صحافة دولية

صحيفة فرنسية: هذه تجليات هوس الإمارات بعداء إخوان ليبيا

الإمارات قدمت حفتر للولايات المتحدة على أنه أفضل شريك لمكافحة الإرهاب- جيتي

نشرت صحيفة "موند أفريك" الفرنسية مقال رأي للكاتب عدنان معارف، تحدث فيه عن الاهتمام الذي توليه الإمارات العربية المتحدة بليبيا، الذي لا يعتبر وليد اللحظة بل يعود إلى أيام نظام معمر القذافي.


وقال الكاتب في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إن الاهتمام الإماراتي بليبيا ظهر مباشرة بعد رفع العقوبات الدولية التي سلطها مجلس الأمن على ليبيا خلال شهر أيلول/ سبتمبر سنة 2003، وبعد رفع الولايات المتحدة للعقوبات الاقتصادية التي كانت قد فرضتها على ليبيا في زمن القذافي سنة 2004.


وأورد أنه قبل أيام فقط من رفع الحظر الأوروبي على بيع الأسلحة لليبيا، وتحديدا في 11 تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2003، ترأس ولي عهد إمارة دبي آنذاك، محمد بن راشد آل مكتوم، وفدا إماراتيا زار ليبيا لإجراء مباحثات مع معمر القذافي حول قضايا اقتصادية وتجارية. 

 

اقرأ أيضا: هل سينهي الملتقى الوطني الجامع مراحل ليبيا الانتقالية؟‎

ومنذ ذلك الحين، تواصلت عملية تعزيز العلاقات بين البلدين، حيث بلغت قيمة الاستثمارات الإماراتية في ليبيا نحو مليار دولار سنة 2008. كما بلغت قيمة الصادرات الليبية، على غرار الوقود المعدني ومنتجات عملية التقطير المستمر، إلى الإمارات نحو 130 مليون دولار سنة 2010.


وتحدث الكاتب عن تراجع الدعم الإماراتي للنظام الليبي عندما قررت كل من فرنسا والمملكة المتحدة وضع حد لمعمر القذافي سنة 2011. وقد قدمت الإمارات مساعدات مالية لدعم برامج المساعدات الإنسانية الموجهة للاجئين الليبيين في كل من تونس ومصر. 


ودعمت أبو ظبي عسكريا جهود التحالف البريطاني الفرنسي عبر إرسال نحو 12 طائرة حربية، بينها ست مقاتلات من نوع "ميراج" الفرنسية، للمشاركة في توجيه ضربات جوية في مسرح العمليات العسكرية في ليبيا، علاوة على تقديم دعم مادي ولوجستي للجماعات الثائرة في ليبيا.


وأشار الكاتب إلى أنه على الصعيد الدبلوماسي، عقدت أبو ظبي في التاسع من أيار/ مايو 2011، لقاء جمع بين ممثلين عن 25 مدينة من جنوب وغرب ليبيا، الذين عبروا عن دعمهم للمجلس الوطني الانتقالي الذي يتخذ من مدينة بنغازي مقرا له. في الحقيقة، يعود هذا التدخل الديبلوماسي والعسكري للإمارات في ليبيا، إلى اهتمام أبو ظبي بالإمكانيات الاقتصادية التي تتمتع بها ليبيا.


وأضاف الكاتب أن التدخل العسكري للإمارات في ليبيا منذ سنة 2011، يهدف إلى مجاراة التدخل القطري. في هذا الشأن، دعمت الإمارات عملية مكافحة الإرهاب تحت مسمى عملية "الكرامة" التي أطلقها خليفة حفتر في 16 أيار/ مايو سنة 2014.


وشكل الدعم الإماراتي لخليفة حفتر نقطة تحول هامة في موقف الإمارات من السياسة الليبية، حيث شارك سلاح الجو الإماراتي في المعارك المحتدمة بين أطراف الصراع الليبي، بغية السيطرة على العاصمة طرابلس، علما وأن طائراتها انطلقت من التراب المصري. وعملت أبو ظبي على استهداف التحالف الإسلامي "فجر ليبيا" الذي تدعمه كل من تركيا وقطر.


وذكر الكاتب أنه بعد مضي بضعة أشهر عن هذه العملية، شنت الإمارات غارة جوية عبر قوات خاصة أغلب عناصرها من الإماراتيين استهدفت مخيما "إسلاميا" في مدينة درنة. 


وتندرج هذه الغارات الجوية الإماراتية في ليبيا، التي استنكرتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية المتدخلة في ليبيا، في إطار تشنج العلاقات بين الإمارات والسعودية والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى. وقد أقدمت هذه الدول الخليجية على استدعاء سفرائها من الدوحة ووجهت لقطر تهم متعلقة بدعم أنشطة الإخوان المسلمين في الدول العربية.


وأفاد الكاتب أن الإمارات اعتقلت نحو 30 مواطنا ليبيا مقربين من الإخوان المسلمين، علما وأنه قبل ذلك بعدة أشهر، تمت إدانة نحو 20 مصريا و10 إماراتيين والحكم عليهم بالسجن لخمس سنوات، على خلفية اتهامهم بمحاولة تأسيس فرع محلي للإخوان المسلمين. وتجدر الإشارة إلى أن الصراع في ليبيا احتدم بين الدول التي تدعم الإخوان المسلمين، وهي قطر والسودان وتركيا، وبين الدول التي "تطارد" الإخوان المسلمين وعلى رأسهم الإمارات.

 

اقرأ أيضا: "حفتر" في القاهرة بعد زيارة روما.. ما علاقتها بلقاء السراج؟

وتطرق الكاتب إلى أن أبو ظبي كانت نشطة على الصعيد الدبلوماسي أيضا. فقد تمكنت من إقامة علاقات وثيقة مع الممثل الخاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، برناردينو ليون، الذي أبلغ وزير الخارجية الإماراتي، في رسالة عبر بريده الإلكتروني كُشف عن محتواها سنة 2015 من صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن نيته في "كسر" التحالف بين التجار الأثرياء في مصراتة وبين "الإسلاميين". كما تحدث ليون عن "نزع الشرعية" عن المؤتمر الوطني العام.

 

وذكر الكاتب أن الإمارات تواصل خرق الحظر المفروض على الأسلحة في ليبيا، بينما تحاول تعزيز قدرات الجيش الوطني الليبي التابع لحفتر على الصعيد العملياتي، من خلال التعاون مع روسيا. وقد عملت أبو ظبي على تقديم خليفة حفتر للولايات المتحدة على أنه أفضل شريك لمكافحة "الإرهاب" في ليبيا، ولكنها في الحقيقة تعمل على عزل "الإسلاميين" دبلوماسيا.


وفي الختام، خلص الكاتب إلى أن الإمارات تشنّ حربا على الحركات الإسلامية في العالم العربي، وعلى رأسها الإخوان المسلمون. كما تواصل تحقيق هذا الهدف عبر التدخل في ليبيا وباقي البلدان العربية الإسلامية، لاجتثاث "الإسلام السياسي".