اقتصاد دولي

ما تأثير التراجع الحاد لليرة على حركة السياحة بتركيا؟

ضغط كبير على حجوزات الفنادق ورحلات الطيران في عدد من المدن التركية- جيتي

أثار التراجع الحاد في سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار بفعل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على أنقرة على خلفية قضية القس أندرو برانسون تساؤلات بشأن تأثير التراجع على الحركة السياحية.

وكانت تقارير اقتصادية تركية تحدثت عن بداية سريعة للقطاع السياحي بدايات العام الجاري وصل في أحد الأشهر إلى 1.5 مليون سائح مع تصاعد في عدد الحجوزات ونسب إشغال الفنادق والطلب على الخدمات السياحية.

لكن مع تراجع سعر صرف الليرة قال عاملون في قطاع السياحية إن الفترة الحالية تشهد إقبالا كبيرا على حجوزات الفنادق والمرافق السياحية.

وأشارت وسائل إعلام تركية إلى أن الإقبال على الفنادق في المناطق السياحية شمال تركيا وحتى مناطق الجنوب المطلة على البحر الأبيض المتوسط شهدت ارتفاعا كبيرا خلال الأيام القليلة الماضية بالتزامن مع أزمة الليرة.

 

طلب كثيف

وقال أويس حسين أحد أصحاب مكاتب الخدمات السياحية والحجوزات الفندقية في إسطنبول إن الأيام القليلة الماضية شهدت طلبا كثيفا على حجوزات الفنادق من قبل السياح العرب.

وأوضح حسين لـ"عربي21" أنه يواجه صعوبة في تلبية الطلب المتزايد حاليا للسياح العرب بشأن المبيت وحجوزات الطيران لتصاعد الطلب.

ولفت إلى أن الكثير من الطلبات التي تردهم تأتي من مجموعات سياحية لم تكن تفكر في قضاء العطلة في تركيا لكن مع تغيرات الليرة حدث نوع من التشجيع لاستغلال فرق العملة في قضاء الإجازة هنا.

وأشار حسين إلى أنه وبالمقارنة مع العام الماضي فإن هناك إقبالا بنسبة تزيد عن 60 بالمئة عن العام الماضي في إسطنبول فضلا عن "إقبال أكثر في أنطاليا وبودروم وفتحية وهي مناطق لم يكن السياح العرب يقبلون عليها بكثافة سابقا".

وقال: "من خلال متابعتنا لتقارير السياحة في الصحافة التركية فإن هناك إقبالا كبيرا من قبل السياح الصينيين والكوريين وعموم آسيا على مدينة إسطنبول".

وأضاف: "أمام مناطق مناطق مرمريس وبودروم وأنطاليا فتشهد إقبالا كبيرا على مرافقها من قبل السياح الروس والأوروبيين بشكل عام".

 

فرصة جاذبة

وحول تأثير العقوبات والتراجع الحاد في سعر صرف الليرة على حركة السياحة قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمن الجاموس إن انخفاض أسعار الليرة في حدود مقبولة يكون في صالح البلد في حال كان بلدا تصديريا بالمقام الأول.

ولفت الجاموس لـ"عربي21" إلى أن تنافسية المنتجات التركية تزيد بفعل هذا الأمر في الأسواق العالمية لانخفاض تكلفة الإنتاج ومن الملاحظ أن الأجور لم تتغير فضلا عن تنشيط حركة السياحة القادمة من الخارج باعتبارها قبلة سياحية.

وأوضح أن أجور المواصلات العامة لا تزال مستقرة وخدمات الضيافة كذلك ورسوم دخول المواقع السياحية والتاريخية وغيرها من الخدمات وهذا كله له الأثر الكبير على جذب السائح إلى تركيا.

وأضاف الجاموس: "ما سبق يجذب بالأخص السياح الصينيين والروس خاصة بعد الاتفاقيات التي أبرمت بين هذه البلدان وتركيا علاوة على السياح الخليجيين الذين يستثمرون انخفاض سعر الصرف".

لكن في الوقت ذاته أشار الخبير الاقتصادي إلى أن انخفاض سعر الليرة قد يضعف السياحة الداخلية بسبب انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين بسبب تقاضيهم دخولهم بالعملة المحلية التي تضررت بفعل العقوبات.