سياسة عربية

مفتي ليبيا يهاجم القاهرة وحفتر.. بماذا طالب عسكريين بالغرب؟

أكد الغرياني أن "توحيد المؤسسة العسكرية لا يمكن أن يكون عبر مصر" - أرشيفية

هاجم المفتي العام الليبي، الصادق الغرياني، المفاوضات العسكرية الليبية التي تجرى في القاهرة، واصفا مصر بـ"الدولة المتآمرة" على ليبيا وثورتها.

وأكد الغرياني أن "توحيد المؤسسة العسكرية لا يمكن أن يكون عبر مصر؛ وما تفعله الآن يعد تدخلا سافرا، تحاول عن طريقه "شرعنة" الانقلاب ودعمه"، بحسب لقاء تلفزيوني أمس الأربعاء.

"مجلس عسكري"


ودعا المفتي الليبي، من سماهم "الضباط الأحرار في كل ليبيا أن يقفوا ضد مشروع مصر وأن يكونوا مجلسا عسكريا يوحد مؤسستهم"، مضيفا أن "الأصوات التي تعلو في الأمم المتحدة ومصر وتونس والغرب كلها تتآمر ضد الثورة؛ ولا صوت للثوار".

 

اقرأ أيضاما وراء زيارة رئيس برلمان ليبيا إلى السعودية؟

ووجه الغرياني، شكره لضباط المنطقة الغربية الذين اجتمعوا وأكدوا أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر خارج على الشرعية، وأنهم "لن يقبلوا به على رأس المؤسسة العسكرية"، وفق قوله.

ما النتيجة؟


تصريحات المفتي تعد صداما مباشرا مع حكومة الوفاق الليبية التي أرسلت رئيس الأركان المكلف من قبلها لحضور هذه الاجتماعات، وهو ما قد يصعد الخلاف بين المفتي والحكومة الموجودة أصلا منذ تشكيلها.

وطرح هذا الهجوم وما قبله من تصريحات سابقة للمفتي ضد حفتر، عدة تكهنات حول مدى الاستجابة من قبل ضباط مناوئين لحفتر ولمفاوضات القاهرة العسكرية لدعوة المفتي الذي يتمتع حتى الآن بشعبية في بعض المناطق في الغرب الليبي.

"تحريض وكراهية"


من جهته، قال الأديب والكاتب الليبي، إدريس بن الطيب، لـ"عربي21"، إن "المفتي يحاول دائما التحريض على العنف والكراهية، ولا أعتقد أن له مؤيدين كثرا الآن، فمعظم الليبيين يريدون توحيد المؤسسات والجهود من أجل بناء دولة واحدة".

وبخصوص رد فعل حكومة الوفاق أو النائب العام على تصريحات المفتي، استبعد ابن الطيب وصول الأمر إلى إصدار أمر توقيف أو اعتقال كونه غير موجود في طرابلس أو حتى ليبيا كلها، كما قال.

كلامه صحيح


بالمقابل، أكد الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي، أن "ما صدر عن الدكتور الغرياني يمثل وجهة نظر كثير من المتصدرين للشأن العام في ليبيا، خاصة أن حفتر بدأ مشروعه العسكري بالانقلاب على مؤسسات الدولة، وكذلك عمليته العسكرية الفاشلة والمدعومة مصريا وإماراتيا".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "لذا لا يمكن لقائد عملية بهذا الفشل أن يكون عامل بناء للمؤسسة العسكرية هو ومن دعمه وسانده في الانقلاب على المسار الديمقراطي"، حسب رأيه.

 

اقرأ أيضا"رايتس ووتش": وضع ليبيا الراهن لا يلائم إجراء انتخابات حرة

 

وقال الناشط السياسي الليبي، خالد موسى السكران، إن "هجوم المفتي على مصر بالذات هو نتيجة لموقف القاهرة الرسمي من الإخوان والتيار الإسلامي عامة"، مضيفا لـ"عربي21": "لا حظوظ للمفتي في تعطيل تكوين الجيش الليبي، وإعلان الاتفاق العسكري النهائي سيكون قريبا".

نتائج وخيمة


المدون من الشرق الليبي، فرج فركاش، قال من جانبه؛ إن "الغرياني يقحم نفسه أكثر في ما لا يعنيه، ومن حوله يزيدون من تورطه، وتصريحاته الأخيرة قد تكون نتيجتها وخيمة على سكان طرابلس، وكان أولى به الدعوة للمصالحة وتوحيد المؤسسات".

وأوضح في تصريحه لـ"عربي21"، أن "تلقى دعوة الغرياني آذانا صاغية، خاصة بعد تصريحات ضباط من قوات "البنيان المرصوص" بدعمهم لجهود توحيد المؤسسة العسكرية ومجلس قيادة عامة من ضباط حسب الأقدمية والتراتبية"، حسب كلامه.

"ثوار مصراتة"


وقال الناشط السياسي الليبي، محمد مراجع ميلاد، إن "الكثير من العسكريين والثوار في الغرب الليبي وخصوصا في مدينة مصراتة يرفضون بشكل قاطع تنصيب "حفتر" قائدا عاما للجيش والانضواء تحته، وتصريحات المفتي تصب في هذا الاتجاه وتؤكده".

وأشار في تصريح لـ"عربي21"، إلى أن "المفتي يحظى بتأثير واسع لدى قطاعات من الشعب الليبي، لذا غير وارد أبدا إصدار أمر توقيف من النائب العام بحقه"، حسب رأيه.

"حصانة ورمزية"


واستبعد الناشط الليبي ومدير منظمة "تبادل" المستقلة، إبراهيم الأصيفر، أن "يقوم النائب العام الليبي بإصدار مذكرة قبض في حق المفتي لما يتمتع به الأخير من رمزية وحصانة، ولما قد يسببه هذا الأمر من انقسام قد يصل إلى صراع مسلح".

وتابع: "أما عداء المفتي لمصر وحفتر فهو أمر ليس بجديد، وكلام "الشيخ" يعبر عن رأي الكثير من أبناء المنطقة الغربية الذين يرفضون وجود "حفتر" كجزء من الجيش المستقبلي"، حسب تعليقه لـ"عربي21".