صحافة دولية

بعد الهجوم على غزة.. إسرائيل تهاجم وسائل الإعلام الدولية

بينت الصحيفة أنه "من الصعب عدم ملاحظة هذه الحملة المنسقة المستهدفة للصحافة"- جيتي

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الاتهامات التي وجهتها إسرائيل لوسائل الإعلام العالمية، على خلفية تغطيتها لما وقع خلال "مسيرة العودة الكبرى" في غزة.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه للرد على الانتقادات الدولية التي وُجهت إليها على خلفية الاستخدام غير المبرر للقوة ضد المتظاهرين الفلسطينيين، أخلت إسرائيل مسؤوليتها وحملتها للصحافيين.


وبينت الصحيفة أنه "من الصعب عدم ملاحظة هذه الحملة المنسقة المستهدفة للصحافة، التي تظهر من خلال سلسلة البيانات الرسمية المفاجئة الصادرة بشأن هذا الموضوع، ولم تكن هذه المرة الأولى التي تقوم فيها إسرائيل بأمر مماثل، فقد استهدفت، على سبيل المثال، الأجهزة الإعلامية الأجنبية خلال حرب صيف 2014 في قطاع غزة".


وذكرت أن "الصحفيين الإسرائيليين لا يسمح لهم بالتنقل إلى الميدان لأسباب أمنية، ويكتفون بالتحدث مع المستوطنين عبر الهاتف فقط لنقل الأخبار، ويعتمدون في معظم الأحيان على محللين ومصادر من داخل الجيش، وتعد هي الأخرى مجرد مراقب بعيد عن واقع الأراضي الفلسطينية".


وأضافت الصحيفة أن "وسائل الإعلام الدولية أرسلت منذ نهاية شهر آذار/ مارس العديد من مراسليها المتواجدين في القدس أو مبعوثيها الخاصين إلى غزة، لتغطية مسيرة العودة الكبرى، وتحركات المتظاهرين".

 

اقرأ أيضا: دعوات إسرائيلية لشطب حق العودة و هدم مخيمات اللاجئين


وتابعت: "كما التحق الكثيرون منهم بجلسات الإحاطة الصحفية التي يُنظمها الجيش الإسرائيلي كل يوم جمعة، بشكل دوري، في الجانب الآخر من الحدود، وتحديدا بالقرب من ناحل عوز، ويتمثل الاتهام المتكرر الذي توجهه السلطات الإسرائيلية للصحافة الدولية في الجهل بالطبيعة الحقيقية للتعبئة الشعبية".


ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إيمانويل نحشون، تغريدة له في موقع "تويتر" بتاريخ 16 أيار/ مايو، كتب فيها: "لقد سقط القناع على ما يسمى بمسيرة العودة الكبرى في غزة، فهي ليست مسيرة شعبية ولا أي أمر شبيه بذلك، وإنما حشد عنيف من إرهابيي حماس يضمرون نوايا قاتلة، فهل سيكون لدى الإعلاميين المحنكين الذين لا ينفكون عن انتقاد إسرائيل القدرة على الاعتذار؟ لن أراهن على ذلك"، بحسب تعبيره.


وأضافت الصحيفة أن الجنرال والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، رونن مانليس، الذي يمتلك منصة حرة في صحيفة "وول ستريت جورنال"، قال ساخرا إن "المتحدثين باسم حركة حماس عمدوا إلى تنظيم عملية دعائية إرهابية، بتمويلات مهمة (..)، وكان الجمهور الحاضر في هذه الحملة مكونا من الإعلام الدولي، كما قدمت حركة حماس لجميع الأشخاص الذين يحملون معهم كاميرا فيديو إقامات مريحة وخدمة واي فاي مجانية".


وبيَنت الصحيفة أن "رونن مانليس ذهب إلى أبعد من ذلك، حين اتهم الصحفيين بالتواطؤ، فقد أورد أن بعض وسائل الإعلام قد ساعدت حماس من خلال نشر أكاذيب هذه الحركة، بدلا من نقل الوقائع".

 

اقرأ أيضا: مراسل "MEMO": إسرائيل استهدفتني لأنها لا تريد كشف وحشيتها


وأشارت إلى أن "جوناثان كونريكس، متحدث آخر باسم الجيش، قد عبر عن هذه الحقيقة بطريقة مختلفة، خلال مقابلة له مع ممثلي الاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية، وأوضح هذا المحور المعتاد للصحفيين الأجانب في إسرائيل أن الفلسطينيين قد أبعدوا الدولة اليهودية من مجال الاتصال، نظرا لسعي حماس الحصول على أكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى".


ونوهت الصحيفة إلى أن "سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، ديفيد فريدمان، كان من بين الشخصيات غير المتوقعة التي شاركت في هذا الهجوم الذي شنته السلطات الإسرائيلية ضد الصحفيين".


وباعتباره أحد مؤيدي الاستيطان في الضفة الغربية منذ فترة طويلة، ترأس فريدمان جمعية "الأصدقاء الأمريكيين لمؤسسات بيت إيل"، التي سُميت على اسم مستعمرة تقع على الحدود الشرقية لرام الله، ومنذ أن عينه دونالد ترامب سفيرا قبل سنة، كان فريدمان، المقرب من التوجه اليميني ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يظهر في صورة المحامي الغيور على إسرائيل خلال النقاشات العامة، بحسب الصحيفة.