ملفات وتقارير

"أخونة الدولة".. طريقة جديدة لتشويه جماعة الإخوان بليبيا

الحصادي قال إن خطوة التظاهرة تعد انتكاسة في مباديء وأهداف ثورة فبراير التي انطلقت للتعددية الحزبية وعدم الإقصاء- أرشيفية- جيتي

أثارت الوقفة الاحتجاجية التي نظمها مجموعة من الشباب، ضد ما أسموه "سيطرة الإخوان على مفاصل الدولة"، بعض التكهنات حول بدء عملية التشويه وتكسير العظام، بين الأطراف المتوقع تنافسها في الانتخابات المقبلة، وسط تساؤلات عن تبعية هذه المجموعة وأهدافها.

ونظم العشرات في العاصمة طرابلس وقفة احتجاجية، طالبوا فيها بضرورة "إبعاد تنظيم الإخوان عن مفاصل الدولة المختلفة"، رافعين شعارات "لا لسيطرة حزب الإخوان"، و"لا لتسييس الدين من قبل الإخوان المتأسلمين".

ولم يعرف هوية المجموعة المنظمة للوقفة ومدى حصولها على تصريح وموافقة من وزارة الداخلية لتنظيم التظاهرة حسب القانون، لكنها طرحت تساؤلات حول دلالة الهجوم الآن؟ واستغلال ما أسموه "أخونة الدولة" كوسيلة لتشويه الجماعة وحزبها؟

الضغط على "المشري"

وكشف الصحفي والمحلل الليبي، السنوسي إسماعيل الشريف أن "التظاهرة يقف وراءها موالون لرئيس هيئة الرقابة المستقيل، بسبب خلافات بينه وبين رئيس المجلس الأعلى للدولة المحسوب على الإخوان، خالد المشري، بعد ضجة حول توقيف رئيس الهيئة من قبل النائب العام على خلفية تحقيقات حول قضايا فساد".

وقال في تصريحات لـ"عربي21": "مع الواقع أنه لا سيطرة للإخوان على الحكومة أو مؤسسات الدولة وإنما مشاركة من قبل حزب "العدالة والبناء" في المشهد السياسي عبر رئاسة مجلس الدولة وعبر أطراف الحوار السياسي التي صاغت الاتفاق السياسي الليبي"، حسب قوله.


اقرا أيضا :  لماذا دعمت الإمارات المبعوث الأممي بليبيا وماذا عن حلفائها؟


وحول أهداف الاحتجاج، أوضح الشريف: "التظاهرة المحدودة العدد ما هي إلى محاولة للضغط على "المشري" ليتراجع عن قراره بخصوص تكليف أحد أعضاء هيئة الرقابة رئيسا مؤقتا إلى حين التوافق بين مجلسي النواب والدولة حول هذا المنصب السيادي"، كما رأى.

"انتكاسة وإقصاء"

وقال الإعلامي الليبي، عبدالحميد الحصادي إن "هذه خطوة تعد انتكاسة في مبادئ وأهداف ثورة فبراير التي انطلقت للتعددية الحزبية وعدم الإقصاء لأي فصيل أو حزب سياسي والإخوان ليسوا موجودين في السلطة بحزب واضح المعالم والأداء، كون "العدالة والبناء" قد نفى تبعيته للجماعة التي يوجد خلافات بينهما".

وأضاف لـ"عربي21": "لا أجد مانعا من ممارسة الإخوان للسياسة وتقلد المواقع مادام المرشح ليبي الجنسية، فلا ضير بالمشاركة وممارسة الحياة السياسية لرفض الإقصاء والعزل السياسي المقيت الذي لا يبني دولة، والمستفيد من إقصاء الإسلام السياسي هم الخصوم الـ"غير شرفاء"، بحسب وصفه.

"الإخوان معرقلون ومتوغلون"

لكن الناشط من الشرق الليبي، فتح الله غيضان قال من جانبه: "نثمن دور المتظاهرين وهذه الوقفة الاحتجاجية ضد جماعة الإخوان المعرقلة للعملية السياسية والداعمة للإرهاب وعرقلة بناء المؤسسة العسكرية، وهذا التنديد ليس بجديد فالإخوان فعلا موجودون ومتحكمون في مفاصل الدولة في طرابلس منذ عام 2011".

وتابع لـ"عربي21": "لن تجرى الانتخابات في ظل تغلغل هذه الجماعة في العاصمة، كونها لن ترضى بالتنحي وقبول خسارة جديدة، وهذا طبعا سيكون بدعم دول بعينها مثل تركيا"، حسب زعمه.

"شيطنة وحملة استباقية"

ورأى المحلل السياسي الليبي المقيم في قطر، أسامة كعبار أن "الوقفة هي بداية "شيطنة" للإخوان من قبل خصومهم قبل الانتخابات المرتقبة هذا العام، وهي مناورة مبكرة"، مضيفا: " والحقيقة لا توجد مؤسسات مجتمع مدني حقيقية في ليبيا، وما نراه هي مؤسسات "مأجورة" تخرج لحين الوجود وقت الحاجة لها والدفع لها ومن ثم تعود إلى سباتها"، كما صرح لـ"عربي21".

وأشار الكاتب الليبي، عبدالله الكبير إلى أن "الوقفة جمعت عددا محدودا لا يتجاوز الـ20 شخصا ما يعني أنه حراك مصنوع لا يمثل قطاعات واسعة في مدينة يقطنها أكثر من 2 مليون نسمة".

وأوضح لـ"عربي21" أن "الحراك هو مجرد حملة استباقية للانتخابات لم يسع صانعوها تقديم رؤية أو مشروع أو إبراز موقف احتجاجي ضد أي سياسات بل ذهبوا مباشرة للإعلان عن استمرارهم في نهج التصادم والإقصاء"، حسب كلامه.

"النايض وحفتر"

الناشط السياسي الليبي، محمد خليل قال لـ"عربي21": "الإخوان مجرد شماعة المقصود بها نشر الفوضى في طرابلس بغرض التمهيد لسيطرة "حفتر" كون المطالبات خلال الوقفة مضحكة وغير منطقية، فلا يوجد "إخواني" واحد في المجلس الرئاسي وتواجدهم محدود في بقية المؤسسات".

وأكد في تصريحه أن "وراء هذه الحملة هو المرشح الرئاسي، عارف النايض الذي يملك قنوات وصحفا بتمويل "إماراتي" لإقصاء التيار الإسلامي تماما من ليبيا وتنفيذ المشروع الإماراتي في البلاد"، كما زعم.

وقال رئيس مؤسسة "ليبيا للإعلام"، نبيل السوكني إن "الحملة قديمة ومتجددة بهدف تشويه الجماعة في ليبيا، وهذا ليس من باب الدفاع ولكن من باب الإنصاف، فيوجد في الإخوان شخصيات شريفة محترمة ويوجد بها غير ذلك".

واستبعد في تصريحات لـ"عربي21" أن يكون لهذا الحراك "علاقة بالانتخابات المرتقبة، لكنها مجرد تصفية حسابات مع الخصوم"، كما رأى.