ملفات وتقارير

حقيقة تأثير المعارضة المصرية بأمريكا على دوائر صنع القرار

المعارضة المصرية في أمريكا تمكنت من تكوين جماعات ضغط- تويتر

تمكنت المعارضة المصرية في أمريكا من تكوين ما يسمى بـ"جماعات الضغط" على المستوى الإعلامي والحقوقي والسياسي، رغم تباين مرجعياتهم، وأيدولوجياتهم، ولكنها لا تقارن بحجم وقوة اللوبي اليهودي، وفق مراقبين ومحللين مصريين بالولايات المتحدة الأمريكية.

وأكدوا في تصريحات لـ"عربي21" أن الوجود المصري في دوائر صنع القرار أصبح أكثر ظهورا وتأثيرا بعد ثورة 25 يناير، وأن الفرصة باتت سانحة أكثر بعد انقلاب الجنرال عبدالفتاح السيسي على انتخابات الرئاسة، وإغلاق المجال العام حتى أمام منافسيه.

وعلقت الخارجية الأمريكية، الخميس، بالقول إن المسؤولين الأمريكيين "قلقون إزاء التقارير حول اعتقال وانسحاب واستبعاد مرشحين من العملية الانتخابية الرئاسية، وسط شكاوى من عدم عدل هذه الانتخابات.

وأدان السيناتور الجمهوري الشهير جون ماكين، القمع الذي يمارسه السيسي ضد معارضيه السياسيين، واعتقال مرشحي الرئاسة، مشككا في إمكانية إجراء انتخابات حرة وعادلة.

حضور قوي ولكن

الصحفي المصري بولاية نيويورك الأمريكية، مصطفى الحسيني، أكد أنه "لا يوجد في أمريكا جماعات ضغط مصرية أو حتى عربية كاللوبي الصهيوني، لكن لا يمكن إنكار أنه يوجد مؤسسات وجمعيات وأفراد لهم تأثير في بعض دوائر صنع القرار بالرغم من تواضعه".

وبشأن وسائل التأثير، أوضح لـ"عربي21" أن "الجماعات المصرية المعارضة لا تتواصل فقط مع أعضاء الكونغرس، ولكن مع المؤسسات الإعلامية من خلال متابعتها بنشرات إخبارية عن أوضاع مصر السياسية والحقوقية، وبالرغم من أن دورها كبير فإنه لا يرقى لمستوى الكارثة بمصر".

 

وبيًن أن "هناك شواهد على نجاح عمل تلك الجماعات؛ فعند زيارة السيسي الأولى للولايات المتحدة عقب توليه الحكم لحضور اجتماعات الأمم المتحدة ضجت الصحف ووسائل الإعلام بانتهاكات السيسي حيث كانت لديها معلومات كثيرة تمكنت من خلالها من إنجاز تغطية متكاملة، كما أنها تمكنت من الضغط على الكونغرس لتخفيض حجم المساعدات لمصر لعدم إحرازها تقدما على صعيد احترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية".

 

اقرأ أيضا: حراك معارضة مصر بواشنطن.. هل يدفع أمريكا للضغط على السيسي؟

وأكد أن هناك "شبه توافق بين أعضاء الكونغرس، خلال زيارتنا الأخيرة له، على رفض سجل السيسي في انتهاك حقوق الإنسان، والإعدامات التي تجرى، ولكن كان لديهم تخوفات من فتح ملف الانتهاك في سيناء باعتبار أن إسرائيل تعتمد على السيسي في حماية حدودها وهي الميزة التي يقدم بها السيسي نفسه".

الإعلام الأمريكي الأكثر تأثرا

الناشط القبطي العلماني، كمال صباغ، في ولاية نيوجيرسي، أكد أنه "يوجد حراك مصري، وليس لوبي، من خلال مجموعات مصرية إسلامية، وقبطية علمانية، وليبرالية، وهي مجموعات نشطة تجوب أروقة الكونغرس، وتوزع خطابات يوميا على النواب"، مشيرا إلى أن حالة الاحتقان السياسي في مصر "دفعت الخارجية الأمريكية لإصدار بيان خجول أو ما يسمى standard statement، بشأن ما يجري على الأرض".

ولفت صباغ إلى أن "الحراك المصري يثمر إذا ما تم توظيفه ديناميكيا مع الانتخابات النصفية، على سبيل المثال كتوظيف الكتلة التصويتية القبطية خاصة في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي من أجل إعادة الترتيب فيها على مستوى النواب والسيناتورات".

وعن الجهات الأكثر تأثرا أكد أن "الصحافة الأمريكية متعاونة جدا مع ما يحدث في مصر، فهناك تغطية غير مسبوقة لمهزلة الانتخابات الرئاسية 2018، ثم الأجهزة الانتخابية من خلال تكثيف التواجد في أروقة الكابيتال".

وجهة نظر المعارضة حاضرة

بدوره؛ قال الصحفي المصري المقيم بأمريكا، خالد بركات، لـ"عربي21": "لا توجد جماعة ضغط مصرية بالمعنى الحرفي لجماعات الضغط، ولكن بالطبع هناك مجموعة من النشطاء والأكاديميين المصريين لديهم أجندة فعاليات نشطة، وتسعى إلى عرض وجهة نظر الشعب المصري، والمطالبة بالحرية، ومحاربة القهر والظلم والفساد، وذلك أمام متخذي القرار السياسي في أمريكا".

وأضاف أن "النشطاء المصريين في أمريكا يتواصلون مع جمعيات حقوق الإنسان الدولية، ووسائل الإعلام لعرض الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب المصري من اختفاء قسري، وتعذيب في السجون، ومحاكمات جائرة، وتعد ورقة ضغط قوية على النظام الانقلابي في الداخل".

 

اقرأ أيضا: أكاديمي: مصر لا تتحمل بقاء السيسي عاما واحدا والأسوأ قادم

وفي ما يتعلق بالدعم الأمريكي للسيسي، قال: "الجميع يعرف أن هناك تقاربا شخصيا بين السيسي وترامب، ولكن الولايات المتحدة دولة مؤسسات، وقرارات السياسات الدولية تصدر عن وزارة الخارجية وليس البيت الأبيض، ولذلك لا نجد أن الاندفاع الشخصي الذي أظهره ترامب تجاه السيسي مؤثر في علاقات البلدين"، مشيرا إلى أنه "يتم استخدام السيسي لتنفيذ أجندة المصالح الأمريكية، والحفاظ عليها مقابل منحه بعض الامتيازات أو التغاضي عن انتهاكاته" .

سياسة أمريكا الخارجية واحدة

من جهته؛ قال رجل الأعمال المصري بالولايات المتحدة، محمد رزق، لـ"عربي21" إنه "لا توجد جماعات ضغط مصرية، وتحركاتها غير مثمرة، كما أنه لا يوجد قرار بدعم السيسي أو غيره بشكل خفي أو علني".

وأوضح أن دور الجماعات المصرية ينصب على "فضح نظام السيسي من خلال الكونغرس الأمريكي، وجماعات الضغط، والإعلام"، مشيرا إلى أن "لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس تراقب الأمر على الأرض بمصر، ولديها معلومات استخباراتية مؤكدة عن أفعال النظام، بل لديها تصور وإجابة عن أسباب أفعال النظام، ألا وهي الحيلولة دون تكرار ما حدث في ثورة 25 يناير".

وأكد أنه لا يوجد "فرق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في ما يتعلق بسياستهما الخارجية تجاه مصر؛ لأن سياسة أمريكا الخارجية واحدة، وما يهم هو استقرار مصر سياسيا وأمنيا".