صحافة دولية

هيل: على أمريكا لجم الأمير الصغير المتهور ابن سلمان

هيل: بعض أفعال ابن سلمان تظهر جانبا متهورا جدا، يحتاج إلى تحجيمه- جيتي

نشر موقع "ذا هيل"، الذي يتابع شؤون الكونغرس، مقالا كتبه الباحث في "كاسبيان غروب هولدينغز"، والمحاضر السابق في جامعة جورج تاون، البروفيسور الأمريكي روب سوباني، يهاجم فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "أم بي أس"، مؤكدا أن جلسات الكونغرس حول تصرفات التحالف السعودي في اليمن هي تذكير بأن ولي عهد السعودية، وهو الحاكم الفعلي للبلاد، قد يكون "متهورا" و"ميالا للإصلاح".

ويقول سوباني في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن ابن سلمان يتحكم في بلد استراتيجي، ليس مهما للأمن القومي الأمريكي فقط، بل للعالم كله؛ لأن السعودية هي أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، وبالتالي توفر الطاقة التي تدير عجلة الاقتصاد العالمي.

 

ويضيف الباحث أن "ابن سلمان لديه ميولا إصلاحية، إلا أن بعض أفعاله تظهر جانبا متهورا جدا، يحتاج إلى تحجيمه، مثل التدخل الكارثي في اليمن، فمع أنه محق في محاولته منع إيران من إقامة مركز لها على حدود بلاده الجنوبية بدعم الحوثيين، إلا أن نهجه كان طائشا؛ لأن الحرب لم تردع ملالي إيران، وبدلا من ذلك تستنزف هذه الحرب من ميزانية الدولة مليار دولار شهريا، وأصبح اليمن دولة فاشلة، يعيش فيه 8 ملايين على حافة المجاعة، ويعاني أكثر من مليون آخرين من الكوليرا".

 

ويشير سوباني إلى أن "الأمير الصغير ارتكب خطأ آخر أكبر في السياسة الخارجية، عندما قرر في عام 2017 فرض حصار على دولة قطر، التي فيها أكبر قاعدة عسكرية خارجية للولايات المتحدة، ومهما كان السبب وراء عقاب دولة جارة صغيرة، إلا أن تصرف ابن سلمان كان مؤسفا، وترك أثرا سيئا على مجلس التعاون الخليجي، في وقت كان ينبغي أن يكون التركيز فيه على التهديد الرئيسي للمنطقة (ديكتاتورية النظام الإيراني)".

 

ويلفت الكاتب إلى أن "خطة ابن سلمان الإصلاحية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر هي وسيلة لتنمية الاقتصاد السعودي، كانت نتائجها عكسية بسبب تصرفات سموه المتهورة، حيث أدت عمليات الاعتقال التعسفية لرجال الأعمال السعوديين والمسؤولين الحكوميين، وحتى أبناء عمومته، إلى إثارة مخاوف المستثمرين العالميين".

 

وينوه سوباني إلى ما ورد في صحيفة "وول ستريت جورنال" من انخفاض تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى السعودية، من 8 مليارات دولار في عام 2013 إلى مليار دولار في عام 2017.

 

ويقول الباحث إن "المستثمرين الأجانب ومديري صناديق الاستثمار عندما يسمعون أن السعوديين الذين أفرج عنهم لا يمكنهم مغادرة البلاد، وأن عليهم أن يرتدوا أساور ترصد تحركاتهم، أو تجميد حساباتهم المصرفية، فإن ذلك يقود مراقبين، مثل مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديز، للقول إن (ولي العهد ضرب نفسه وأخاف المستثمرين)".

 

ويجد سوباني أن "مبادرة الإصلاح، التي أطلق ابن سلمان العنان لها، هي مثار إعجاب، وكذلك مؤسسته (مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز) المسماة (مسك الخيرية)، التي وضعت من أهدافها تقوية دور الرجل والمرأة، لكن هذا لا يعني إغلاق المنظمات الخيرية الأخرى داخل السعودية، ومنها مؤسسة الملك عبدالله الإنسانية، التي أوقفها عمه الملك عبدالله لعمل الخير، وليس فقط للحفاظ على ميراثه، لكن لأن الملك الراحل رأى أن التبرع واجب إسلامي".

ويذكر الكاتب أنه "قبل الحد من نشاط المؤسسة واعتقال إدارتها العام الماضي، أقامت مؤسسة الملك عبدالله شراكة مع المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة؛ لمعالجة مأزق اللجوء في العالم، ومن سوء الحظ قيام ولي العهد بوقف المؤسسة عن مساعدة الأقل حظا داخل حدود بلاده ومن هم خارج المملكة".

ويدعو سوباني إدارة ترامب وأعضاء الكونغرس إلى الاهتمام بأفعال ولي العهد السعودي؛ لأن لها عواقب وخيمة على استقرار حليف مهم لواشنطن، وعلى الأمن القومي الأمريكي.

 

ويقول الباحث روب سوباني إن على واشنطن أن تطلب من ابن سلمان القيام بمجموعة الأمور الآتية:

 

أولاً: إنهاء الحرب بالوكالة مع إيران في اليمن، والتركيز على القدرات المالية و"القوة الناعمة" لمساعدة الشعب الإيراني؛ ليكون قادرا على تحرير نفسه من النظام الديني.

 

ثانياً: رفع الحصار عن دولة قطر.

 

ثالثًا: تقديم تقرير فوري عن الأشخاص الذين ما يزالون رهن الاحتجاز في سجون السعودية بعد اعتقالهم التعسفي في عام 2017، ومنهم بعض أفراد العائلة المالكة الذي يخضعون للإقامة الجبرية، وبينهم ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، الذي كان يحارب تنظيم القاعدة بقوة بالتعاون مع المخابرات المركزية الأمريكية.

 

رابعا: رفع الحظر عن أنشطة مؤسسة الملك عبد الله الخيرية، والسماح لها بممارسة أنشطتها من جديد.

 

أخيرا: السماح بالوصول إلى الحسابات المصرفية الخاصة بالأشخاص الذين تمت مصادرة أصولهم، وهو ما سيوفر الثقة للمستثمرين الأجانب الذين يراقبون الآن الوضع من بعد.

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "يجب الثناء على ابن سلمان؛ لأنه سمح للمرأة بقيادة السيارة، وفتح المجال الثقافي في هذا البلد المحافظ، إلا أن واشنطن يجب أن تحتفظ باعتبارها الحليف الأقدم للمملكة بحق الاعتراض كلما أقدم ابن سلمان على تصرف يتنافى مع مصلحة السياسة الخارجية الأمريكية، وقيم التجارة الحرة، والأخلاق الوطنية الأمريكية الداعية لعمل الخير".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا