ملفات وتقارير

"قمة الدمام".. ملفات خلافية ساخنة وتوقعات بمفاجآت

أمانة القمة لم تعلن عن أسماء القادة الذين أكدوا حضورهم والآخرين الذين اعتذروا عنها- أرشيفية

ملفات عديدة معظمها صادم سوف تناقشها القمة العربية المقبلة التي سيتجري في المملكة العربية السعودية بالنصف الثاني من نيسان/ أبريل الجاري.


القمة التي بدأت بمشاكل حول مكان انعقادها من أبو ظبي إلى الرياض ثم استقرت في الدمام لم تعلن الأمانة العامة للجامعة العربية عن جدولها وأبرز القضايا التي سيتم وضعها داخل ملفات القادة والزعماء العرب حتى الآن، كما أنها لم تعلن عن أسماء القادة الذين أكدوا حضورهم والآخرين الذين اعتذروا عنها.


مصادر داخل أمانة الجامعة العربية بالقاهرة كشفت لـ "عربي 21" عن السبب الذي دفع الإمارات إلى الاعتذار عن استضافة القمة، بأنه جاء بناء على توصية من الكويت ومصر، بعد أن أصبحت الإمارات طرفا في مشاكل العديد من الدول وهو ما سيؤدي لفشلها لانخفاض نسبة المشاركة بها.


وحول جدول الأعمال الذي سيتم مناقشته، أكدت المصادر أن هناك عدة ملفات ستكون محل النقاش داخل الجلسات المغلقة أبرزها إنهاء المقاطعة مع النظام السوري في ظل الوساطة المصرية والمغربية والأردنية لتوجيه الدعوة للرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة التي ظلت ممنوعة على حكومته منذ 2011.


وتضيف المصادر أن صفقة القرن ستكون ملفا حاضرا في المناقشات، باعتبار السعودية طرفا أساسيا فيها، وأنها تريد تمريره تحت مسمى إعادة إحياء مبادرة السلام العربية التي سبق وأن طرحتها السعودية وتبنتها الجامعة العربية في قمة بيروت 2002، مشيرة إلى أن عدم استجابة السعودية لدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعقد قمة طارئة حول ما يتعرض له الفلسطينيون في مظاهرات إحياء ذكرى العودة، يؤكد أن المملكة ومحورها العربي لديهم مشاعر باردة في تعاطيهم مع الحقوق الفلسطينية.


وطبقا للمصادر الدبلوماسية العربية فمن المتوقع أن تشهد القمة عدة مصالحات بين حكومات وأنظمة عربية كانت على خلافات فيما بينها، كالمصالحة بين السودان وحكومة الوفاق الليبي التي اتهمتها الخرطوم بدعم متمردي دارفور، والمصالحة الأبرز ستكون بين السعودية وسوريا، وربما مصالحة خليجية مع قطر.


من جانبه أكد الوكيل السابق للجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري د. محمد جمال حشمت لـ "عربي21" أن القمم العربية رغم أنها تحصيل حاصل، إلا أن القمة المقبلة لها خصوصية في ظل إعادة ترتيب المنطقة العربية داخليا وإقليميا.


وأضاف حشمت أن الملف الإيراني سيحتل مرتبة متقدمة في المناقشات خاصة من جانب السعودية التي بات النفوذ الإيراني يمثل لها تهديدا كبيرا، وبالتالي سوف تحاول الرياض استغلال القمة للضغط على الدول التي لها علاقات ممتدة مع طهران من أجل اتخاذ مواقف عكسية لصالح السعودية.


وأوضح حشمت أن ملف الأمن المائي في البحر الأحمر سيكون حاضرا، بعد انتشار القواعد العسكرية التركية والإيرانية والإسرائيلية والروسية على طول الساحل مما أصبح يمثل تهديدا لدول الخليج تحديدا.


وفيما يتعلق بصفقة القرن، أكد حشمت أن الأحداث الأخيرة التي قام بها الشعب الفلسطيني خلال إحياء ذكرى العودة مثلت صدمة كبيرة للدول الداعمة للصفقة، حيث أكد الشعب الفلسطيني بفاعلياته على الحدود مع أراضيه المحتلة أنه لن يقبل بغير أرضه مهما كانت الضغوط عليه.


شهادة وفاة

 
ويضيف الباحث في الشؤون العربية أحمد الجيزوي لـ"عربي 21" أن القادة العرب يريدون أن يكتبوا في قمتهم المقبلة شهادة الوفاة للربيع العربي، مستدلا على ذلك بقرار تأجيل القمة من آذار إلى نيسان بسبب الانتخابات المصرية، وهو تأجيل له دلالة خاصة وأن نتيجة الانتخابات كانت محسومة لصالح رئيس الإنقلاب عبد الفتاح السيسي.


ويشير الجيزاوي إلى الضغوط المصرية والأردنية لدعوة الرئيس السوري بشار الأسد للقمة، وأنه لو صحت المعلومات التي نشرتها العديد من وسائل الإعلام المصرية بأن السيسي دعا بشار لزيارة القاهرة والذهاب معه على طائرته للسعودية من أجل المشاركة في أعمال القمة، فإنه تأكيد بأن هذه القمة تريد كتابة شهادة الوفاة للربيع العربي.


واستبعد الجيزاوي استغلال القمة لتفعيل المقاطعة مع قطر، خاصة وأن دولا مؤثرة رفضت المشاركة في المقاطعة الخليجية المصرية لقطر، مثل المغرب وتونس والجزائر والسودان واليمن والأردن ولبنان والعراق، بالإضافة إلى أن الحصار لم يحقق نجاحا حتى يتم توسعته.


وتوقع الجيزاوي أن يتم العكس في الملف القطري بعد الوساطة الأمريكية التي بدأت مؤخرا، وبالتالي يمكن أن تطرح الدول التي ليس لها خلاف بين الطرفين دعوى للمصالحة خلال أعمال القمة ويتم قبولها من دول الحصار باعتباره مخرجا لهم بعد فشل الحصار الذي فرضوه منذ ما يقرب من عام، موضحا أنه ربما كانت دعوة السعودية لأمير قطر لحضور القمة، وإعلان الدوحة قبولها، مع توقعات بأن يرأس الأمير تميم وفد بلاده تصب في هذا الإطار.