صحافة دولية

التايمز: هذا ما على أردوغان فعله إذا أراد تفادي أزمة أعمق

التايمز: أردوغان بحاجة للغرب ولا يمكنه اختيار أصدقائه- جيتي

دعت صحيفة "التايمز" البريطانية في افتتاحيتها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإنهاء خلافاته مع الغرب؛ ليمنع الأزمة التي تتعمق. 

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن الرئيس رجب طيب أردوغان عبر عن غضبه مما أسماه الحصار الاقتصادي ضد تركيا، وما قال عنها إنها المؤامرة الأمريكية، وأعلن وبتحد عن استعداده للبحث عن أصدقاء وحلفاء جدد، مشيرة إلى أن الرئيس يفعل أكثر من مجرد التنفيس عن غضبه، حيث يواجه أزمة عملة خطيرة.

 

وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس يقدم رؤية للرأي القائم على قدرته على أداء دور مع أعداء الغرب روسيا وإيران والصين، ملوحا بكون تركيا عضوا في حلف الناتو، وتقدمت بطلب لعضوية الاتحاد الأوروبي. 

 

وتحذر الافتتاحية قائلة إن "هذه لعبة خطيرة، ويجب على الذين يحيطون به، ممن لا يخشون غضبه، الامتناع عن هذا، إن أردوغان سيكون أحمق في ساعة العسرة إن حاول حرف الانتباه عن سوء إدارة الاقتصاد التركي من خلال شن هجوم على الغرب". 

 

وتجد الصحيفة أن "عضوية الناتو منحت أردوغان مقعدا على الطاولة العالية، ورغم تعامله النكد مع الاتحاد الأوروربي، إلا أن عضوية الناتو منحت تطمينات للمستثمرين، في وقت كان يرسل فيه قواته إلى شمال سوريا". 

 

وترى الافتتاحية أن "تركيا، التي تريد تحديث الاقتصاد والمجتمع، عليها أن تدير وجهها للغرب، فإن التخلي عنه سيزيد من المشكلة، ولن يحلها".

 

وتذهب الصحيفة إلى أن "فقدان الثقة بالاقتصاد التركي، الذي يثير عصبية المنطقة، ويضرب الأسواق النامية حول العالم، ليس نتاجا للعقوبات الأمريكية بقدر ما هو سبب لأحكام أردوغان الخاطئة، صحيح أن أمريكا فرضت ضرائب على الألمنيوم والفولاذ التركي، وأعلنت عن عقوبات ضد وزيرين تركيين لهما دور في استمرار حبس القس الأمريكي أندرو برونسون، لكن المعركة سبقت قرارات ترامب، فخسرت الليرة التركية ثلثي قيمتها أمام الدولار منذ كانون الثاني/ يناير، بشكل أدى إلى زيادة التضخم". 

 

وتقول الافتتاحية إن "المستثمرين يشعرون بالغضب للطريقة الدونية التي ينظر فيها أردوغان للمصرف المركزي التركي، ورفضه رفع سعر الفائدة، والمخاطر السياسية الناجمة عن طريقة إدارته للدولة". 

وترى الصحيفة أن "تعيينه لزوج ابنته بيرات ألبيرق وزيرا للمالية والخزانة، أكد الكثير من الشكوك حول أولويات الرئيس التي تفضل العائلة والولاء القبلي على الخبرة الاقتصادية، واعتقد الرئيس في هذا الصيف أنه من خلال إلغاء قوانين الطوارئ سيخفف من الضغوط على الحريات المدنية، وبدلا من ذلك فقد حول القوانين المؤقتة إلى دائمة". 

 

وتعتقد الافتتاحية أن "الخلاف مع واشنطن استخدم طريقة لحرف النظر، ويجب أن يكون طريقه واضحا: زيادة سعر الفائدة، والاستماع للاقتصاديين ذوي الخبرة، وضمان استقلالية المصرف المركزي، وحل مشكلته مع دونالد ترامب، من خلال الإفراج عن القس أندرو برونسون من الحبس الإجباري في بيته". 

 

وتذهب الصحيفة إلى أن "أردوغان بحاجة إلى دعم أمريكا في حال تدخل البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي، وربما تخيل الزعيم التركي أن الصين أو روسيا أو قطر، التي أقام معها علاقات جيدة، يمكنها المساعدة على وقوف انهيار الاقتصاد، إلا أن كل واحدة من هذه الدول لديها مشكلاتها، وتركيا بحاجة لعشرات المليارات". 

 

وتختم "التايمز" اقتتاحيتها بالقول إن "أردوغان وجد نفسه في داخل فقاعة ديكتاتورية، حيث يتخيل نفسه أنه قادر على اختيار أصدقائه من الشرق والغرب، وفي الحقيقة فهو رهينة الأسواق التي تنشقت الضعف في قلب حكمه الديكتاتوري".