صحافة دولية

تقرير لـ"التايمز" عن خطر انقراض القهوة.. "قهوة الشيخ عمر"

القهوة العربية "وايلد أربيكا" وهي القهوة الأصلية التي يتناولها العالم تم اعتبارها نبتة مهددة- CC0

نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا بعنوان "استيقظ.. قهوتك في خطر" أعده بن ماكنتاير حذرت فيه من الخطر الذي يهدد القهوة بالزوال من العالم.

وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن العالم يستهلك يوميا 2.25 مليار فنجان قهوة؛ ما يستدعي الحاجة لحماية هذه النبتة المهمة. ففي كل صباح تحمل في يدك فنجانا يخرج منه البخار الذي يؤثر على الحياة البيئية، مضيفا أننا نتناول القهوة بكميات كبيرة ولا نخشى أن هذه المادة قد تختفي يوما ما.

وتزرع حبوب القهوة في 70 دولة حول العالم. ويصل محصولها إلى 10 ملايين طن يوميا. وتعد البضاعة الثانية التي يتم الإتجار بها بعد النفط. ويُقدر عدد الفناجين المستهلكة يوما 2.25 مليار فنجان، لكن كما هو الحال في التاريخ،  فالمنتج الذي غيّر وجه العالم يعاني من خطر الإنسان وإفراطه.

 

اقرأ أيضا: شرب القهوة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بألزهايمر و"باركنسون"

ويواصل التقرير أن أغلب أنواع البن مهددة، وبعضها في طريقه إلى الانقراض بسبب انحسار بيئتها الطبيعية، والتغير المناخي. ويقول الباحثون إن نسبة 60% من أنواع القهوة مهددة. وكشف الباحثون في مركز كير للنباتات الطبيعية أن القهوة العربية "وايلد أربيكا"؛ وهي القهوة الأصلية التي يتناولها العالم تم اعتبارها ولأول مرة منذ سنوات نبتة مهددة.

ويقول الكاتب إن القهوة لن تنفد في أي وقت، ولن نصحو يوما دون أن نجد فنجان قهوة، لكنها من النباتات البرية مثل "جافا" ستكون مكلفة وأقل تنوعا ومذاقا وعرضة أكثر للمرض. وكما هو حال الثور الأمريكي والحيتان العظيمة فإن الاستهلاك الكبير للمصادر الطبيعية يهددها. ومثل كل النباتات الطبيعية؛ فالمفتاح الرئيس للحفاظ عليها هو الحفاظ على البرية.

وبحسب آرون ديفيز، مدير وحدة القهوة في المركز المشار إليه آنفا (رويال يونتانك غاردنز في كيو)، فإن الكثير من حبوب القهوة المهددة تعد مهمة للباحثين من أجل "تخصيب أنواع القهوة للمستقبل بما فيها الأنواع المقاومة للمرض والقادرة على تحمل الظروف المناخية الصعبة". وبدون هذه الحمايات؛ فالقهوة تواجه وضعا خطيرا في أقل من عشر سنوات. وربما انقرضت أنواع منها".

وكما في مجالات أخرى من العالم الطبيعي اكتشفنا- وإن بشكل متأخر- أن التنوع البيولوجي يمكن الحفاظ عليه من خلال تخصيص مناطق لها، بما في ذلك المحميات المائية والطبيعية، ما ينسحب الأمر على القهوة. وقد حان الوقت لإنشاء محميات في دول مختارة بمنطقة الاستواء التي تنتعش فيها النباتات البرية، وذلك لحماية؛ ليس مستقبل القهوة فقط، بل وعنصر مهم من ثقافة العالم. إذ يجب السماح للقهوة بأن تتحرك بحرية.

 

اقرأ أيضا: ما هي أفضل البلدان التي يمكن أن تحتسي فيها القهوة؟

ويقول التقرير إن إثيوبيا أكبر منتج للبن في أفريقيا هي التي تخسر أكثر من غيرها من التهديد الذي تتعرض له القهوة، إذ يعمل في زراعة البن نحو 15 مليون إثيوبي. ولهذا يجب أن يكون هذا البلد هو أول مكان تقام فيه محمية لهذا الغرض.

ويُعتقد أن قصة القهوة بدأت هناك في منطقة كافا (قهوة) حسب قصة تعود للقرن التاسع، وهي منطقة في شمال غرب إثيوبيا، حيث لاحظ راعٍ أن ماشيته تصاب بالأرق عندما تأكلها، وربما كان أول من تناولها هو الشيخ عمر الذي كان في مغارة جائعا فقام بغليها ومضى في حياته وأصبح عمر "قديس قهوة الصباح" الذي اكتشف هذه النبتة. ووصلت القهوة في القرن السادس عشر إلى الشرق الأوسط ومنه انتقلت إلى البندقية ثم بقية دول أوروبا.

 

وأصبحت المقاهي جزءا من التاريخ البريطاني. وأول ذكر لها ورد في يوميات جون إيفلين في أوكسفورد عام 1637، والتي جلبها طالب عثماني كان يدرس في كلية باليول بأكسفورد. وبعد مضي 40 عاما وصل عدد المقاهي في إنجلترا 3.000. وحاول تشارلز الثاني منع المقاهي لاعتقاده أنها أصبحت مركزا للنشاطات التخريبية.

ولعبت المقاهي دورا في خلق الحياة الثقافية البريطانية. وكانت سببا في ظهور الصحف والأسواق المالية وأثرت على طريقة النقاش في الحياة العامة، لأن الحوار كان يجب أن يلتزم بأخلاقيات معينة.

وكما كتب المؤرخ الإنجليزي بريان كووان ؛ فقد أدت القهوة إلى "نوع مميز من التفاعل الاجتماعي الذي فضل النقاش الهادئ والمنطقي في أمور مهمة سواء كانت علمية أو جمالية أو سياسية".

وكانت كل أنواع القهوة العربية تنمو في البرية والغابات واستطاعت مقاومة الأمراض مثل صدأ الأوراق. ومن هنا فتربية أنواع عدة في البرية ضروري لتطوير نباتات قادرة على مواجهة التغيرات المناخية.