صحافة دولية

المونيتور: أنقرة لن تخدع بتطمينات واشنطن حيال أكراد سوريا

واشنطن تسعى إلى إضفاء الشرعية على وحدات حماية الشعب حتى يتسنى لها المشاركة في المفاوضات الدائرة للتسوية- جيتي

نشر موقع "المونيتور" الأميركي تقريرا تحدث فيه عن قرار واشنطن بوضع مكافأة لإلقاء القبض على رؤساء حزب العمال الكردستاني، بيد أن هذه الخطوة أثارت ريبة وسخرية المسؤولين في أنقرة.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن نائب وزير الخارجية الأمريكي ماثيو بالمر أعلن، خلال الأسبوع الماضي، عن أن بلاده تعرض مكافأة للعثور على زعماء حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية.

ونقل الموقع عن بالمر، الذي كان في أنقرة بهدف إجراء محادثات، أن بلاده رصدت خمسة ملايين دولار للحصول على معلومات تساعد على تحديد مكان زعيم حزب العمال الكردستاني مراد قرايلان، بينما خصصت أربعة ملايين دولار للقبض على جميل بايق، فيما تصل مكافأة تحديد مكان دوران كالكان إلى ثلاثة ملايين دولار.

وذكر الموقع أن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أفاد بأن الإعلان الأمريكي يُعد تطورا إيجابيا لكنه جاء متأخرا، مشددا على ضرورة قطع الولايات المتحدة علاقاتها مع وحدات حماية الشعب في شمال سوريا.

 

وتجدر الإشارة إلى أن أنقرة تصنف كلا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب ضمن خانة المنظمات الإرهابية.

 

كما تعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب، منظمة إرهابية.

وأشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة حظرت التعامل مع حزب العمال الكردستاني باعتباره تنظيما إرهابيا، إلا أنها رفضت تطبيق ذلك على وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي.

 

اقرا أيضا : عشائر منبج السورية تدعم خارطة الطريق التركية-الأمريكية

 

وفي تصريح له لوكالة الأناضول، صرح أكار: "ليس من الممكن قبول تخصيص مكافآت للعثور على مكان قادة حزب العمال الكردستاني من جهة، وارسال شاحنات محملة بالأسلحة والذخيرة إلى وحدات حماية الشعب من جهة أخرى".

وأورد الموقع أن المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري أكد بعد ساعات من الإعلان عن المكافأة أن الأتراك تساورهم الشكوك بشأن هذه المكافآت الأمريكية غير المتوقعة.

 

وخلال مؤتمر تلفزي، صرح جيفري أمام مراسلين أتراكا بأن الولايات المتحدة لن تقطع علاقاتها مع وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، خاصة وأن واشنطن تعمل بشكل وثيق مع هذه الجماعات شرقي الفرات.

ورغم محاولات جيفري طمأنة الجانب التركي عبر التأكيد على أن بلاده لن تسمح بتهديد أمن تركيا انطلاقا من شمال سوريا، إلا أنه فشل في مسعاه.

 

فمن جهتهم، يخشى الأتراك من أن تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على حماية منطقة الأتراك بهدف تعزيز نفوذها واحتواء الخطر الإيراني.

وأشار الموقع إلى أن تركيا تعارض أي مقترح من شأنه تمكين الأكراد من الحكم الذاتي، خوفا من يؤثر ذلك على الأقلية الكردية المضطربة في البلاد.

 

وفي الواقع، زاد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو من المخاوف التركية عندما أدلى خلال الشهر الماضي بتصريح للمعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي شدد فيه على أن "أكراد سوريا كانوا شركاء مميزين. وستعمل واشنطن بالتأكيد على تعزيز نفوذهم".

 

اقرأ أيضا :  مصدر عسكري لـ"عربي21": عملية شرق الفرات تبدأ بهذا الموعد


وأضاف الموقع أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر مرارا من أن بلاده ستعمل على طرد الأكراد من شمال سوريا سواء كان ذلك بدعم من الولايات المتحدة أو من دونها. في الأثناء، شن الجيش التركي سلسلة من الغارات على مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب.

وفي وقت سابق، قال أردوغان لمرافقيه من الصحفيين خلال عودته من باريس إن "تركيا لن تنخدع بحيلة واشنطن لإضفاء الشرعية على حزب الاتحاد الديمقراطي التركي من خلال فصله عن حزب العمال الكردستاني".

 

كما أفاد مدير مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" في أنقرة، برهان الدين دوران، بأن سياسة واشنطن تجاه وحدات حماية الشعب لم تتغير منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

ونقل الموقع عن دوران قوله إن "الولايات المتحدة الأمريكية كانت تهدف دائما إلى فصل وحدات حماية الشعب عن حزب العمال الكردستاني لتحويلها إلى وكيل يمكن استخدامه عند الحاجة".

 

وأضاف دوران أن "واشنطن تسعى إلى إضفاء الشرعية على وحدات حماية الشعب حتى يتسنى لها المشاركة في المفاوضات الدائرة حول التسوية السورية".

وأبرز الموقع أن مختلف الأطراف المتدخلة في الحرب السورية كانت تأمل أن يفضي الاجتماع بين أردوغان وترامب في باريس إلى تسوية.

 

ولكن الاختلافات حول شمال سوريا لا تزال قائمة وربما تفاقمت بعد أن أشار المبعوث الأمريكي إلى سوريا بأن بلاده ستعمل على تعزيز التحالف مع وحدات حماية الشعب والاتحاد الديمقراطي السوري.

وعلى الرغم من أن تركيا وموسكو تتعاونان من أجل احتواء التأثير الأمريكي في سوريا، إلا أن مواقفهما بشأن أكراد سوريا متباينة.

 

ومن المستبعد أن تهب روسيا لمساعدة القوات التركية في اشتباكاتها مع وحدات حماية الشعب. ومن المرجح أن تمتنع موسكو عن المبادرة بأي خطوة من شأنها أن تصعد التوتر مع واشنطن.

 

في المقابل، تشعر أنقرة بالانزعاج من امتناع روسيا عن حظر حزب العمال الكردستاني.

وفي الختام، بين الموقع أن نائب رئيس الوزراء التركي يالجين أكدوغان أفاد بأن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب أصبحا من أهم حلفاء واشنطن.

 

وأورد أكدوغان أن "وحدات حماية الشعب، التي أيدت في البداية نظام الأسد، باتت الآن تعاضد الجهود الأمريكية لإعادة تقسيم المنطقة".

 

ويرى أكدوغان أن قصف المواقع الكردية قوض المخططات الأمريكية في شمال سوريا.