صحافة دولية

معتقل بسجون السيسي يروي لـ"سكاي نيوز" تجربته المروعة

حلاوة: لن أنسى صور التعذيب في سجون السيسي- أرشيفية

نشر موقع قناة "سكاي نيوز" تقريرا للمحرر السياسي دومينيك واغورن، يقول فيه إن السجين المصري الإيرلندي السابق إبراهيم حلاوة تذكر التجربة المروعة له في السجون المصرية.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن حلاوة كان عمره 17 عاما عندما اعتقل بسبب مشاركته في تظاهرة سلمية ضد الانقلاب العسكري، حيث جعله التعذيب والضرب شاهدا على التعذيب المروع الذي مورس ضد الآخرين، لافتا إلى أنه اعتقل لمدة أربعة أعوام في "غولاغ" الجيش المصري والسجون المدنية، وكان واحدا من القلائل الذين ظهروا بشجاعتهم لرواية قصتهم. 

وتحدث حلاوة إلى "سكاي نيوز" عن صورة مروعة، وناشد الحكومة البريطانية بإعادة النظر في دعمها للحكومة المصرية.

 

ويذكر واغورن أن هناك أكثر من 60 ألف سجين ممن تم اعتقالهم وسجنهم على يد الحكومة العسكرية في مصر يقبعون في السجن، وكان إبراهيم من أوائل الذين تم اعتقالهم على يد الجنود الذين قمعوا التظاهرات السلمية التي احتجت على الإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي

 

ويلفت الموقع إلى أنه يعتقد أن هناك حوالي 1600 شخص تم قتلهم في شوارع القاهرة في عام 2013، فيما اعتقل الآلاف، مشيرا إلى أن حلاوة تذكر بعد أكثر من أربعة أعوام اللحظة التي وصل فيها هو وبقية المعتقلين إلى السجن لأول مرة. 

 

وينقل التقرير عن حلاوة، قوله: "فتحت الأبواب الكبيرة في اللحظة التي نزلنا فيها من العربات العسكرية، وكانوا يعدون السجناء بالعصي، القضبان الكبيرة، وكانوا يضربونك وأنت تدخل السجن"، ويضيف حلاوة: "بعدها تشاهد صفا كبيرا من الجنود، كل واحد منهم يحمل سلاحه -بعضهم يحمل سوطا فيما يملك الآخرون بندقية- وأي شيء يمكنهم الحصول عليه، ويصرخون عليك بالركض مثل الدجاج، وعليك الركض". 

 

ويفيد الكاتب بأنه تم اعتقال حلاوة لمدة أربعة أعوام وشهرين، تنقل خلالها ما بين تسعة سجون، وكانت الزنازين مزدحمة وقذرة، وتعيش فيها الحشرات والقمل، ويشترك 65 شخصا في حمام واحد، لافتا إلى أن السجناء تعرضوا بشكل يومي للتعذيب، وسمعوا وشاهدوا عمليات الضرب وعمليات لواط بالمساجين. 

 

وقال حلاوة للموقع: "كان هناك أشخاص أمامي يخرج الدم وقطع من اللحم منهم، كانت صورا رهيبة، وكانوا يمسكون عصا ويغرزونها في الخلف، في مؤخرة المعتقل"، ويضيف حلاوة: "ستعيش هذه الصور كلها حتى هذا اليوم، وبالطبع فأنا شاب، وستظل هذه الصور معي ولن تختفي، ولن يقوم شخص بمحوها من خيالي". 

 

وينوه الموقع إلى أنه لا يزال هناك الآلاف من المعتقلين المدنيين في السجون، جرمهم الوحيد هو انتقاد الحكومة، أو الاحتجاج ضدها، وهم من مجالات الحياة كلها.

 

ويورد التقرير نقلا عن حلاوة، قوله: "كنت أفضل وصف السجن بأنه مصر الصغيرة؛ لأن هناك مزارعين وأطباء ومحامين، وكان هناك من قطاعات المجتمع اعتقلوا على ذمة القضية ذاتها"، ويضيف: "بعد ذلك كانت هناك معارضة أكثر في مصر، ما جعل السجن أكثر تنوعا، حيث صاروا يعتقلون أي شخص، وهكذا يتصرف الديكتاتور، فهو يدير البلد بالقوة، وعندما يصدر أوامر فإنه لا يسمع إلا صدى صوته". 

 

ويبين واغورن أن المصريين صوتوا هذا الأسبوع في انتخابات تعد "مهزلة"، حيث جرت وسط غياب المنافسة الحقيقية للسيسي، بعدما أزال كل منافس له. 

 

وينقل الموقع عن ديفيد ميفام من منظمة "هيومان رايتس ووتش"، قوله لـ"سكاي نيوز"، إن على بريطانيا عمل المزيد لشجب هذه الانتخابات "المهزلة"، وأضاف: "الانتخابات ليست غير نزيهة فقط، لكنها بصراحة مهزلة أيضا.. نحن أمام انتخابات تم فيها منع خمسة أو ستة منافسين كانوا يريدون المشاركة فيها، والشخص الوحيد الذي يتحدى السيسي كان قبل أيام من ترشيحه نفسه من الداعمين للرئيس، ولا توجد ظروف لانتخابات حرة ونزيهة، بل هناك قمع وانتهاكات لحقوق الإنسان وتصفية المجتمع المدني وسجن الصحافيين". 

 

وبحسب التقرير، فإن حلاوة يوافق على هذا الرأي قائلا: "لا أعتبرها انتخابات.. الرئيس السيسي هو الديكتاتور الوحيد الذي لا يريد أن يسمع بالمعارضة، وهي مهزلة، والجميع يعرف النتيجة، وبالطبع سيفوز لأنه ديكتاتور جاء من خلال انقلاب".

 

ويشير الكاتب إلى أن الحكومة البريطانية اختارت دعم حكومة السيسي، ووافقت على صفقات سلاح، ودعت الرئيس المصري إلى لندن، لافتا إلى أنه مع تدهور أوضاع حقوق الإنسان في مصر فإن الحكومة البريطانية تتعرض لضغوط.

 

وقالت وزارة الخارجية في بيان لـ"سكاي نيوز": "نحن قلقون بشأن التقارير المتعلقة بالتعذيب وإساءة المعاملة في السجون المصرية، ونعمل على طرح موضوع حقوق الإنسان بشكل منتظم مع السلطات المصرية". 

ويختم "سكاي نيوز" تقريره بالإشارة إلى قول البيان: "تتعامل الحكومة المصرية مع صفقات بيع السلاح بمسؤولية وجدية، وهي تدير نظاما في بيع السلاح من أكثر الأنظمة صرامة في العالم، ونقوم بفحص كل طلب بناء على شروط منح رخص بيع السلاح والتزاماتنا مع الاتحاد الأوروبي والالتزامات الدولية".