صحافة دولية

فوربس: ما هو سر العلاقة بين "تيسلا" والسعودية؟

فوربس: هل ستتحول شركة "تيسلا" إلى شركة خاصة مع السعودية؟- جيتي

نشر موقع مجلة "فوربس" مقالا للمحاضر في أنظمة المعلومات في كلية الأعمال في مدريد إنريك دانز، يتساءل فيه عن علاقة الصندوق السيادي السعودي بشركة سيارات "تيسلا"، وعما إذا كان التعاون بينهما "غريبا"، وإن كان قد يسهم في تطوير الشركة أم أنه سيعرقل جهودها.

ويشير دانز في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى تغريدة كتبها المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا" إيلون ماسك في 7 آب/ أغسطس، التي أثارت دهشة مسؤولي مجلس إدارة الشركة، وتبعتها مقالة كتبها على مدونة الشركة، اقترح فيها إمكانية الخروج من السوق المالية، من خلال شراء الأسهم بقيمة 420 دولارا للواحد منها، وهو ما أثار جدلا حول العالم. 

ويستدرك الكاتب بأن مفوضية الأمن والتبادل الأمريكية تقوم في التحقيق فيما إن كان ماسك قد انتهك قوانينها، بقوله إنه "أمن" تمويلا سعوديا لعملية الشراء بنية زيادة أسعار أسهم "تيسلا"، مشيرا إلى أن عددا من المساهمين قاموا بتقديم دعاوى قضائية ضد الشركة؛ بتهمة التلاعب في أسعار أسهمهم، عندما قالت إن التمويل قد تم تأمينه، مع أن ذلك لم يكن صحيحًا في الواقع، رغم أن توضيح ماسك يؤكد أن الصندوق السيادي السعودي مهتم في العملية، التي سيتم تمويلها من خلال الرأسمال وليس القروض. 

ويرى دانز أن إعلان ماسك يثير سؤالين مهمين؛ الأول: لماذا يريد وضع (تيسلا) في ملكية خاصة؟ ويجيب قائلا إن "السوق المالية، وهي التي عادة ما تنقل الشركات للمراحل التالية من النمو، قد تكون مكانا صعبا لشركات التكنولوجيا، (خاصة أن هناك شركات تفكر في الخروج أيضا)، وتكون عادة عرضة لتصورات ضيقة الأفق لمحللين، ولا تستطيع النظر لاستراتيجية طويلة الأمد من الإبداع والتفكير المتقدم لتجارتها، حيث تتأثر أسمهما بالتعليقات التي لا أسأس لها، بشكل يحرف نظرها عن الأهداف الرئيسية". 

 

ويجد الكاتب أنه "بناء على هذا، فإن السوق المالية تظل اللحظة السحرية التي يعبر فيها المستثمر عن استعداده لشراء أسهم، ويسمح بخروج الآخرين، الذين حصلوا على حصصهم من خلال اتفاق مع مالكي الشركة، إلا أن السوق قد تتحول إلى مكان صعب وصاخب مطالبه تتفوق على منافعه، وفي حال تحول السوق المالية، وهي أساس الرأسمالية، إلى مكان مزعج لشركات التكنولوجيا، فإننا سنواجه مشكلات كبيرة في الطريق".

 

ويقول دانز: "أما السؤال الثاني، وهو عن السبب الذي يدفع السعودية وصندوقها السيادي القائم على واردات النفط لتمويل خروج (تيسلا) من السوق المالية، والجواب نابع من رؤية 2030، وهي الخطة الطموحة التي يريد من خلالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نقل البلد من الاعتماد على النفط إلى الاقتصاد المتنوع، وبناء قطاع عام من الخدمات الصحية والتعليمية والبنى التحتية والترفيه والسياحة، واستثمر الصندوق السيادي في 200 استثمار، مثل الاتصالات والفضاء والتكنولوجيا المستدامة والأمن والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات، ما يعني أن (تيسلا) تتناسب مع ما يطمح إليه الصندوق". 

ويضيف الكاتب: "قد نتساءل عن تأثير ملكية سعودية جزئية للشركة على استراتيجية النمو، إنه شيء واحد بالنسبة للمملكة العربية السعودية أن تفهم أن المستقبل هو في الطاقة المستدمة والعربات الكهربائية، لكن الدفع بالتغيير لدرجة تؤثر على المصدر الرئيسي للدخل في البلاد هو أمر آخر، ومن هنا فإن جهود ماسك لإنشاء قاعدة واسعة من المساهمين، بطريقة تمنع من سيطرة السعوديين عليها في المستقبل، ستكون المفتاح الرئيسي للشركة في المستقبل".

 

ويذهب دايز إلى أن "التحرك السعودي يؤكد في الوقت ذاته أن سيليكون فالي لا تشعر بتأنيب الضمير حول مصدر أموال المستثمرين، سواء كانت من دول ديمقراطية أم غير ذلك، وهو ما يفسر الترحيب بالمستثمرين الصينيين، فمن الناحية العملية يختفي التردد في سيليكون فالي عندما يأتي مستثمر لديه المال، الأمر الذي يسهم في مساعدة الشركات على تحقيق أهدافها على المدى الطويل، فهدف (تيسلا) هو (تسريع تحول العالم إلى الطاقة المستدامة)، ويمكن تحقيقه من خلال دعم مستقر لا تقدمه الأسواق المالية، وعلاوة على هذا فإن معظم المال سيأتي من السعودية أكبر منتج للنفط في العالم". 

ويختم الكاتب مقاله بالتساؤل عن ما إذا "كانت شركة (تيسلا) ستتحول إلى شركة خاصة مع السعودية، التي تملك نسبة 5% من أسهمها، وهي أحد المستثمرين الرئيسيين فيها، وهو ما أعلن عنه ماسك، الذي قال إنه سيعين مستشارين لتحقيق الخطة، وفي الوقت الذي سيدعم فيه المساهمون خطته، فإن علينا التساؤل إن كان النفوذ السعودي سيسرع خطط ماسك أم سيعرقلها؟".