صحافة إسرائيلية

مؤتمر إسرائيلي يناقش "التهديدات الأمنية البحرية"

أوضح كوهين أن "المشاركين في المؤتمر ناقشوا التأثير المتنامي لإيران في جنوب البحر الأحمر"- جيتي

قال كاتب إسرائيلي الخميس، إن "جامعة حيفا نظمت مؤتمرا خاصا حول التهديدات الأمنية البحرية، بمشاركة خبراء ورجال أمن إسرائيل والولايات المتحدة، لتناول المسائل المتعلقة بالحدود البحرية لإسرائيل، ومناقشة التهديدات في الشرق الأوسط، بما في ذلك الحدود البحرية".


وأشار الكاتب شمعون كوهين في تقرير نشره موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين وترجمته "عربي21"، إلى أن المؤتمر كان برئاسة البروفيسور شاؤول خوراف رئيس مركز حيفا لأبحاث السياسات الاستراتيجية البحرية.


وأوضح خوراف أن "الإطلالات البحرية لإسرائيل توفر لها مقدرات اقتصادية يجعلها حريصة على تجهيز قدراتها العسكرية لتوفير الحماية للحدود البعيدة عنها، وبات لديها قناعة بأنه ليس من الصواب الاقتصار في الحديث عن الموارد البحرية المتعلقة بالبحر المتوسط فحسب، بل ضرورة أن تشمل البحر الأحمر وأماكن أخرى أيضا".


ولفت إلى أن "المشاركين في المؤتمر انخرطوا في الخلاف القائم بين إسرائيل ولبنان حول حدودهما البحرية بما يعادل 880 كيلومترا مربعا، وهي مساحات غنية بالموارد الطبيعية مثل الغاز الطبيعي، وكل طرف يرى أحقيته بها، حتى إن اللبنانيين يرون أن الأمر شبيه بمزارع شبعا، ما يعني استبعاد إمكانية حل المشكلة في المدى القريب، وقد يترك تبعات أمنية خطيرة في المستقبل بينهما".


وبين أنه "بالنسبة للتبعات العسكرية المتوقعة، فإن لبنان لا يعد خصما معادلا لإسرائيل من هذه الناحية، لكن السلاح الدقيق الذي يحوزه حزب الله سيكون موجها نحو تلك المواقع المنتشرة في إسرائيل مثل مستودعات الغاز، وهذا أمر غير إيجابي بالنسبة لنا، ولذلك يستطيع الحزب تشكيل تهديد على موانئ ومخازن البنى التحتية، ما يتطلب حل هذه المشكلة بعيدا عن أي نزاع مع الحزب".

 

اقرأ أيضا: دول إسلامية بجانب إسرائيل بمناورة بحرية هي الأضخم عالميا


وأكد خوراف، المساعد السابق لقائد القوة البحرية، وقائد وحدة الغواصات، أن "خلافا بحريا إسرائيليا آخر ناشب حاليا مع قبرص، لكن علاقاتهما الثنائية الطيبة جعلتهما يتجاوزان هذا الخلاف، مع أن حل مثل هذه الإشكاليات موجود في محكمة العدل الدولية في لاهاي، لكن إسرائيل لا تملك علاقات دافئة مع هذه المؤسسات الدولية، ما يجعلها تبحث عن بدائل أخرى، ويبدو أن الوسيط الأمريكي هو الأكثر ترجيحا للقيام بهذه المهمة".


وتطرق المؤتمر إلى "التقارب الإسرائيلي مع الصين الذي قد يعني تدريجيا الابتعاد عن الولايات المتحدة، ولو بصورة نسبية، ما دفع مسؤولا أمريكيا كبيرا يشارك في المؤتمر للقول إن الانخراط الكبير الذي تبديه الصين في إنشاء وترميم ميناء حيفا شمال إسرائيل سيمنع الأمريكيين من التعامل معه كما لو كان ميناء أمريكيا محليا، وفق ما جرت العادة، مع كل ما يعنيه ذلك من تبعات".


وأوضح كوهين أن "المشاركين في المؤتمر ناقشوا التأثير المتنامي لإيران في جنوب البحر الأحمر، الذي تمر منه ثلث الصادرات الإسرائيلية، ما يتطلب من إسرائيل توسيع رقعة نفوذها البحري لأماكن بعيدة مثل البحرين الأسود والأحمر".


وأكد أن "زيادة النفوذ الصيني في الشرق الأوسط، أخذ حيزا من النقاش في المؤتمر، وضرورة وضع منظومة آمنة تحول بين حصول الصين على معلومات أمنية تعرض مصالح إسرائيل للخطر، كما هو الحل في ميناء حيفا الذي سيتم تشغيله قريبا على يد شركة صينية".


وذكر أن "إدارة الصين لميناء حيفا يجعلها تتحكم بشبكات الاتصالات داخله، بما يتعارض مع مصالح أمنية لدول أخرى، وستجعل الأمريكيين لا يعتبرون ميناء حيفا خاصا بهم مثل الموانئ الأمريكية، مع العلم أن واشنطن بدأت تدير ظهرها لشواطئ البحر المتوسط، وتفضل شواطئ بحر الصين الجنوبي والخليج العربي".


وختم بالقول إن "كل ما تقدم يجعل من إسرائيل التمسك بكونها قاعدة استراتيجية أمريكية في المنطقة، لأن الصين على كل الأحوال ليست في جانبنا، فهي تدعم باكستان، وتشتري النفط من إيران، وربما تحل بدلا من أوروبا في حال فرض المزيد من العقوبات على طهران".