سياسة عربية

المعارضة تتبادل الاتهامات بعد هزيمة الغوطة.. والنظام "سعيد"

خلافات المعارضة قسّمت الغوطة الشرقية إلى ثلاثة جيوب مكنت النظام من التقدم بسرعة- أرشيفية

تبادلت فصائل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية الاتهامات بشأن المسؤولية عن الهزيمة التي منيت بها، في تأكيد للانقسامات التي عانت منها منذ اندلاع الثورة السورية ضد بشار الأسد.

ويعد من أسباب هزيمة المعارضة في الغوطة بعد صمودها منذ 2013 رغم الحصار الشديد، التناحر بين الفصائل، لا سيما بين أكبر فصيلين في ريف دمشق، فيلق الرحمن وجيش الإسلام. 

إذ أدى التناحر وعدم الرغبة بالتوحد إلى تقسيم الغوطة إلى أكثر من جيب فعليا منذ 2016، وأثار الأمر خلافات واشتباكات ساعدت على تقدم قوات النظام السوري.

ومنذ 18 شباط/ فبراير، شن جيش النظام السوري، بدعم من ضربات جوية روسية، أحد أعنف هجماته منذ بداية الأزمة للسيطرة على الغوطة الشرقية، وقتل أكثر من 1600 شخص أغلبهم أطفال ونساء.

ورغم التقدم الميداني الكبير الذي حظي به النظام السوري طوال الشهر الماضي، إلا أن الفصيلين استمرا في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام في وقت متأخر من مساء الأحد، في تبادل الاتهامات بتسريع تقدم قوات النظام.

وقال المتحدث العسكري باسم جيش الإسلام في حديث لقناة الحدث التلفزيونية، إن فيلق الرحمن رفض اقتراحا بتنسيق دفاع مشترك عن الغوطة، واتهمه بقطع إمدادات المياه المطلوبة لملء خنادق دفاعية.

اقرأ أيضا: مفاجأة.. قيادي بارز بفيلق الرحمن "عميل" للنظام (شاهد)


وقال المتحدث حمزة بيرقدار: "جففت هذه الخنادق، ما دفع النظام إلى إسراع التقدم".

أما المتحدث باسم فيلق الرحمن، فقال للقناة التلفزيونية ذاتها، إن دفاع جيش الإسلام عن الجيب الذي يسيطر عليه "كان ضعيفا".

أما المتحدث باسم فيلق الإسلام، وائل علوان، فقال إن "فيلق الرحمن طعن من الظهر، فقد أتى من الجبهات التي من المفترض أن يرابط عليها جيش الإسلام".

النظام سعيد بتشتت المعارضة

وأبدى النظام سعادته لتناحر الفصائل، إذ قال مسؤول من النظام السوري، إن "التناحر بين الجماعات الإرهابية -وفق وصفه- في الغوطة الشرقية كان من العوامل التي ساعدت الجيش على تحقيق ما حققه في قترة زمنية قصيرة".

وبعد الهزيمة المدوية للمعارضة في الغوطة الشرقية، بدأ آلاف من مقاتلي فيلق الرحمن مغادرة منطقتهم مع أسرهم، في انسحاب جرى التفاوض عليه، متوجهين إلى أراض في شمال سوريا.

وقال جيش الإسلام إنه مرابط في منطقته في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، ولكنه يسعى إلى التفاوض من أجل وقف تقدم النظام إلى دوما. 

وتوجه المعارضون الذين غادروا الغوطة الشرقية حتى الآن إلى إدلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة على الحدود مع تركيا. وشهدت إدلب كذلك اقتتالا بين الفصائل.

وينظر لحالة التشتت التي تعاني منها المعارضة المسلحة المناهضة للأسد على أنها من نقاط ضعفها الحاسمة منذ بداية الصراع في 2011 .

كما أن الدعم العسكري الروسي والإيراني للأسد فاق بكثير أي دعم حصلت عليها الجماعات المعارضة من دول أجنبية.

وما زالت المعارضة السورية تسيطر على قطعة من الأراضي على الحدود مع الأردن، وجيوب صغيرة قرب دمشق وحمص وحماة، بالإضافة إلى معقلها في شمال غرب البلاد.