سياسة عربية

"أنقذوا غزة".. حملة خيرية تعلن القطاع "منطقة منكوبة"

الأوضاع في غزة وصلت حد الانهيار- صفا

دخل الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة عامه العاشر معلنا حالة غير مسبوقة من التدهور الاقتصادي والحياتي شل كل مناحي الحياة، وسط تحذيرات من حدوث كارثة إنسانية في هذه المساحة الجغرافية الضيقة والمكتظة بالسكان.


ودفع الوضع البائس والمتردي في القطاع مؤسسات خيرية عدة إلى إطلاق حملة "أنقذوا غزة"، خاصة مع بدء انعكاسات قرارات تقليص المساعدات التي اتخذتها واشنطن بحق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، على الوضع المعيشي للسكان.


وأعلن رئيس تجمع المؤسسات الخيرية في قطاع غزة، أحمد الكرد، اليوم الخميس، عن إطلاق حملة "أنقذوا غزة"، منوهًا إلى أن الأوضاع وصلت حد الانهيار.


وقال "الكرد" في مؤتمر صحفي: "نطلق نداءنا الأخير في وجه كل أحرار العالم وأصحاب الضمائر الحية للتحرك العاجل دون أي تأخير ونعلن عن انطلاق حملة أنقذوا غزة للعمل على تحريك العالم لتوفير الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع، معلنا قطاع غزة منطقة "منكوبة إنسانيا"".


وأضاف أن الوضع الإنساني والحالة الكارثية التي تمر بها غزة؛ يجب ألا تخضع للاختلافات السياسية، معبرًا عن أمله من المشاركين في أطراف المصالحة الفلسطينية ألا يكون الوضع الإنساني له علاقة في التجاذبات السياسية.


وتابع الكرد أن القطاع يشهد تدهورًا خطيرًا في مختلف القطاعات الإنسانية والحياتية جراء الحصار الإسرائيلي والحروب الثلاث الماضية.

 

اقرأ أيضا: غزيون: الوضع في القطاع ينذر بكارثة

وأضاف: "نُطلق نداءنا الأخير في وجه كل أحرار العالم للتحرك العاجل لإنقاذ الوضع الإنساني هنا".

 

وبلغت نسبة الفقر بالقطاع 80% منها 65% تحت خط الفقر المدقع، في حين وصلت نسبة البطالة إلى 50% نصفهم من الشباب وخريجي الجامعات.


وأكد الكرد أن ثلاثة أرباع أهالي قطاع غزة يحتاجون للمساعدات الإغاثية العاجلة والتي لم تعد متوفرة الآن، مشيرًا إلى أن 40% من الأطفال مصابون بأمراض فقر الدم وسوء التغذية.


وبحسب الجمعيات الخيرية في غزة، فإن 1700 يتيم يعانون من عدم وجود كفالات بسبب إغلاق حسابات الجمعيات ومنع تحويل مستحقاتهم المالية، بالإضافة إلى 50 ألفًا من ذوي الإعاقة بحاجة للعلاج والتأهل.


وعلى صعيد الوضع الصحي، ذكر الكرد أنه يمر بمرحلة خطيرة، "لعلها الأسوأ منذ فرض الحصار، حيث أدى ذلك إلى وفاة العديد من المرضى أمام عيون أسرهم لعدم توفر العلاج أو إمكانية السفر للعلاج في الخارج".


وتعاني مشافي قطاع غزة من نفاد حاد بالأدوية والمستلزمات الطبية؛ إذ نفد نحو 230 صنفًا من الأدوية، بالإضافة إلى تعطل مئات الأجهزة الطبية المهمة بسبب منع سلطات الاحتلال من إدخال قطع الغيار للصيانة.


أما على الجانب البيئي، أكد الكرد أنه من أبرز القطاعات تضررًا جراء الحصار واعتداءات الاحتلال المتتالة، واستهداف البنية التحتية، ويشكل خطورة على حياة الناس.


يشار إلى أن 95% من المياه في غزة غير صالحة للشرب، في وقت يُضخ يوميًا 150 ألف متر مكب من مياه الصرف الصحي "غير المعالجة" في البر والبحر بسبب توقف المضخات نتيجة أزمة الكهرباء.

وبخصوص الجانب الصناعي، أوضح الكرد أن تدهور الوضع الاقتصادي في قطاع غزة بلغ ذروته، إذ تم إغلاق 80% من المصانع كليًا أو جزئيًا.

 

وعلى صعيد الجانب التعليمي، أشار الكرد إلى أن الاحتلال استهدف القطاع التعليمي بشكل خطير، مؤكداً أن الحصار جاء لإكمال "المخطط الخطير".


أما على صعيد ملف المعابر الحدودية بيّن الكرد أنها من أخطر مظاهر الحصار الذي يعاني منها أهالي قطاع غزة؛ إذ أن إغلاق المعابر وحرمان الإنسان من حرية التنقل والحركة؛ منع سفر كثير من المرضى والتجار، واستمرار عمليات اعتقال المسافرين عبر معبر بيت حانون.


يشار إلى أنه خلال عام 2017 لم يفتح معبر رفح إلا 21 يومًا، في وقت يواصل فيه الاحتلال إغلاق جميع المعابر القطاع التجارية باستثناء معبر كرم أبو سالم.


وطالب الكرد المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنهاء الحصار المفروضة على غزة، وتقديم الاحتياجات الضرورية اللازمة، داعياً جمهورية مصر العربية لفتح معبر رفح بشكل مستمر أمام حركة المسافرين والبضائع.

ودعا المؤسسات والجمعيات والهيئات العربية والإسلامية والهيئات الناشطة في العمل الإنساني إلى تدشين حملة إغاثية عاجلة لإنقاذ قطاع غزة من كارثة إنسانية، مطالبًا الأونروا بتقديم خدماتها للمحتاجين دون نقص أو تأجيل.