صحافة دولية

واشنطن بوست: هل يحتجز الأسد رهائن أمريكيين؟

واشنطن بوست: على الأسد إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين كلهم- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للكاتب جوش روغين، يتحدث فيه عن وجود رهائن أمريكيين محتجزين في سوريا.

 

ويقول روغين في مقاله، الذي جاء تحت عنوان "على الأسد الإفراج عن الرهائن الأمريكيين"، إن رئيس النظام السوري بشار الأسد يعتقل أكثر من أمريكي، بحسب مسؤولين وناشطين وعائلات الأمريكيين المفقودين، مشيرا إلى أن الرئيس دونالد ترامب بذل جهده للإفراج عن الرهائن الأمريكيين في الخارج، لكنه لم يفعل الكثير لإجبار نظام الأسد على إطلاق سراح من يعتقلهم. 

 

ويضيف الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أنه "قبل خروج القوات الأمريكية من سوريا، وقبل قبول واشنطن الحل السياسي للأزمة في سوريا، وقبل أن ترسل الولايات المتحدة المساعدات لإعادة الإعمار، فإن على بشار الاسد الإفراج عن الأمريكيين المحتجزين لديه كلهم، ومحاسبته على الرهينة التي يقال إنه قتلها". 

 

ويشير روغين إلى أن "هناك العشرات من المواطنين الأمريكيين الذين اختفوا في سوريا، ويعتقد أنهم معتقلون لدى نظام الأسد، بحسب مسؤول بارز في الإدارة طلب عدم الكشف عن نفسه، وأحد هؤلاء الصحافي أوستن تايس المختفي في سوريا منذ عام 2012، وعبرت الحكومة الأمريكية علانية عن اعتقادها بمسؤولية النظام السوري عن اعتقاله، وهناك سوريون أمريكيون اعترف النظام السوري باعتقالهم". 

 

وتنقل الصحيفة عن المسؤول، قوله: "هناك عدد من السوريين الأمريكيين من حملة الجنسية المزدوجة ممن اختفوا في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، الذين تحاول الولايات المتحدة البحث عنهم بالتعاون مع شركائها الدبلوماسيين، في محاولة لتأمين عودتهم السالمة إلى أمريكا". 

 

ويؤكد الكاتب أن "عدد الرهائن الأمريكيين سري، وأن هناك الكثير من الحالات لم تصل بعد لعلم الحكومة الأمريكية، والمحاورات مع النظام بشأنهم تتم كلها من خلال سفارة جمهورية التشيك في دمشق، وهي التي تمثل المصالح الأمريكية في سوريا منذ إغلاق السفارة الأمريكية عام 2012، وقال ترامب الشهر الماضي إنه سيعمل على تأمين إطلاق سراح عدد من الأمريكيين في سوريا، وأشار إلى نجاحه في الإفراج عن الرهائن في مصر وتركيا وكوريا الشمالية، وقال: (أنا الآن أعمل على موضوع الرهائن السوريين ولدي سجل جيد)". 

 

ويلفت روغين إلى أن المسؤولين أكدوا أن الرئيس ومن معه من الشخصيات البارزة يركزون على عودة الأمريكيين من سوريا، ويقود العمليات المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن روبرت أوبراين، الذين عين العام الماضي لرفع مستوى النشاطات، والتركيز على حجم المشكلة، ويضم من حررهم أوتو ورمبير، الذي عاد إلى الولايات المتحدة من كوريا الشمالية عام 2017، لكنه كان في حالة غيبوبة ليموت بعد أيام. 

 

وينوه الكاتب إلى أن ترامب انتقد الأسبوع الماضي عندما قال إنه صدق ما قاله له الزعيم الكوري كيم جونغ- أون وعدم معرفته بالمعاملة التي تعرض لها، وقال ترامب يوم السبت: "أنا أحب أوتو". 

