صحافة دولية

صحيفة فرنسية: عباس يتخبط في كل الاتجاهات دون حل

عباس أعرب عن أسفه للتخلي عن المعايير التي تم إقرارها في عدة مناسبات من قبل المجتمع الدولي- جيتي

نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن تحركات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المرتبكة منذ إعلان دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل. 


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن عباس دعا إلى الإسراع في تنظيم مؤتمر بخصوص السلام على خطى نموذج مؤتمر باريس، الذي انعقد يوم 15 كانون الثاني/ يناير من سنة 2017، دون تحقيق نتائج كبيرة. 


وأضافت: "كما يطالب الرئيس الفلسطيني بتركيز "آلية متعددة الأطراف" لفتح مفاوضات حول تحديد الوضع النهائي لقضايا القدس، والحدود، والأمن، واللاجئين... وفي الوقت نفسه، أكد عباس أنه يتعين على الإسرائيليين التوقف عن عملية بناء المستوطنات أو سيعلق الفلسطينيون حملة العضوية في المعاهدات والمنظمات الدولية الأخرى".


وأشارت الصحيفة إلى أن سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هالي، تعتبر أن مؤتمر السلام سيكون مجرد مضيعة للوقت، مؤكدة أن دونالد ترامب لم يتخل بعد عن عرض خطته للسلام. 


وقالت نيكي: "نحن مستعدون للحديث والتفاوض، ولكن لن نلحق بكم"، متوجهة بالخطاب لمحمود عباس، الذي غادر القاعة. وفي حالة ضعف موقفه، فإن أولوية الرئيس الفلسطيني ستصب في سبيل منع تصفية التوافق الدولي الذي تم التوصل إليه بشق الأنفس خلال العقود الأخيرة.


وأكدت الصحيفة أنه مع بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر، رفض محمود عباس قطعا القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولكن معظم مخاوفه ترتكز حول المخطط الذي يعده بعناية كل من جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات.


وبينت الصحيفة أنه وفقا للمؤشرات التي عرضت مع نهاية كانون الأول/ ديسمبر إلى وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، فإن خطة كل من جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات تشمل عملية من مرحلتين.


 وورد في هذه الخطة أن الولايات المتحدة ستعترف أولا بدولة فلسطين وعاصمتها في ضواحي أبو ديس، وستمتد سلطتها إلى قطاع غزة و38 بالمائة من الضفة الغربية. بعد ذلك، ستنطلق المفاوضات حول رسم الحدود النهائية وحل أزمة اللاجئين.


ونقلت الصحيفة عن محمود عباس أن الجانب الفلسطيني يرفض الحلول الجزئية، ولا يريد دولة ذات حدود مؤقتة، كما أعرب أبو مازن عن أسفه للتخلي عن المعايير التي تم إقرارها في عدة مناسبات من قبل المجتمع الدولي. وحيال هذا الشأن، أضاف محمود عباس أنه "لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الإدارة تؤيد حل الدولتين أو حل دولة واحدة".


 وقالت الصحيفة إن الرئيس الفلسطيني يأمل على المدى القريب أن تجبر سياسة "الكرسي الفارغ" الأمريكيين على تأخير عرض خطتهم، ولما لا التخلي عنها نهائيا. 


وأوضح دونالد ترامب في أوائل شهر كانون الثاني/ يناير، أن موقف محمود عباس سيكون له ثمن، مهددا بإيقاف المساعدات المالية الموجهة إلى الفلسطينيين إذا لم يعودوا إلى طاولة المفاوضات.