صحافة إسرائيلية

إسرائيل تتهم قطر وتركيا بتشجيع الفلسطينيين على المقاومة

الباحثة قالت إن قطر وتركيا خاضتا حملات إعلامية مضادة لصالح القدس

قالت باحثة إسرائيلية في الشؤون الفلسطينية إن "قطر وتركيا تدفعان الفلسطينيين باتجاه صراع عنيف ضد إسرائيل، في الوقت الذي تنشغل فيه الأخيرة بالتوتر الناشب في الجبهة الشمالية مع إيران وسوريا ولبنان، حيث يواصل السفير القطري محمد العمادي جولاته المكوكية بين تل أبيب ورام الله وغزة".


وأضافت رونيت مارزين في مقالها لمجلة يسرائيل ديفنيس للعلوم العسكرية، وترجمته "عربي21" أن "أنقرة والدوحة تسعيان للحلول محل السعودية ومصر في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في كل ما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تبدو قطر منخرطة بصورة كبيرة في الأوضاع السائدة في قطاع غزة، في حين أن تركيا تظهر نفسها حامية للأماكن المقدسة في مدينة القدس".


وأوضحت مارزين، المحاضرة في كاتدرائية خايكين للدراسات، أن "قطر وتركيا تحرصان على الابتعاد عن الاستقطاب الطائفي والمذهبي الذي تعاني منه دول المنطقة وشعوبها، وهما تدركان أن حوارا عابرا للثقافات والأديان كفيل بمنحهما مساحة واسعة لا تنالها دول أخرى".


وأشارت إلى أن "قطر الدولة الصغيرة في الشرق الأوسط يقدر عدد سكانها بـ2.57 مليون نسمة، منهم 313 ألف مواطن قطري فقط، والباقي عمال من جنسيات مختلفة، وتخوض منذ عقدين سياسة واضحة باتجاه إقامة علاقات مع العديد من أنظمة المنطقة، وتحاول تصميم أنظمة أخرى جامعة بين القومية العربية والإسلام السياسي، ومن خلال مقدراتها المالية ظهرت قطر الوسيط الدائم في مباحثات المصالحة بين فتح وحماس".

 

اقرأ أيضا: الرابحون والخاسرون من تجميد منحة قطر لغزة وفق إسرائيليين

وأكدت أن "قطر تعتبر دولة غنية من الناحية الاقتصادية، لكنها تفتقر للإرث التاريخي والديني والثقافي، وهو ما تحتاجه لكي ترى في نفسها دولة عظمى في الشرق الأوسط، مقابل خصومها مثل السعودية ومصر، رغم أنها تحوز جملة من المقدرات الكبيرة: كنز إعلامي من خلال القنوات التلفزيونية الفضائية، ومواقع الانترنت، بجانب وجود شخصيات قومية عربية ومرجعيات إسلامية تقيم فيها، وعلاقات إقليمية قوية".


انتقلت الباحثة الإسرائيلية إلى الحديث عن تركيا ودورها في التحريض على إسرائيل، فذكرت أن "أنقرة ترى في نفسها مع الدوحة قوى سياسة صاعدة في المنطقة، كجزء من إستراتيجيتهما الإقليمية، كي تكونا أطرافا مفصلية تواجه السعودية ومصر".


وأضافت أن "قطر وتركيا خاضتا حملات إعلامية مضادة لصالح القدس، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بها عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017، حيث تسعى تركيا لتقوية مكانة القدس في الثقافة والإرث التاريخي التركي، والعمل على إيجاد وحدة إسلامية مسيحية في مواجهة اليهود".


وأشارت إلى أن "قطر وتركيا تسعيان من خلال إشراك المسيحيين الفلسطينيين في حملاتهما الإعلامية المعادية للسيطرة الإسرائيلية على القدس، للحصول على مبررات إقليمية ودولية بشأن شرعية تدخلهما في القدس، ومن ناحية ثانية العمل رغم أنف أنظمة عربية معادية لها، وتقوية نفوذ الإخوان المسلمين، وتحريض الفلسطينيين ضد إسرائيل".


وختمت بالقول إن "قطر وتركيا تستغلان التكنولوجيا وثورة المعرفة والعولمة لإحداث تغيير في النقاش الجماهيري العربي، مما يجعل الجمود السياسي الفلسطيني الإسرائيلي يعمل لصالح قطر وتركيا، وتشجعهما على دفع الفلسطينيين للتوجه إلى صراع عنيف بدل المفاوضات السياسية".