صحافة دولية

نيويورك تايمز: مقتل خاشقجي حادث دبلوماسي خطير

نيويورك تايمز: تركيا ستتعامل مع موت خاشقجي على أنه أمر دبلوماسي خطير يتطلب ردا- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمراسليها كارلوتا غال وبن هبارد وديفيد كيرباتريك، عن اختفاء ومقتل الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي في اسطنبول. 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن السلطات التركية تعتقد أن خاشقجي قتل، بحسب خمسة محققين لهم علاقة بالتحقيق أو اطلعوا على مجرياته. 

ويلفت الكتّاب إلى أن خاشقجي، الناقد لسياسات الحكومة السعودية، دخل السفارة يوم الثلاثاء لتسلم أوراق تتعلق بطلاقه من زوجته السعودية؛ من أجل الزواج من جديد، ولم يخرج منها أبدا. 

وتكشف الصحيفة عن أنه كان بانتظار خاشقجي في داخل القنصلية، بحسب مسؤولين على اطلاع على مجريات التحقيق، عملاء مخابرات سعوديون، وصلوا إلى تركيا بهدف إسكات خاشقجي، مشيرة إلى أنه من غير المعلوم ما إن كان الهدف هو اختطافه ونقله إلى السعودية أم قتله، أم إن شيئا خطأ حدث في الخطة.

ويجد التقرير أنه لو ثبت مقتل خاشقجي فإنه سيكون فضيحة دولية للسعودية، تمثل مشكلة كبيرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، الذي قدم للعالم الخارجي باعتباره مصلحا كرس نفسه لتحديث البلد. 

ويذكر مراسلو الصحيفة أن المسؤولين السعوديين نفوا أنهم احتجزوا خاشقجي في القنصلية، وقالوا إنهم لا يعرفون مكان وجوده، وقالوا في بيان صدر عن السفارة السعودية في واشنطن إن هذه المزاعم "لا أساس لها"، فيما لم يعلق أي مسؤول تركي على نتائج التحقيق، إلا أن السلطات التركية أعلنت يوم السبت أنها فتحت تحقيقا جنائيا في اختفاء الصحافي. 

 

وتفيد الصحيفة بأن الأشخاص المشاركين في التحقيق لم يذكروا كيفية مقتل الصحافي، ولم يقدموا أدلة تؤكد ما يقولونه بأن خاشقجي قد قتل. 

وينوه التقرير إلى أن خاشقجي (59 عاما) عمل مستشارا لكبار المسؤولين الحكوميين، وكان أبرز الصحافيين السعوديين، إلا أنه كتب منذ خروجه إلى المنفى الاختياري العام الماضي، سلسلة من المقالات الناقدة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي راكم سلطات واسعة منذ صعوده عام 2015. 

ويقول الكتّاب إن "الأمير حظي بداعمين في الغرب، رغم الحرب المدمرة التي شنها في اليمن، واعتقاله رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وحجزه عددا من رجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون في الرياض، وتبنت الحكومة الأمريكية سياساته الاقتصادية وإصلاحاته الاجتماعية المحدودة".

وتعلق الصحيفة قائلة إن مقتل خاشقجي، إن ثبت، سيغير هذا كله، وسينظر إليه على أنه خرق واضح للقانون الدولي، وتصعيد خطير لما يراه النقاد جهود الأمير المتهورة والشرسة لتمتين سلطاته، من خلال سحق المعارضين له.

وبحسب التقرير، فإن النتيجة التي توصلت إليها الحكومة التركية بأن خاشقجي قد قتل، جاءت من ثلاثة مسؤولين على علم بالتحقيق، اثنان أتراك وآخر مسؤول بارز في حكومة عربية، وتحدث الثلاثة بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

ويورد الكتّاب نقلا عن الزميلة في مجلس العلاقات الخارجية أصلي أيدينتاباس، التي اطلعت على التحقيق من خلال مسؤول تركي بارز، قولها: "أخشى أن المسؤولين الأتراك يعتقدون بأنه ميت"، مشيرة إلى أن المسؤولين ليست لديهم أدلة دامغة، لكنهم رغم ذلك خلصوا إلى أن خاشقجي قد مات. 

 

وتنقل الصحيفة عن رئيس الجمعية التركية العربية للإعلام وصديق خاشقجي، توران كيسلاكتشي، قوله إن السلطات التركية اتصلت به وأكدت موت الصحافي، وأضاف: "أكدوا أمرين أنه قتل وشوهت جثته"، فيما وصف المسؤول العربي الأمر ذاته، وهو أن جثة الصحافي قطعت.

ويشير التقرير إلى أن وكالة الأناضول ذكرت في وقت مبكر من يوم السبت أن 15 مواطنا سعوديا، بينهم دبلوماسيون، وصلوا إلى اسطنبول على متن طائرتين مختلفتين، ووصلوا إلى القنصلية في الوقت الذي دخل فيه خاشقجي القنصلية يوم الثلاثاء، وغادروا تركيا إلى البلدان التي أتوا منها، حيث يعتقد أشخاص على معرفة بالتحقيق أن هؤلاء عملاء أرسلوا لإتمام المهمة.

ويقول الكتّاب إن القنصل السعودي العام في اسطنبول محمد العتيبي فتح أبواب القنصلية لوكالة أنباء "رويترز"، للتجول فيها وإظهار أن خاشقجي ليس موجودا فيها، وقال: "أريد التأكيد أن جمال ليس في القنصلية، ولا في المملكة، وتعمل السفارة والقنصلية للبحث عنه"، وأضاف: "إن فكرة اختطاف مواطن سعودي من خلال بعثة دبلوماسية يجب ألا تكون في الإعلام".

وتورد الصحيفة نقلا عن خطيبة الصحافي، خديجة جنكيز، قولها في مقابلة مع "نيويورك تايمز"، إنها تتابع التقارير بشأن مقتله وتنتظر التأكيد، وأضافت: "لا أستطيع التفكير بأن مثل هذا الحادث أمر مقبول في تركيا.. لن تستطيع السعودية الإجابة على هذا، ولن تقبل تركيا بهذا، وهذا مستحيل أن يحدث في تاريخ تركيا". 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن تركيا ستتعامل مع موت خاشقجي على أنه أمر دبلوماسي خطير يتطلب ردا.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا