سياسة عربية

مقاتلو المعارضة يواصلون مغادرة الغوطة ومفاوضات حول دوما

فصيل فليق الرحمن اتفق مع روسيا على مغادرة مقاتليه مدنا في الغوطة إلى إدلب- جيتي

بدأ نحو ألفي مقاتل ومدني الأحد بالخروج من جنوب الغوطة الشرقية لليوم الثاني على التوالي في طريقهم إلى شمال غرب سوريا، بموجب اتفاق إجلاء مع روسيا، ما من شأنه أن يحكم سيطرة قوات النظام على آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق.


ومساء السبت، خرجت أول دفعة من المقاتلين والمدنيين من مدينة عربين ضمن قافلة تضم 17 حافلة تحمل نحو ألف شخص وفقا لوكالة الأنباء التابعة للنظام، على أن يستكمل الأحد خروج أعداد أخرى.

 

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية الأحد إن مقاتلين  من مدينة عربين "يستعدون لموجة إجلاء ثانية حيث حزم العشرات منهم إضافة لمدنيين صباح الاحد امتعتهم في مدينة عربين، بانتظار وصول الحافلات التي ستقلهم الى محافظة إدلب".

 

وأضافت الوكالة: "من المقرر إجلاء سبعة آلاف شخص من هذه المنطقة وخاصة من بلدتي زملكا وعربين وحي جوبر، ما قد يستغرق عدة أيام".

 

وتوصلت روسيا تباعا مع فصيلي حركة أحرار الشام في مدينة حرستا وفيلق الرحمن في جنوب الغوطة الشرقية، إلى اتفاقي إجلاء للمقاتلين والمدنيين إلى منطقة ادلب (شمال غرب)، تم تنفيذ الأول ويستكمل تنفيذ الثاني الأحد، فيما لا تزال المفاوضات مستمرة بشأن مدينة دوما، معقل جيش الإسلام.

وينص الاتفاق بين روسيا وفيق الرحمن على إجلاء "نحو سبعة آلاف شخص من المسلحين وعائلاتهم من زملكا وعربين وعين ترما"، فضلا عن أجزاء من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها.


وبخروج المقاتلين وعائلاتهم من هذه المناطق تبقى مدينة دوما آخر مدن الغوطة الخاضعة لسيطرة المعارضة وتحديدا فصيل "جيش الإسلام"، فيما تتحدث تقارير عن وجود مفاوضات مع روسيا بشأنها.

 

وأوردت وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري "سانا" أن "26 حافلة على متنها 1807 من المسلحين وعائلاتهم" كانت تستعد للخروج من الغوطة الشرقية.

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأحد، أن "خروج المدنيين من مدن وبلدات الغوطة الشرقية قرب دمشق لا يزال متواصلا من خلال المعابر الإنسانية"، مشيرة إلى أن عدد المدنيين الذين غادروا الغوطة منذ "بدء الهدنة الإنسانية" بلغ أكثر من مئة ألف شخص.

 

وتتعرض الغوطة الشرقية منذ 18 شباط/ فبراير الماضي لحملة عسكرية عنيفة، تمكنت خلالها قوات النظام من تضييق الخناق وبشكل تدريجي على الفصائل وتقسيم مناطق سيطرتها إلى ثلاثة جيوب منفصلة، ما دفع بمقاتلي المعارضة الى القبول بالتفاوض.


وخلال شهر من العمليات العسكرية، قتل خلال أكثر من شهر من الهجوم أكثر من 1630 مدنيا، بينهم نحو 330 طفلا على الاقل.


وتخضع الحافلات قبل انطلاقها من حرستا لعملية تفتيش قبل أن يستقل جندي روسي كل حافلة لمرافقتها حتى بلوغ وجهتها.


وشوهد العديد من مقاتلي الفصائل يؤدون الصلاة أثناء انتظارهم وأسلحتهم الخفيفة معلقة على أكتافهم.

 

ومنذ ساعات الصباح، تجمع عشرات المقاتلين والمدنيين في عربين وسط حالة من الحزن، بعدما وضبوا ما أمكنهم من حاجياتهم في الحقائب وأكياس من القماش، قبل أن يستقلوا أولى الحافلات إلى حرستا.

ولم يتمكن الأهالي من حبس دموعهم وهم يهمون بالصعود الى الحافلات التي وصلت صباحا وتوقفت في شوارع مملوءة بالركام وعلى جانبيها أبنية مهدمة وأخرى تصدعت واجهاتها أو طوابقها العلوية جراء كثافة القصف.

 

ويأتي خروج المدنيين ومقاتلي المعارضة السورية من مدن الغوطة الشرقية في ظل حملة عسكرية يشنها النظام منذ أكثر من شهر بدعم روسي، أدى حسب تقارير دولية ومحلية لمقتل مئات المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء.


مصير دوما

 

ويرجح المرصد السوري لحقوق الانسان أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق يقضي بتحويل دوما إلى منطقة "مصالحة"، على أن تعود إليها المؤسسات الرسمية مع بقاء مقاتلي "جيش الإسلام" من دون دخول قوات النظام.

وتتواصل منذ أيام عدة حركة النزوح من دوما عبر معبر الوافدين شمالا، وأفادت وكالة "سانا" التابعة للنظام بخروج 1092 مدنيا الأحد.

ووضع النظام السوري، مطلع هذا العام، الأولوية للسيطرة على الغوطة الشرقية، التي تحظى برمزية كبيرة لقربها من العاصمة، وتعد من أولى المناطق التي شهدت ثورة مناهضة للنظام في عام 2011.

وطوال فترة سيطرتها على المنطقة، احتفظت الفصائل بقدرتها على تهديد أمن دمشق من خلال إطلاق القذائف.

وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها الأحياء الشرقية في مدينة حلب نهاية عام 2016.