مقابلات

سفير تركيا بعمّان: لن نتحمّل أي أعمال إرهابية قرب حدودنا

أكد السفير على أن "تركيا لن تقبل بوجود أي أعمال إرهابية بالقرب من حدودها" - عربي21

نحاور الأمريكيين وحلفاءهم حول منبج و نحاور الروس حول تل رفعت.

 

مستعدون للعمل مع المنظمات الكردية السورية غير المرتبطة بالإرهاب.

 

أخبرنا الأمريكيين لا تعملوا على تحييد منظمة إرهابية بدعم منظمة إرهابية أخرى.

 

الرئيس أردوغان يراقب التطورات المرتبطة بالهجوم الكيماوي عن كثب.

 

قرار تجميد اتفاقية التجارة الحرة بين الأردن وتركيا كان مخيبا للآمال، كنا لا نتمنى أن نواجه هذه المفاجأة وكان قرارا متسرعا.

 

رغم غياب التوازن التجاري نرى أن الاتفاقية كانت تساعد الأردن.

 

ملتزمون بدعم الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.
 

كشف السفير التركي في عمان، مراد كاراغوز، في حديث خاص لـ"عربي21" عن أن تركيا تتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها حول الوضع في مدينة منبج السورية، التي تتواجد فيها قوات سوريا الديمقراطية والتي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، إلى جانب النقاش مع الجانب الروسي حول مدينة تل رفعت الواقعة في الشمال السوري.
 
وأكد السفير على أن "تركيا لن تقبل بوجود أي أعمال إرهابية بالقرب من حدودها"، مشددا بالوقت ذاته أن "قتال تركيا ضد المنظمات الكردية الإرهابية (PYD/YPG) وهي فرع من الـ(PKK)، يأتي كون؛ هذه المنظمات الأكثر دموية في العالم، ولمسؤوليتها عن مقتل أكثر من أربعين ألف مواطن تركي ومن بينهم مواطنين من أصول كردية، إلى جانب اضطهاد الناس وتجنيد الأطفال، ومحاولة تغيير الواقع الديمغرافي للمنطقة، وتتواجد هذه المنظمات بالقرب من حدودنا بمسميات مختلفة مثل (PYD/YPG) في سوريا".
  
معربا أن "قتال تركيا لهذه المنظمات، ليس عبارة عن قتال الأتراك ضد الأكراد، إذ أعلنت تركيا استعدادها للعمل مع المنظمات الكردية التي لا ترتبط بالإرهاب، ودعمت هذا الأمر في مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انعقد بمدينة سوتشي".
 
وحول وجود جدول زمني لبقاء القوات التركية في عفرين، قال السفير: "سنبقى هناك مادامت الحاجة موجودة لذلك، من أجل تحقيق العملية لأهدافها وهي: محاربة الإرهاب، وإخلاء المنطقة من الإرهاب وتأمين حدودنا، ففي عام 2017 شنت هذه المنظمات أكثر من 700 هجوم إرهابي، استهدف المدنيين الأتراك والسوريين، ومراكزنا الحدودية، وتسببت بسقوط العديد من الضحايا، والكثير من الخسائر المادية، ومن هنا قمنا بإطلاق عملية غصن الزيتون التي استطاعت خلال 58 يوما من العملية بفضل القوات التركية من الوصول إلى مدينة عفرين، وكانت عملية ناجحة جدا، شددنا منذ بدايتها على تجنب وقوع الإصابات بين المدنيين، وتمثل نجاحنا الأعظم بعدم تهجير المدنيين، وتدمير المدينة، على عكس ما حدث في الرقة".
 
وأضاف السفير التركي، أن "عملية غصن الزيتون، دخلت المرحلة الثانية بعد تحرير المدينة من المنظمات الإرهابية، وتتمثل هذه المرحلة بـ" ضمان الأمن، وإرساء الاستقرار، إذ تملك تركيا نموذجا طبقته قبل عام في منطقة جرابلس السورية عندما قاتلت من خلال قوات درع الفرات تنظيم داعش الإرهابي، وحررت 2000 كيلومتر مربع، وقتلت أكثر من 3 آلاف مسلح داعشي".
 
وحول موقف تركيا من دعم، المنظمات الكردية "الإرهابية" لمحاربة تنظيم داعش، قال السفير: "قررت الولايات المتحدة، التي نمتلك تحالفا استراتيجيا معها، محاربة داعش عبر التعاون مع الـ(PKK) و (PYD) وليس معنا أو مع الجيش الحر، لذلك زودت الولايات المتحدة الأمريكية المنظمات الإرهابية بالأسلحة الثقيلة، ونحن قلنا للأمريكيين هذه ليست الطريقة الصحيحة، فأنت لا تعمل على تحييد منظمة إرهابية باللجوء إلى منظمة إرهابية أخرى، حيث استخدمت هذه المنظمات الإرهابية الأسلحة والذخائر الأمريكية ضدنا وهذا أمر غير مقبول".
 
