سياسة عربية

غضبة شعبية تلوح بالأفق مع اتساع الاحتجاجات بالعراق (شاهد)

جانب من تظاهرات مدينة الكوت في محافظة واسط احتجاجا على تردي الكهرباء- فيسبوك

تصاعدت موجة التظاهرات الشعبية في محافظات وسط وجنوب العراق؛ احتجاجا على سوء الخدمات، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة، التي تجاوزت 52 مئوية في عدد من مناطقها.


واتسعت التظاهرات في البصرة، لتشمل مناطق "القبلة" و"المدينة"، بعدما شهدت منطقة "كرمة علي" مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين في إطلاق نار من قوات الشرطة على المتظاهرين.


وباشر المحتجون في قضاء "المدينة" شمال محافظة البصرة بنصب خيم على الطريق العام، معلنين بذلك البدء باعتصام مفتوح لم يحددوا مدته لحين الاستجابة لمطالبهم. 

 

اقرأ أيضا: الشرطة العراقية تقتل متظاهرا في البصرة وتصيب آخرين (شاهد)

تظاهرات ليلية


وامتدت الاحتجاجات إلى محافظة ميسان جنوب البلاد، حيث احتشد المئات في تظاهرات ليلية، طالبوا خلالها بتحسين الخدمات الأساسية، ومن أبرزها الكهرباء.


وعلى الوتيرة ذاتها، فقد خرجت تظاهرات في مدينة الكوت مركز محافظة واسط، وقطعوا أغلب شوارع المدينة؛ للمطالبة بتحسين خدمات الكهرباء.

 

وخرج المئات من أهالي منطقة سوق الشيوخ في محافظة ذي قار، مساء الأحد،، بتظاهرات احتجاجا على تردي واقع الكهرباء.


وفي محافظة النجف، ردد عشرات المحتجين الغاضبين من أهالي ناحية الحيدرية شعارات تندد بضياع المليارات على ملف الكهرباء وهدرها من دون تطوير الخدمة، مطالبين بإيجاد حلول سريعة مع حلول فصل الصيف.


وشهدت محافظة بابل، خروج تظاهرات في قضاء المحاويل، أمام مبنى المجلس البلدي للقضاء، احتجاجا على تردي الكهرباء، مطالبين فيها الحكومة والجهات المعنية بتحسين واقع الكهرباء المتردي.


وهدد المتظاهرون بالخروج في تظاهرات أوسع، واللجوء إلى خيارات تصعيدية مختلفة، في حال استمرار معاناتهم مع تيار الكهرباء وتدهور الخدمات الأساسية.

 

غضبة شعبية


وتنذر أزمة الكهرباء في العراق بغضبة شعبية كبيرة، لا سيما المحافظات الجنوبية التي أظهرت بيانات محطات دولية صعود درجات الحرارة فيها إلى أكثر من 52 مئوية، وفقا لمراقبين.

 

من جهته قلل النائب في البرلمان المنتهية ولايته، حبيب الطرفي من خطورة تصاعد التظاهرات في عدد من المحافظات الوسطى والجنوبية للبلاد، مؤكد أن من حق المواطن التظاهر وهو حق دستوري.


وقال الطرفي لـ"عربي21" إن "البعض يحاول أن يصطاد في الماء العكر ويجعل من هذه القضية، وكأن الأمور تسير في العراق بشكل سيء، وأن ما حصل من الأجهزة الأمنية كان تصرفا سيئا أدى لمقتل أحد المتظاهرين".


وأضاف القيادي في تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم أن "أطرافا في الداخل والخارج لا يروق لها الوضع السياسي في العراق، يحاول أن يخلط الأوراق، لكن الأمور مسيطر عليها حتى الآن، ونحن مقبلون على وضع جديد وحكومة جديدة".


وعن نقمة المواطنين على فشل الحكومات منذ عام 2003 وحتى الآن في حل أزمة الكهرباء رغم مليارات الدولارات التي صرفت، قال الطرفي إن "كل الذي جاؤوا لهذه المهمة الخطيرة، كانوا ليسوا بالمستوى المطلوب".


وأضاف أن "الفساد كان ممنهجا ومؤسساتيا، لذا على الحكومة الجديدة أن تحل الأزمة وتقلل الفساد، ولكن البعض يحاول أن يؤجج الشارع في هذه المرحلة الحساسة كوننا نمر بمرحلة فراغ سياسي لعدم وجود برلمان، والمواطن يدرك خطورة ذلك". 

 

اقرأ أيضا: حي عراقي يسجل أعلى درجات الحرارة في العالم (صورة)

وتناقلت عدد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو للاحتجاجات الشعبية في محافظات وسط وجنوب العراق.


إلى ذلك، ناشد الاتحاد الوطني الكردستاني، الخميس، رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الكهرباء قاسم الفهدواي، للالتفات لمحافظة كركوك، والتدخل الفوري لحل أزمة الكهرباء.


وقال القيادي في الاتحاد ريبوار طه، في بيان له، إن "كركوك سجلت ضمن المناطق الأعلى درجة حرارة في العالم"، محذرا "الحكومتين المحلية والاتحادية من سخط المواطنين في كركوك، ونزولهم الشارع، وحصول ما لا يحمد عقباه".


وكانت وزارة الكهرباء العراقية قالت إن إيران قطعت نحو ألف ميغاواط من الكهرباء كانت تبيعها إلى العراق، ما أدى إلى تأثر عدد من المدن الجنوبية، خصوصا البصرة والناصرية والعمارة.


ودعت الوزارة العراقيين إلى ترشيد استخدام الطاقة، لكنها تتعرض لانتقادات كبيرة؛ بسبب تطبيقها مشروع "خصخصة الجباية" الذي وعدت بأن يسهم بحل أزمة الكهرباء، حيث إن انقطاعات التيار الكهربائي ما زالت مستمرة.


والأربعاء الماضي، ترأس رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، اجتماعا للجنة الطاقة الوزارية، واتخذ خاله قرار بدعم وتطوير مشاريع الكهرباء ووحدات الإنتاج والتوليد وتوفير الوقود اللازم لمحطات الطاقة الكهربائية، بحسب بيان حكومي.