 

ويقول روغين: " لم يحقق ترامب في الملف السوري شيئا، ذلك أن النظام قام على ما يعتقد بإعدام السورية الأمريكية التي كانت تقيم في إلينويز ليلى شويكاني (26 عاما) في عام 2016، بعد محاكمة سريعة ولم يعلم عائلتها إلا العام الماضي، وفي أعقاب المأساة قامت عائلات سوريين أمريكيين يعتقل النظام أبناءها بالحديث علنا عن وضعهم".

 

ويذكر الكاتب أن عائلة السوري الأمريكي البالغ من العمر 61 عاما والمعالج النفسي مجد كم ألماز، الذي اعتقل في منطقة النظام في شباط/ فبراير 2017، قررت الحديث عن حالته في كانون الثاني/ يناير، وقالت الحكومة التشيكية لعائلته إن النظام في دمشق اعترف باعتقاله، لكنه غير روايته لاحقا، مشيرا إلى أن كم ألماز كان يزور عائلته في دمشق عندما اعتقل على نقطة تفتيش.

 

ويشير روغين إلى أن كم ألماز يعاني من مرض السكري ومشكلات صحية أخرى، فيما لا توجد معلومات حول ظروف اعتقاله، لافتا إلى أن عائلته نظمت تظاهرة أمام البيت الأبيض في الأسبوع الماضي، مطالبة بأجوبة حول رجل العائلة الغائب، والتقت العائلة عددا من مسؤولي الإدارة والمشرعين، وحدثتهم عن الحالة، بمن فيهم السيناتور الجمهوري عن إيوا تشارلز إي غراسلي، والنائب الجمهوري عن إركنساس فرنتش هيل. 

 

ويفيد الكاتب بأن العائلة لديها جذور في كل من إيوا وأركنساس، وجلب هيل معه ابن كم ألماز، خالد، لحضور خطاب حالة الاتحاد الشهر الماضي الذي ألقاه الرئيس، وقال خالد إنه "ليس منخرطا بالسياسة ولم يكن والدي كذلك.. ربما احتجزوه ليكون ورقة مساومة من أجل عقد صفقات، لكنه رجل إنساني".

 

ويلفت روغين إلى أن "أسماء بقية السوريين الأمريكيين ممن يعتقد أنهم محتجزون لدى نظام الأسد تظل سرية بناء على طلب العائلات، وتظل كل قصة خاصة والمعلومات عنها قليلة، ويقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي والخارجية وبقية وكالات الدولة بمحاولة البحث عنهم وجلبهم إلى أمريكا، ويعتقد البعض بأهمية إدراج مصير الرهائن في أي مفاوضات سياسية مع نظام الأسد فيما يتعلق بمستقبل سوريا وعودته إلى المنظمات الدولية". 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن السيناتور الجمهوري عن ساوث كارولينا ليندزي غراهام، قوله: "سينتهي هذا الفيلم في جنيف"، وأضاف غراهام الذي تحدث لترامب عن موضوع الرهائن: "نتوقع أن يشمل أي حل للمشكلة السورية عودة الرهائن الأمريكيين كلهم". 

وينوه الكاتب إلى أن الناشطين وعائلات الرهائن يتطلعون لفعل من الرئيس، وينظرون إلى مقامرة كوريا الشمالية على أنها سابقة تعني الإفراج عن الرهائن قبل بدء المفاوضات، وليس كجزء من صفقة، ويعرفون أن القتل والتعذيب مستشر في أقبية السجون التابعة للنظام. 

 

وتنقل الصحيفة عن مدير قوة المهام الخاصة السورية الطارئة معاذ مصطفى، قوله: "قام الأسد بالتعذيب حتى الموت لعدد من الرجال والنساء والأطفال والكبار في العمر.. حقيقة اعتقاله عددا من الأمريكيين الأبرياء في أقبيته أمر مخز ويجب عودتهم الآن". 

 

ويختم روغين مقالته قائلا إن "على الأسد أن يكون حذرا من الحكومة والشعب الأمريكيين، الذين يقومون بملاحقة سجنه للأمريكيين، وسيتحمل المسؤولية بنفسه عن معاملتهم وعودتهم سالمين، وإن أراد الأسد خروج الأمريكيين من سوريا فيجب عليه الإفراج عن الرهائن الأمريكيين كلهم أولا".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)