ملفات وتقارير

حفتر يشن هجوما شرسا على الجميع عدا السلفيين.. ما الهدف؟

جدد حفتر طلبه بضرورة "منع جماعة الإخوان المسلمين، التي حملها مسؤولية وصول الإرهابيين إلى ليبيا - أرشيفية

شن اللواء الليبي، خليفة حفتر، هجوما شرسا ضد عدة أطراف في الداخل الليبي، على رأسهم رئيس حكومة الوفاق الليبية، وجماعة الإخوان المسلمين، وسيف القذافي، في حين امتدح التيار السلفي.

ووصف حفتر رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، بأنه "ليس له إرادة حرة، ويفتقر إلى الحزم، وهو الآن بمثابة "رهينة للمليشيات في العاصمة طرابلس.

وكشف الجنرال الليبي عن "رغبته في إطلاق سراح سيف القذافي، لكنه عبر عن "أسفه كون العديد ممن وصفهم بـ"السذج"، لا يزالون يراهنون على سيف"، وهم واهمون، بحسب مقابلة مطولة مع مجلة "جون أفريك" الفرنسية.

لا للإخوان.. نعم للسلف

وجدد حفتر طلبه بضرورة "منع جماعة الإخوان المسلمين، التي حملها مسؤولية وصول الإرهابيين إلى ليبيا، من لعب أي دور في العملية الانتخابية القادمة، مؤكدا أن "الجيش" سيقوم بدوره في تأمين الانتخابات.

 

ووصف حفتر أنصار الملكية في ليبيا بأنهم "ليس لديهم رصيد في ليبيا"، كما اتهم محافظ المصرف المركزي الليبي، الصديق الكبير، بتوزيع عائدات النفط، وفقا لمصالحه الشخصية، واستخدام الأموال لرشوة أعضاء في مجلس النواب.

 

في المقابل، رحب حفتر بالتيار السلفي في ليبيا، ومنهم "المداخلة طبعا، واصفا إياهم بأنهم "حلفاء

الجيش الليبي"، كما قال.

 

والسؤال: لماذا يصر حفتر على معاداة الجميع الآن؟

 

"الزعيم الأوحد"

 

من جهته، قال الضابط برئاسة الأركان الليبية بطرابلس، العقيد عادل عبدالكافي، إن "هدف حفتر من الهجوم وانتقاد جميع الأطراف هو إظهار نفسه بأنه "الزعيم الأوحد والمنقذ للبلاد، وأن التفويض له هو المخرج للأزمة الليبية".

 

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "هجومه مثلا على محافظ المصرف المركزي يؤكد ذلك، فرغم أنه هو السبب في انقسام المؤسسات في ليبيا، ومنها المصرف باختيار محافظين دون سند قانوني، إلا أنه يهاجم الصديق الكبير".

 

وتابع: "حفتر كأي ديكتاتور لا يريد منافس له، لذا هاجم الملكية وسيف القذافي والإخوان، فهو لا يريد أحدا أمامه معتمدا فقط على كتائب أبنائه الموالية له تماما"، كما قال.

 

"السراج غير مسيطر"

 

ورأى الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير، أن "تصريحات حفتر بخصوص السراج قد تكون صحيحة، فهو فعلا لا يبدو مسيطرا علي التشكيلات المسلحة التي أعلنت خضوعها للمجلس الرئاسي، لكن تصريحاته بخصوص أنصار الملكية والصديق الكبير غير دقيقة"، وفق قوله.

 

وأضاف في حديث لـ"عربي21"، أن "الحديث عن سيف القذافي بهذا الشكل، ربما يشير إلى مقتله غير المعلن حتى الآن، لكن عامة عداء حفتر معروف، ومستمر لكل من يراه عقبة في طريق مشروعه بالسيطرة على البلاد وفرض نفسه حاكما مطلقا".

 

"عزلة"

 

لكن، مدير منظمة "تبادل" المستقلة والناشط الليبي، إبراهيم الأصيفر، أشار إلى أن "عداء حفتر للجميع وخسارة حلفاء الأمس، سيضعه في عزلة، ما قد ينتج عنه خروجه خالي الوفاض في آخر الأوراق التي يراهن عليها، وهي الانتخابات، بعد فشل مشروعه العسكري".

 

وأكد أن "كل من هاجمهم حفتر إما خيبوا آماله أو خوفا منهم، فالسراج مثلا رفض ضغوطات حفتر عليه بخصوص المؤسسة العسكرية، وخضوعها للسلطة المدنية، أما عودة الحكم الملكي فربما يحاكم حفتر كمجرم حرب، كونه شارك القذافي في الانقلاب على الملك".

 

واستدرك قائلا: "في العموم، حفتر يعيش حالة من التخبط وحالة من عدم استيعاب المشهد الحالي، ويحاول بتصريحاته إثارة الرأي العام، وإحداث ضجيج وفقط"، وفق تقديره.

 

"سيف لن يعود"

 

في حين، اتفق الإعلامي الليبي، نبيل السوكني، مع "تصريحات حفتر بخصوص سيف القذافي، مؤكدا أنه "من المستحيل عودته إلى المشهد مرة أخرى".

 

لكنه وصف تصريحات حفتر الأخرى بأنها "محاولة لصب الزيت على النار، وأنه فقط يريد إرسال صورة الغرب بأنه الرجل الأقوى في ليبيا"، كما قال لـ"عربي21".

 

"أنا هنا"

 

وقال المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، إن "حفتر مريض بجنون العظمة، لكنه في واقع الأمر لا يملك من الأمر شيئا، فهو مجرد شخصية "كرتونية"، إلا على من هم حوله فقط".

 

وبخصوص تصريحاته الأخيرة، قال كعبار لـ"عربي21": "هدفها أن يقول فقط "أنا هنا"، لأنه في واقع الأمر تجاوزته الأحداث السياسية، وأصبح شخصية "منفرة" حتى من قبل من كانوا داعمين له"، حسب قوله.