صحافة دولية

جنرال إسرائيلي يدعو لدعم السيسي.. ويحذر من هذا السيناريو

جنرال إسرائيلي: نتنياهو قام بزيارات سرية إلى القاهرة آخرها كان في مايو- فيسبوك

قال جنرال إسرائيلي إن "مصر تعتبر اليوم حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي، ومصيرها يحدد وجهة الشرق الأوسط".

 

ودعا عيران ليرمان مساعد رئيس معهد القدس للأبحاث الاستراتيجية، في دراسة نشرها المعهد وترجمتها "عربي21" إلى "استمرار تقديم الدعم لرئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي، لاستقرار المنظومة المصرية الحاكمة، من أجل المصلحة المركزية لإسرائيل وحلفائها في المنطقة والعالم".

 

وأضاف أن "إسرائيل ولاعبين إقليميين آخرين شرق البحر المتوسط يحسنون صنعا إن ساهموا باستقرار مصر، وجعلوه نصب أعينهم، في حين أن مصر من جهتها بإمكانها الاستفادة من المساعدات التي يقدمها لها هؤلاء الحلفاء في مجالات: إدارة مصادر المياه، الاقتصاد الحر، حماية أمن سيناء، والأهم التحكم والسيطرة على أجهزة الأمن".


وأكد ليرمان، الذي يشغل أيضا مساعد رئيس قسم السياسات الدولية بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وتولى مسؤوليات عسكرية في الجيش الإسرائيلي، طيلة 20 عاما، أن "هذه الإجراءات تسهل على إسرائيل تقديم المساعدة لمصر في البيت الأبيض.

 

واستطرد: "ولذلك يجب أن تركز إسرائيل بسياستها الخارجية وحواراتها الاستراتيجية مع حلفائها الإقليميين في المنطقة والولايات المتحدة وأوروبا على عنصر أساسي ومركزي وهو تقوية استقرار النظام في مصر، فيما تقوم إسرائيل بانتهاج سياسات وإجراءات تحافظ على علاقات وثيقة مع القيادة المصرية الحاكمة في القاهرة".

 

اقرأ أيضا: سفراء إسرائيليون: للسيسي علاقة أمنية وسياسية وثيقة معنا

وأشار إلى أن "من الإجراءات الإسرائيلية لتعزيز وضع مصر، تقوية وساطتها بغزة مع حماس، وزيادة التعاون الثنائي في المجالين الأمني والعسكري، وتقديم ما تقدر عليه إسرائيل في المساعدات الاقتصادية كتوسيع المناطق الصناعية المشتركة مع مصر، وتعميق التعاون البيني في مجال الطاقة، كما أن الخبرات الكبيرة التي تحوزها إسرائيل في مجال تكنولوجيا المياه كفيلة بمساعدة مصر بمواجهة تبعات إقامة سد النهضة الإثيوبي".


وأوضحت الدراسة أن "إسرائيل مهتمة بتعزيز استمرار دعم الكونغرس لمصر، ومساعدتها بمحاربة العنف بسيناء، والهادفة لتقوية القيادة المصرية لتحقيق إنجازات هناك،كالقيام بقرابة مائة عملية إسرائيلية جوية في سيناء من خلال طائرات مسيرة بدون طيار ضد أهداف مجموعات مسلحة فيها خلال السنوات الأخيرة بموافقة كاملة من مصر، كما صرح زعماء إسرائيليون كثر بأن التعاون الأمني مع مصر وصل مراحل غير مسبوقة".


وأكد أن "زعماء إسرائيل مطالبون اليوم بفتح حوارات مباشرة مع نظرائهم المصريين، لمحاولة إجراء تغيير في النقاش الشعبي المصري حيال إسرائيل، واقتصاره على النظرة المعادية إليها، بجانب العمل على إنجاح جهود مصر في عزة حول التهدئة الأمنية، كي تظهر أنها قادرة على النجاح في ملفات هامة وساخنة يهتم بها المجتمع الدولي، وإشراك مصر في المساعي الإسرائيلية الإقليمية مع اليونان وقبرص".


وأوضح الجنرال الذي ترأس دائرة إسرائيل والشرق الأوسط في اللجنة اليهودية الأمريكية، وتركز كتاباته على أمن البحر المتوسط والبيئة الإستراتيجية المحيطة به، أن "إسرائيل معنية بأن تحصل على دعم أمريكي أوروبي للاستراتيجية المصرية السائدة حاليا في ليبيا، وفي حين شهدت العلاقات المصرية مع إسرائيل تحسنا ملحوظا تحت قادة السيسي، فإنها عاشت جانبا معاكسا من العلاقات المصرية السيئة مع حماس وحليفاتها في المنطقة".

 

اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: علاقاتنا الأمنية مع مصر في "عصرها الذهبي"

الدراسة الإسرائيلية كشفت "عن زيارات سرية قام بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى القاهرة، آخرها في مايو، وترى مصر أن الدعم الإسرائيلي لها ذو تأثير كبير في جبهتين مهمتين: الحرب ضد تنظيم الدولة في سيناء، وتوفير الدعم المطلوب لمصر في مقر الإدارة الأمريكية بواشنطن، حيث يبدي السيسي استعدادا دائما لتوجيه الشكر للجهود الإسرائيلية في هذين الملفين عبر لقاءاته الودودة مع زعماء اليهود الأمريكيين".


ويؤكد الكاتب أن "إسرائيل ودولا صديقة، ترى بقاء نظام السيسي بمصر مصلحة حيوية لها من النواحي الوطنية والسياسة الخارجية، مما يتطلب منها تعميق الحوار مع السيسي، وفي الوقت ذاته فإن قادة المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية في تل أبيب مطالبون بالاستعداد لسيناريو مستبعد، لكنه يبقى قائما وخطيرا، يتمثل بتفكك نظام السيسي، أو تدخل مصر في حالة من الفوضى، أو أن يعلو السلطة نظام معادي لإسرائيل".


وختم بالقول إنه "نتيجة لذلك، قد يتم إلغاء اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر الموقع عام 1979، وفي هذه الحالة ستكون تبعات ونتائج بعيدة المدى على أمن إسرائيل ووضعها الإقليمي، مما يتطلب من إسرائيل بذل كل جهد مستطاع لدعم استقرار نظام السيسي القريب من الغرب، وفي الوقت ذاته الاستعداد لساعة الصفر".