صحافة دولية

بلومبيرغ: ترامب يدفع ميركل لإقامة علاقات مع بوتين

بلومبيرغ: ميركل ستلتقي بوتين في زواج مصلحة دفع إليه ترامب- جيتي

ذكر موقع "بلومبيرغ" أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستلتقي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في زواج مصلحة دفع إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الزوبعة التي تمزق العلاقات الدولية تشير إلى إجبار الرئيس دونالد ترامب ميركل وبوتين للتعاون بعد سنوات من المواجهة.

 

ويفيد الموقع بأن ميركل كانت من أشد النقاد عنادا لبوتين بعد قرار ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، حيث هبطت العلاقات بين البلدين إلى مستوى متدن، لكنها سترحب يوم غد السبت ببوتين في قصر يعود للقرن الثامن عشر قرب برلين، منهية بذلك عزلة بوتين، ومؤكدة دور ميركل الرئيسي في أوروبا رغم النكسة الانتخابية. 

 

وينقل التقرير عن الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية الأوروبي جوزيف جانينغ، قوله: "تقوم ميركل بالتحصن وبوتين يستغل ذلك"، فبعد لقاء ترامب بوتين وهجومه على ميركل والاقتصاد الألماني، "فهي بحاجة لأن تقيم علاقاتها مع بوتين، ولا تريد التخلي عن فرصة الحفاظ على بوتين على الهامش الذي يمكن لألمانيا إدارته".

 

ويقول الموقع إنها ستكون أهم زيارة لبوتين إلى ألمانيا منذ عام 2013، مع أنه التقى ميركل في مناسبات دولية، بما فيها العام الماضي أثناء قمة الدول العشرين، التي استضافتها مدينة هامبورغ الألمانية، وزارت ميركل بوتين عدة مرات، كانت آخرها في أيار/ مايو، فهي تؤمن بالحوار المبدئي لتوصيل رسائل حادة، بدلا من أن تكون جسرا بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. 

 

ويجد التقرير أنه في الوقت الذي قلل فيه المسؤولون الألمان من أهمية هذه الزيارة، إلا أنها تأتي بعد هجوم ترامب الشهر الماضي على ألمانيا، الذي وصفها بأنها تحت السيطرة الروسية الكاملة؛ لاعتمادها على الغاز الطبيعي الروسي، مشيرا إلى أن العمل على خط غاز جديد يربط بين البلدين نوردستريم2 بدأ في أيار/ مايو، وسط تهديدات أمريكية بفرض عقوبات ضد المشروع، فيما أكد بوتين أهمية دعم ميركل لمشروع نورد ستريم 2، كونه دليلا على استقلالية أوروبا، بحسب ثلاثة مصادر حضرت اجتماع بوتين مع الدبلوماسيين.

 

ويورد الموقع نقلا عن مسؤولين آخرين، قولهم إن روسيا تنظر إلى الخلافات بين أوروبا والولايات المتحدة حول التجارة والاتفاقية النووية على أنها فرصة لإصلاح العلاقات مع ألمانيا، من خلال تقديم نفسها على أنها شريك موثوق في المفاوضات. 

 

ويلفت التقرير إلى أنه وسط تزايد الضغوط الأمريكية على مشروع الغاز، فإن ميركل تحركت للتأكد من وصول الغاز من خلال الشبكة الحالية عبر أوكرانيا، مشيرا إلى أنها أرسلت في هذا الربيع أهم حلفائها، وزير الاقتصاد بيتر ألتمير إلى موسكو وكييف؛ للتوسط في صفقة الغاز بين البلدين المتنازعين حول شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا.

 

ويذكر الموقع أن ميركل أكدت يوم الجمعة أن اللقاء "هو لقاء عمل ويجب عدم توقع نتائج.. لكننا نتعامل مع الكثير من المشكلات من أوكرانيا إلى سوريا إلى التعاون في المجال الاقتصادي، وهذا أمر يبرر الحفاظ على حوار دائم"، لافتا إلى قول المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه بالإضافة إلى سوريا وأوكرانيا، فإن الزعيمين سيقومان بمناقشة "المشاريع التجارية الكبرى في سياق التهديدات التي تأتي من دول ثالثة". 

 

وينقل التقرير عن مدير المجلس الروسي للشؤون الدولية أندري كورتونوف، قوله إن لن يكون هناك أي انفراج في أوكرانيا، على الرغم من أنه "من المفيد أن يؤدي بوتين دورا إلى جانب ميركل؛ لأنه لا يوجد في أوروبا من يعتمد عليه". 

 

ويورد الموقع نقلا عن العضو السابق في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية ألكسندر راهر، قوله: "تفهم ميركل أن الوقت مناسب للبحث عن فرص مع روسيا"، ويضيف: "لو كانت هناك إمكانية للتقدم خطوة في سوريا، أو قضايا الطاقة أو أوكرانيا، فسيكون ذلك جيدا لألمانيا باعتبارها قائدة أوروبا". 

 

وينوه التقرير إلى أن ميركل تواجه مشكلات محلية بسبب قرارها عام 2015 فتح أبواب ألمانيا لمليون مهاجر معظمهم من سوريا، وتريد نهاية الحرب في سوريا؛ للسماح بعودة اللاجئين، بالإضافة إلى أنها تتعرض لضغوط من رجال الأعمال الألمان لرفع العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.

 

وينقل الموقع عن مدير جمعية رجال أعمال ألمانيا الشرقية في برلين ولفانغ بوتشيل، قوله إن التبادل بين ألمانيا وروسيا زاد بشكل واسع خلال الأشهر الماضية، و"هذا تطور يرحب به"، فيما قال المتحدث باسم ميركل ستيفن سيبرت، إن ألمانيا تريد حلا سياسيا رغم "أننا لا نزال بعيدين عنه".

 

ويبين التقرير أنه بعد استخدام بوتين القوة العسكرية لحرف مسار الحرب لصالح نظام بشار الأسد، فإنه تعاون مع تركيا وإيران لتنسيق تسوية، مع أن ترامب وبوتين اتفقا في قمة هلسنكي على خطوات لتحقيق الاستقرار في سوريا.

 

ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى أنه وسط النزاع بين ترامب وتركيا، الذي أدى إلى فرض عقوبات على دولة عضو في حلف الناتو، فإن جانينغ يقول إن ميركل ليست مهتمة بدفع أردوغان إلى حضن بوتين، ولا تريده أن يبعد تركيا عن الناتو.