وحول توقيت عقد القمة الثلاثية (التركية، الروسية، الإيرانية)، في أنقرة، قال السفير كاراغوز، إنها تأتي "انعكاسا لمؤتمر أستانا، الذي حقق نتائج ملموسة من أبرزها التشاور حول وقف إطلاق النار، والعمل على ملفات نقل المفقودين، واللاجئين، ثم التقى القادة الثلاثة مجددا في سوتشي، وناقشوا الوضع في سوريا، وجددوا التزامهم حيال سوريا ودعمهم لتدفق المساعدات الإنسانية، وأن مستقبل سوريا يقرره شعبها لا أي طرف آخر، ومن هذا المنظور جاءت القمة الثلاثية وخاصة في ظل المتغيرات المتسارعة في سوريا، وبشكل محدد الهجوم الكيماوي في دوما، ونحن نتابع الوضع عن كثب والرئيس أردوغان على تواصل مستمر مع القادة بما في ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويلتزم القادة بأن لا حل عسكري في سوريا، وأن الحل يجب أن يكون سياسيا. في النتيجة لا نود أن يكون الشعب السوري تحت أي اضطهاد و يجب أن يحاسب النظام على كل ما فعله". 
 
في الشأن الأردني
أما في الشأن الأردني، قال السفير إن "تركيا تفاجأت بتعليق السلطات الأردنية العمل باتفاقية التجارة الحرة بين البلدين"، واصفا القرار بـ"المتسرع، وغير الجيد". 

وبين السفير أن "اتفاقية التجارة الحرة (STA) هي حجر الأساس لعلاقتنا الاقتصادية مع الأردن، اذ تفاوضنا مع الأردن حولها لمدة 5 سنوات. قمنا بتوقيع وتطبيق الاتفاقية. كان قرار الحكومة الأردنية مخيبا للآمال ومتسرعا. كنا لا نتمنى أن نواجه هذه المفاجأة ولم يخبرونا حول أسباب هذا القرار، لكن نحن ندرك مخاوف الاقتصاد الأردني، والمملكة ترغب في ميزان تجاري متوازن، وهذا الأمر نتفهمه بشكل جيد، اذ تريد المملكة استثمارات تركية أكبر، وتحتاج المملكة مساعدة تقنية أكبر، وهذه المؤشرات التي نعمل عليها، ونحن نؤمن بوجود النوايا الصادقة والتفكير برفاهية الناس في البلدين، ويمكن إنجاز هذه الأمور".
 
يتابع السفير "بعض وسائل الإعلام صورت اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا أنها السبب الوحيد لمشاكل الاقتصاد الأردني، وهذا غير صحيح. الاقتصاد الأردني يعاني من مشاكل تقنية، ونحن مستعدون للمساعدة لتجاوز مثل هذه المشاكل. نتفهم مشكلات الاقتصاد الأردني، ونؤمن أنه يمكننا أن نتغلب على الصعوبات ونحافظ على الاتفاقية من خلال الاستمرار بالمباحثات الفنية والتقدم بمطالب معقولة. رغم غياب التوازن التجاري، نرى أن الاتفاقية كانت تساعد الأردن. ونجد أن الرأي العام الأردني منقسم حول تجميد العمل بالاتفاقية، بما في ذلك البرلمان الأردني".
 
وحول وجود ضغوطات سياسية قد تقف وراء إلغاء الاتفاقية، أكد السفير أن "الاتفاقية لم تلغ، إنما تم تجميد العمل بها، وستستمر المحادثات بين الطرفين حول إعادة تفعيلها"، قائلا: "لا أعرف إذا كان هناك أسباب سياسية وراء تجميد الاتفاقية، لكن السلطات الأردنية، نفت ذلك".
  
وشدد السفير على "استمرار دعم تركيا للموقف الأردني من القدس، وتحديدا الوصاية الهاشمية على المقدسات، قائلا: "نحن ندعم ونساند، وهذا التزام واضح من تركيا تجاه المملكة الهاشمية الأردنية وحمايتها للمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وهذا ظهر واضحا في محادثاتنا مع الجانب الأردني، وفي بيان القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في اسطنبول السنة الماضية. ودعمنا واضح وضوح الشمس في هذا المجال. ولا يوجد خلاف على الوصاية الأردنية على المقدسات كما يحاول البعض الترويج له، ولا يعني هذا أن تركيا والشعب التركي غير مهتمين بالقدس في التراث المشترك للأمة الاسلامية بأكملها".
 
وختم السفير بالتشديد على متانة العلاقة بين الملك عبد الله الثاني والرئيس التركي طيب رجب أردوغان، مؤكدا أن "الزعيمان يملكان التزاما سياسيا رائعا تجاه بعضهما البعض، وتعاونا وثيقا سواء من خلال لقاءاتهم أو تحدثهم لبعضهم البعض عبر الهاتف".