئين، وإعادة تذاكرنا وأموالنا بعد منعنا من ركوب الطائرة، والاعتذار عن ضربنا وسحلنا في المطار، ونريد أن نخرج من هنا إلى دولة تحترم حقوق الإنسان، وتتعامل مع الإنسان برحمة وإنسانية، دولة نستطيع العمل فيها بكرامة، ويحصل أطفالنا على تعليم، ونعيش فيها كمواطنين".

وأعربت عن خشيتها من ترحيلهم إلى مصر، قائلة: "أخشى أن تقوم السلطات الكورية بترحيلنا إلى مصر بالإكراه، وهناك سيكون مصيرنا مجهولا، والبعض ينصحنا بترك المطار، ولا نعلم ماذا نفعل".

وعن مصدر مخاوفهم من ترحيلهم إلى مصر، أكدت أنهم "يخشون من السلطات المصرية ومن الكنيسة نفسها أيضا؛ بسبب مواقفهم من النظام والكنيسة".

تفاعل حقوقي وإنساني

وتفاعل نشطاء مصريون وحقوقيون في كوريا الجنوبية وغيرها مع قضية أسرة "مينا دانيا"، وكتب الحقوقي عبدالرحمن عاطف (أحد المضربين أمام وزارة العدل بكوريا الجنوبية): "انتهاك حقوق الإنسان من كافه الجوانب!! هنا كوريا الجنوبية".



 

فيما طالب الناشط عبدالرحمن زايد، الذي كان تقدم لطلب لجوء في كوريا الجنوبية، بإنقاذ اللاجئين المصريين المضربين عن الطعام في مطار إنشيون في كوريا الجنوبية، قائلا: "انشروا حتى يعلم العالم كله حقيقة الوجه القبيح لكوريا الجنوبية!"