ملفات وتقارير

خبير إسرائيلي: ما دلالات "وارسو".. وما موقف شعوب الخليج؟

بدأت ملامح التطبيع العربي الإسرائيلي تظهر للعيان- جيتي

قال كاتب وخبير إسرائيلي إن "نتيجة قمة وارسو مفادها: وداعا رام الله ومرحبا طهران، لأن القمة أسست لشرق أوسط جديد".

 

واعتبر الكاتب أن "اللقاءات التي جمعت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع عدد من الزعماء العرب في العاصمة البولندية شكلت ذروة عملية إقليمية مركبة تتركز بإقامة تحالف إقليمي لمواجهة التهديد الإيراني، ووضع الموضوع الفلسطيني في الزاوية، وإبعاده عن جدول الأعمال السياسي اليومي للمنطقة والعالم".


وقال روعي يالينك، في مقال تحليلي مطول على موقع "ميدا" ترجمته "عربي21"، أن "قمة وارسو عرضت أمام العالم العربي مشهدا لا يرونه بصورة اعتيادية، وتمثلت بوجود نتنياهو على طاولة واحدة بجانب زعماء من دول عربية عديدة، ليس هذا فقط، بل بحثوا جميعا في مواجهة المشروع الإيراني الذي يهدد دول المنطقة بصورة خاصة، وصولا لدوائر صنع القرار العالمي".

 

وأكد يالينك، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بجامعة بار-إيلان، أن "قمة وارسو لم تكشف عن أسرار العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج العربي التي قامت بينهما منذ زمن بعيد، لكنها وصلت ذروتها في السنة الأخيرة، في ظل ما حصل من وراء الكواليس بينهما".

 

واستعرض الكاتب أهم محطات العلاقات الإسرائيلية الخليجية، من أهمها "مشاركة وفد إسرائيلي ضمن قمة اليونسكو التي شهدتها البحرين في يوليو 2018، ووصل الوفد عقب خطاب ألقاه ملك البحرين في مركز شمعون فيزنتال في لوس أنجلوس، وأدان فيها المقاطعة العربية لإسرائيل، وسمح لمواطنيه بزيارتها".

 

وأضاف أن "وزير خارجية البحرين، خالد بن حمد آل خليفة، قال في حسابه على تويتر، إن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها أمام خروقات إيران للوضع القائم في المنطقة، مثل هذه الأقوال بجانب مشاركة إسرائيل بقمة اليونسكو في المنامة شكلت اختراقا جديا غير مسبوق في النقاش العربي إزاء إسرائيل".

 

وأوضح أن "وزيرة الرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف زارت دولة الإمارات العربية؛ لمشاركة المنتخب الإسرائيلي بمسابقة رياضية عالمية بإمارة أبو ظبي، وشهدت حدثا غير مسبوق، تمثل بإلقاء النشيد الوطني الإسرائيلي "هاتكفاه" في هذه الدولة الخليجية، ثم تمت دعوتها من قبل نظرائها الإماراتيين لزيارة المسجد الكبير في حدث نادر، بعد أن كانت تتم جميع الزيارات السابقة بصورة مقلصة زمنيا، وسرية بعيدة عن وسائل الإعلام".

 

وأشار إلى أن "زيارة نتنياهو ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهين لسلطنة عمان في وقت لاحق، ولقاءهم السلطان قابوس كان هو الآخر حدثا مميزا، لكن المرة الأخيرة التي زار فيها حكومة إسرائيلية بصورة علنية دولة عربية لا تقيم مع إسرائيل علاقات رسمية كانت عام 1994، حين التقى رئيس الحكومة الراحل إسحاق رابين مع قابوس".

 

وألمح الكاتب إلى أنه "يمكن الافتراض أن زيارة نتنياهو إلى عمان تمت بالتنسيق مع السعودية، جارة السلطنة، وإحدى الدول الخليجية الأكثر تأثيرا عليها، ما يمنح الزيارة مزيدا من الخصوصية والأهمية".

 

وأكد أن "دفء العلاقات بين الدول الخليجية وإسرائيل دفعت حماس وفتح لعقد لقاء نادر، وإصدار بيان مشترك عارضتا فيه التقارب العربي الإسرائيلي إلى حين إيجاد حل للقضية الفلسطينية، لكن الدول الخليجية مصابة بالإحباط من السلوك الفلسطيني، وبسببه امتنعت عن القيام بأي خطوات انفرادية تجاه إسرائيل، وبقيت أسيرة بيد الفلسطينيين، وخطواتها مرهونة بتقدم المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية".

 

وأوضح أن "زعماء الخليج توصلوا اليوم إلى قناعة بعدم انتظار إيجاد حل للموضوع الفلسطيني كشرط لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ما جعل مجالات التعاون المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي GCC لمواجهة التهديد الإيراني تشمل: الساحة العالمية والمؤسسات الدولية، والتعاون الأمني، والضغوط الاقتصادية، ومجالات سرية أخرى".

 

وختم بالقول إن "الرأي العام الخليجي لا يشارك حكامه في النظرة لتحسين العلاقة مع إسرائيل، وما زالوا يعتبرونها دولة معادية، وليسوا معنيين بتغيير الأوضاع معها، لذلك فإن الوصول لعلاقات رسمية خليجية إسرائيلية ما زالت بعيدة، وستكون مرهونة بالدرجة الأولى بحصول تطورات جوهرية داخل الدول الخليجية ذاتها".