سياسة عربية

عودة وزراء بن علي لتولي مناصب في الدولة تثير الجدل مجددا

سياسيون اعتبروا الصادق القربي أحد رموز الفساد في منظومة بن علي - أرشيفية

أعاد مقترح تعيين وزير التربية السابق في عهد بن علي الصادق القربي بمنصب رئيس مدير عام لديوان الأسرة والعمران البشري –هيكل حكومي يعني بالأسرة التونسية تابع لوزارة الصحة - الجدل مجددا بين التونسيين حول عودة وزراء بن علي إلى سدة الحكم بعد الثورة، سيما وأن بعضهم لا تزال تتعلق بهم قضايا فساد مالي واستغلال نفوذ.


وأكد مصدر حكومي لـ"عربي21"، مساء الاثنين، أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد رفض منذ قليل الإمضاء على مرسوم تعيين القربي في المنصب الجديد والذي تم اقتراحه فيه من قبل وزير الصحة الحالي عن حركة النهضة عماد الحمامي.


وشغل الصادق القربي منصب وزير التربية ووزير البيئة في عهد الرئيس المخلوع بن علي، كما تولى منصب مندوب تونس الدائم في الجامعة العربية وسفيرها في الرباط، وعرف بتنكيله بالمربين المعارضين في عهد بن علي وتعلقت به عدة قضايا فساد أبرزها تزوير شهادة الباكالوريا لعماد الطرابلسي صهر المخلوع بن علي وتمويل إحدى الجامعات الخاصة لزوجة المخلوع بن علي من أموال الشعب التونسي، وتلقي رشاوي في مناظرة التدريس "الكاباس" والتي استحدثت بقرار شخصي منه.


كما عرف بمقولته الشهيرة في عهد بن علي، والتي أضحت محل تندر بعد الثورة: "إن الطفل التونسي ينزل إلى عالمنا غاضبا باكيا عند ولادته ولكنه سرعان ما يشعر أنه ابن عهد زين العابدين بن علي، فيتعلم الضحك".


وينضاف مقترح تعيينه إلى سلسلة من التعيينات لوزراء بن علي على غرار وزير التربية الحالي حاتم بن سالم ووزيرة المرأة الحالية نزيهة العبيدي اللذين شغلا ذات المناصب في عهد المخلوع.


نداء تونس يتبرأ من تعيينه


وأكد الناطق الرسمي باسم نداء تونس منجي الحرباوي في تصريح لـ"عربي21" أن نداء تونس غير معني بتعيين أو باقتراح القربي في المنصب من قريب أو من بعيد ، مضيفا: "نحن في نداء تونس نتبرأ من تعيين هذا الرجل في هذا المنصب ولا علم لنا أصلا بكيفية تعيينه ولا بشغور المنصب ذاته".


وشدد الحرباوي أن مقترح تعيين القربي تشوبه عدة خروقات قانونية لابد من التثبت فيها قبل المصادقة على مرسوم التعيين.


واستدرك بالقول: "نداء تونس يعتبر نفسه الوريث الشرعي للحزب الدستوري بالتالي ليس له أي مشكل في عودة مسؤولي النظام السابق إلى سدة الحكم ونحن نعتبرهم كفاءات وطنية يجب استغلالها، يبقى من تعلقت به قضايا فساد أو خروقات فذلك أمر موكول للقضاء للنظر فيه".

من جانبها، نددت القيادية في التيار الديمقراطي سامية عبو بالتعيينات المتواصلة لرموز منظومة بن علي، واتهمت حركة النهضة بتواطئها في ذلك منذ إسقاطها قانون العزل السياسي ورفض تحصين الثورة و الذي كان يستهدف رجالات بن علي وهو ما أدى إلى عودتهم لممارسة النشاط السياسي والحزبي.


وكان المجلس التأسيسي في تونس قد صوت في شهر نيسان/ أبريل 2014 على إسقاط قانون العزل السياسي وتحديدا الفصل 167 الوارد في القانون الانتخابي الجديد والذي ينص على إقصاء رموز النظام السابق من المشاركة في الحياة السياسية والترشح للانتخابات، ودافع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي حينها على هذا القرار مؤكدا أن حزبه ضد قانون الإقصاء وبأن الشعب هو كفيل بذلك عبر صناديق الاقتراع.


ونبهت عبو في حديثها لـ"عربي21" من مخاطر تعيين وزراء بن علي الذين اتهموا بالفساد وتخريب الدولة وبارتكابهم جرائم بحق الشعب التونسي لمدة 22 عاما، واعتبرت أن هؤلاء لايريدون فقط العودة للسلطة بل أيضا التهرب من المساءلة القضائية والمحاسبة.


وختمت بالقول: "تعيين القربي تم بمقترح من وزير الصحة عن حركة النهضة عماد الحمامي وهو ما نعتبره أمرا مخزيا وتواصل الحركة في استقطاب رموز النظام البائد".


خطأ تقديري من وزير الصحة


وفي رده على الاتهامات المتعلقة بتعيين الصادق القربي من قبل وزير الصحة النهضاوي عماد الحمامي، أكد القيادي في حركة النهضة زبير الشهودي لـ"عربي21" أن "قرار الحمامي يعتبر اجتهادا قد يكون أخطأ في تقديره وتم إصلاحه من قبل رئيس الحكومة استجابة لمطالب الجماهير وصوت الثورة". على حد تعبيره.


وحول الاتهامات الموجهة لحركة النهضة بإسقاط قانون العزل السياسي مما فتح الباب واسعا لعودة وزراء المنظومة السابقة، شدد الشهودي على أن الإسقاط تم بإكراهات وضغوطات خارجية من أحزاب معارضة بما فيه المنتمية لمنظومة التجمع الدستوري المنحل ، مذكرا ب"اعتصام الرحيل" وبدوره في تعطيل جلسات المجلس التأسيسي آنذاك وباستعانتهم بالقوى المضادة للثورة في سبيل عرقلة المسار الانتقالي. 


غضب عبر فيسبوك


وشن تونسيون من مختلف الأوساط الإعلامية والسياسية والتربوية هجوما شرسا على تعيين الصادق القربي في المنصب الحكومي الجديد.


وشن رئيس حزب المجد المعارض، عبد الوهاب الهاني، هجوما شرسا على القربي معتبرا إياه أحد رموز الفساد في منظومة بن علي، داعيا رئيس الحكومة للتراجع عن هذا التعيين.

 

      



وعلق الاعلامي ورئيس التحرير المساعد في صحيفة الصباح التونسية محمد بن رجب حول قرار التعيين بالقول "طفح الكيل".

 

      

 

فيما هاجم المحلل السياسي  نصر الدين بن حديد وزير الصحة الحالي والقيادي في النهضة عماد الحمامي متسائلا عن سر قبوله بتعيين القربي داعيا إياه للاستقالة.