ملفات وتقارير

انتخابات لبنان.. هيمنة للثنائي الشيعي والمستقبل يتقهقر

أنصار حزب الله نزلوا إلى الشوارع احتفالا بفوز مرشحيهم في الانتخابات البرلمانية- الوكالة الوطنية للإعلام

انتهت المعركة الانتخابية في لبنان وبدت معالم البرلمان الجديد واضحة لجهة أحجام القوى لاسيما  الرئيسية منها وسط ازدحام التكهنات عن الاصطفافات الجديدة التي سيفرزها البرلمان الجديد، وفق النتائج الأولية غير الرسمية.


ويبدو أن الثنائي الشيعي حزب الله وأمل هما الرابحان الأهم في الانتخابات بفوزهما بـ26 قعدا شيعيا من أصل 28 مخصصة للطائفة الشيعية في المناطق كافة، يضاف إليهم الفائزون من الطوائف الأخرى على لوائحهم أو المؤيدون لما يعرف بـ"خيار المقاومة" من القوى التي أحدثت خروقات في مناطق عدة، حيث من المتوقع أن يبلغ عدد النواب المؤيدين لخيار الثنائي 56 نائبا على الأقل بمعزل عن الحليف المسيحي التيار الوطني الحر.


في المقابل، بدا تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري الخاسر الأكبر في الانتخابات حيث تعرض لضربة موجعة في معقله ببيروت بدائرتها الثانية بعد فوز لائحة وحدة بيروت المكونة من الثنائي الشيعي والأحباش بأربعة مقاعد وفوز رئيس حزب الحوار فؤاد مخزومي بمقعد سني على حساب الحريري ليخسر الأخير مقعدين سنيين على اللائحة التي يترأسها في بيروت.


"تراجع المستقبل"

 
وأفادت مصادر من تيار المستقبل لـ"عربي21" بأن "ضعف نسبة المقترعين هي التي دفعت إلى هذا الاختراق الكبير الذي كان مفاجئا بنسبته وليس لجهة حصوله كما روج البعض"، مشددا على أن "الرئيس الحريري سيخوض مرحلة قراءة للنتائج وسيحدد بعدها خياراته بشكل واضح وذلك خلال الأيام المقبلة".


وكانت "عربي21" أشارت في تقرير سابق نقلا عن القيادي والمرشح عن تيار المستقبل غازي يوسف توقع التيار اختراق لائحته في بيروت الثانية بثلاثة مقاعد، غير أن التوقعات تجاوزت الحد إلى مقعدين إضافيين.


وفي طرابلس شمال البلاد، لم يستطع المستقبل أيضا فرض هيمنته على "دائرة طرابلس المنية والضنية" مكتفيا بخمسة مقاعد، فيما فاز رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بأربعة مقاعد، وثلاثة مقاعد لفيصل كرامي المقرب من حزب الله.


وتلقى المنشق عن تيار المستقبل اللواء أشرف ريفي هزيمة قاسية بخسارة لائحته بالكامل، واستطاع المستقبل حسم دائرة عكار بستة مقاعد.


وفاز تيار المستقبل بمقاعد متفرقة في زحلة والبقاع الغربي وبعلبك الهرمل وجزين، حيث تمكنت عمة سعد الحريري بهية من الفوز بمقعد سني، وذهب المقعد الآخر المخصص للدائرة إلى رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد المقرب من حزب الله.


تكتل في البرلمان


ورغم تراجع حضور المستقبل الملحوظ في البرلمان الجديد، إلا أنه بقي تكتلا كبيرا من 20 نائبا بعد أن كان في البرلمان المنتهية ولايته 30 نائبا، ليدور الحديث عن خيارات المستقبل المقبلة وتحالفاته التي يبدو أنها ستترسخ مع التيار الوطني الحر الذي خسر هو الآخر مقاعد مسيحية مؤثرة في دائرة المتن لصالح حزب الكتائب والقوات والمستقل ميشال المر وأيضا لصالح تيار المردة بزعامة سليمان فرنجية الذي فاز بأربعة مقاعد من خلال لائحة ترأسها نجله طوني.


وحقق حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع مفاجأة لافتة، بتحقيق قفزة مهمة في هذه الانتخابات من 8 نواب في البرلمان السابق إلى 15 نائبا في البرلمان الجديد.


الدروز والمجتمع المدني

 
درزيا، تمكن تيمور نجل زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من اكتساح دائرة عالية والشوف بـ10 نواب، فيما حقق طلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني المقرب من حزب الله مقعدا واحدا إلى جانب مقعد لحليفه التيار الوطني الحر الموجود على لائحته.


أما رئيس "تيار التوحيد العربي" وئام وهاب فقد تلقى صفعة موجعة بسقوط لائحته بالكامل، رغم دعمها الضمني من قبل حزب الله، خلافا لما روج له إعلاميا منذ أشهر بأنه قادر على كسر هيمنة القرار الدرزي.


على صعيد المستقلين، فازت مرشحتان عن المجتمع المدني الرافض لهيمنة الأحزاب بمقعدين من خلال الإعلامية بولا يعقوبيان وجمانة حداد في دائرة بيروت الثانية.


وبحسب آراء متطابقة من مراقبين، فإن الأسابيع المقبلة ستكون فترة لامتصاص صدمات النتائج وترتيب الأوراق قبل الولوج في استحقاقات أهمها انتخاب رئيس لمجلس النواب ونائب له وهيئة مكتب للمجلس، ومن ثم الدخول في "متاهة" تسمية رئيس الحكومة وعقبات تشكيلها وسط مطالبات الكتل بحصص وازنة لها تؤمن لها حضورا قويا في المشهد السياسي المقبل.