ملفات وتقارير

مهلة "قبائلية" لحكومة السراج بطرد الميليشيات.. ماذا بعدها؟

طالب المشاركون في الملتقى "أهالي المنخرطين في الميليشيات المسلحة إلى سحب أبنائهم منها" - يوتيوب

طرحت مهلة ملتقى القبائل الليبية لحكومة الوفاق الوطني بضرورة حل "الميليشيات" خلال 3 أيام، عدة تساؤلات حول ما سيكون بعد انتهائها، ودلالة دخول القبائل الآن على خط الاشتباكات المسلحة.

ودعا البيان الختامي للملتقى المنعقد في مدينة ترهونة (غرب ليبيا) الحكومة إلى "إصدار قرار نزع الشرعية، وحل المجموعات المسلحة المسيطرة على العاصمة في غضون ثلاثة أيام من تاريخ السبت"، مؤكدين دعمهم الكامل لقوات "اللواء السابع" التي تقود أحداث طرابلس المسلحة الآن".

صدام مع البعثة الأممية
ورفض الملتقى أي "ترتيبات أمنية جديدة من شأنها المماطلة أو الإبقاء على المجموعات المسلحة أو إعادة تدويرها من جديد في طرابلس، في إشارة لمبادرة البعثة الأممية بتشكيل قوات نظامية في طرابلس"، وفق البيان.


وطالب المشاركون في الملتقى "أهالي المنخرطين في الميليشيات المسلحة إلى سحب أبنائهم منها حفاظا على أرواحهم وحقنا للدماء وتجنيبا للعاصمة من أي مواجهات مسلحة، وحث البعثة الأممية على التعاطي مع الملف الليبي بالجدية بما يضمن الوصول إلى حل للأزمة الليبية".

 

اقرأ أيضا: قبائل تمهل حكومة السراج 3 أيام لحل "مليشيات" طرابلس

والملفت في الملتقى هو مشاركة ما يقارب 40 فردا من قبائل الشرق الليبي وبعضهم موال للواء خليفة حفتر، وسط تكهنات بدور خفي لحفتر في الملتقى الذي طالب بتوحيد المؤسسة العسكرية تحت راية واحدة، ليبقى التساؤل: ماذا بعد انتهاء المهلة المحددة؟ وما دلالة دخول القبيلة على خط الأحداث الأمنية؟

ضغط "قبائلي" مطلوب
من جهته، قال عضو المجلس الأعلى لأعيان ليبيا، مروان الدرقاش، إن "الملتقى كان ضروريا لمنح الحراك المسلح بعدا شعبيا واجتماعيا، فليبيا التي عاشت تصحرا لأربعة قرون، والعمل الأهلي المؤسساتي ضعيف للغاية وليس له تأثير كتأثير مجالس القبائل والأعيان"، حسب كلامه.

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "اجتماع القبائل أمس سيشكل ضغطا على حكومة السراج والبعثة الأممية، وقد يُسرّع إصدار قرار من الحكومة بحل "المليشيات" المسلحة التابعة له ولو بشكل صوري مبدئياً لمحاولة استيعاب أي تحرك مسلح جديد، خاصة بعد دعم القبائل للواء السابع".

وتابع: "لكن الإشكالية التي ستواجه السراج والبعثة الأممية هي إيجاد قوات بديلة يمكن أن تحل محل المليشيات "الطرابلسية"، والأسبوع المقبل سيحمل الكثير من المستجدات التي ستتجه بالمشهد نحو مزيدا من التعقيد أو ربما حل الأزمة نهائياً"، وفق تقديراته.

وهم وتضليل
لكن، الضابط برئاسة الأركان الليبية، العقيد محمد بادي، أكد من جانبه أن "أغلب من هم في مدينة ترهونة وخاصة هذه القبائل هم مجرد رعاة للميليشيات، وليبيا ليست كلها مجرد قبائل، ما يؤكد أن هدف الملتقى هو التضليل وإظهار أن القبائل لهم قوة، وأنهم يمكن أن يكونوا بديلا عن الدولة، وهذا وهم"، بحسب وصفه.

وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "ملتقى القبائل الأخير عبارة عن تجمع يظهر التقارب والاتحاد بين دعاة التيار الإسلامى وشيوخ القبائل، أما الإنذار لمدة 3 أيام فلن يكون له أي تأثير في الواقع، كون هؤلاء في مأزق الآن، واللواء السابع ومن معه ستتلاشى قوتهم مثلما حدث لمجموعة "فجر ليبيا""، كما قال.

زيادة بؤرة الصراع
ورأى الكاتب الليبي، نصر عقوب، أن "أطراف المعادلة السياسية والعسكرية في ليبيا أكبر من القبائل التي اجتمعت بترهونة، وطرد "المليشيات" هي رغبة كافة الأطراف المحلية والدولية، ولكن لكل طرف تقديراته وحساباته وغاياته، وما تعذر تحقيقه في ثلاث سنيين لا يتصور تحققه في ثلاث أيام".

وأضاف لـ"عربي21": "دعم القبائل للواء السابع يتماشى مع رغباتهم، ولاعتبارهم مؤسسة عسكرية لا "مليشياوية"، ودخول القبيلة للمعترك السياسي والعسكري كان متوقعاً نظراً لغياب الدولة وضعف مؤسساته، لكن انجرار القبيلة للمشهد العسكري والصراع المسلح سيعمق النزاع ويزيد بؤرة الصراع ليس إلاّ"، وفق رأيه.

تجديد "الولاءات"
وقال الإعلامي من الشرق الليبي، أيمن خنفر، إن "المهلة ما هي إلا لتجميع الصفوف، وتجديد الولاءات، وعقد الاتفاقيات، وضم مجموعة مسلحة، خصوصا بعد أن أثبت اللواء السابع بأن لديه قوة لا يستهان بها، لكن الحاضرين للملتقى لا يمثلون كل قبائلهم ولو طلب اللواء السابع الدعم منهم فلن يجد شيئا".

 

اقرأ أيضا: النواب الليبي يقر الاستفتاء على الدستور ونواب يطعنون

وأشار إلى أن "المستفاد من هذا الملتقى هو مجرد إضفاء شرعية بأن القبائل الليبية والشعب الليبي يدعم اللواء السابع كما حدث سابقا من بعض القبائل مع المشير حفتر"، وفق تصريحه لـ"عربي21".

تورط "ترهونة"
وأكد الناشط السياسي، أحمد التواتي، أن "ما حدث هو تورط قبائل ترهونة في الاصطفاف خلف "مليشيا الكانيات" التي أصبحت لواء عسكري بقدرة قادر (يقصد اللواء السابع)، ومن المؤسف أنها راهنت على "مليشيا"، وحتما ستدفع المدينة ثمن هذا الاصطفاف"، كما قال.

وتابع لـ"عربي21": "ستنتهي المدة ولن يكونوا قادرين على فعل شيء اللهم إلا إعادة استئناف الحرب على طرابلس، أو محاولة لضمان موقع لهم في الترتيبات الأمنية الجديدة، ومدينة "ترهونة" تكرر نفس خطأ مدينة مصراتة والذي كلفها الكثير وأصبحت تبحث له عن حلول مع كل محيطها"، حسب رأيه.