ملفات وتقارير

كعك العيد.. موروث فلسطيني يجمع العائلات (صور)

كعك العيد يعتبر موروثا فلسطينيا لا يكاد يخلو منه بيت- عربي21

مع قرب عيد الفطر السعيد وفي تقليد سنوي، تجتمع النساء الفلسطينيات في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، لصناعة كعك العيد الذي يعتبر موروثا فلسطينيا لا يكاد يخلو منه بيت فلسطيني.

فرحة كبيرة


وقالت رايقة رضوان "أم باسم" (61 عاما)، إنها "ورثت صناعة كعك العيد عن أجدادها ووالدتها، منذ صغرها، حيث دأبت على المساعدة في صناعة هذه الحلوى".

وأضافت في حديثها لـ"عربي21": "قديما كنا نصنع الكعك ونذهب لخبزه في أفران الحطب خارج البيت، أما اليوم فيتم إنجازه بشكل كامل داخل البيت باستخدام أفران الغاز المنزلية".

ونوهت "أم باسم"، وهي والدة الشهيد يوسف أبو عابد (22 عاما)، والذي ارتقى شهيدا بتاريخ 14 أيلول/سبتمبر 2017، أثر انهيار نفق لكتائب الشهيد عز الدين القسام، إلى أن الأجواء التي كانت ترافق صناعة الكعك قديما، كان يسودها "فرحة كبيرة، بعيدا عن الحروب والقتل والدمار".

وأشارت إلى أنها عندما تبدأ في عمل الكعك، تأتي شقيقاتها وأقاربها من النساء لمساعدتها، مضيفة: "يوم صناعة الكعك، هو يوم تجمع ولمة الحبايب".

وذكرت أنها تقوم بتعليم أقاربها وجيرانها من النساء طريقة صناعة كعك العيد وتشجعهم على البدء في صناعته في منازلهم، موضحة أنها وكما جرت عادة الشعب الفلسطيني، تقوم بإهداء كميات من الكعك إلى الأقارب والجيران، وهو ما يحقق "الود والتكافل الاجتماعي بين الجميع"، وفق قولها.

وحول عادة الشعب الفلسطيني في صناعة كعك العديد، أوضحت هدى فرحان "أم فتوح" (54 عاما)، أن "هذه الأيام المباركة من شهر رمضان، نختمها بصناعة هذا الكعك الذي لا يخلو منه أي بيت فلسطيني؛ حتى لو كانت ظروفه صعبة".

سعادة ومرح


وذكرت في حديثها لـ"عربي21"، أن "كعك العيد عادة تميز الأسرة الفلسطينية التي تجتمع في هذه المناسبة، وهو سمة فلسطينية أصيلة ترافق عيد الفطر"، منوهة إلى أن "النساء يجتمعن في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، في كل يوم ببيت إحدى العائلات لمساعدتهم في صناعة الكعك الذي يتطلب جهدا كبيرا".

ولفتت فرحان، إلى أن الأوقات التي تمضي في عمل الكعك، يسودها أجواء من الفكاهة والسعادة التي تغمر الجميع، والتي تبدأ في بعض الأحيان من بعد صلاة الفجر مباشرة.


وأشارت "أم فتوح"، إلى أن "ضيافة العيد لا تكتمل إلا بوجود الكعك، وعدم وجوده يشعرك بأنه مهما كانت الضيافة المقدمة فإن هناك شيئا ناقصا"، منوهة إلى أن "وجود كعك العيد فقط؛ يمنحك الشعور بأنك قمت بالواجب نحو ضيوفك".

ومن الأمور "الجميلة" التي أشارت إليها المعلمة فرحان، أن صناعة كعك العيد "تتم بمواد وخيرات متوفرة تقريبا في كل بيت فلسطيني ولا تحتاج لكثير من التكاليف".